إن السياسة في معناها الحقيقي تعني إدارة شؤون البلاد بأحسن وجه , وخدمة الناس , والسعي من أجل كسب الراحة والأمن والإستقرار والعيش الرغيد للمجتمع , أما في معناها المتداول الآن والمنتشر حالياً فهي تعني الختل والفساد والكذب … وخصوصاً في العراق نرى التقلبات والتناقضات في المواقف والتصريحات مما لا عين رأت ولا أذن سمعت في غير هذا البلد , وهذا معناه أن أقطاب سياسة الزيف والفساد في العالم موجودين في العراق ويحتلون المناصب الحساسة في الدولة العراقية وهم أصحاب القرار .
ومن هذه الرؤية فقد وصلت المرحلة بساسة العراق أنهم اختلفت عندهم المسميات والمعاني فضاع عليهم الحابل بالنابل فصار التدخل في السياسة إنعزالاً عنها , والإلتزام للقتلة والسراق تخلياً عنهم !
ولم يكن ما كتبته بجديد على القارئ لأنه واقع معاش طيلة أكثر من عشرة أعوام حتى إنه وصلت المرحلة بزعماء السياسة الخبيثة أن يعترفوا بما قلته آنفاً لأنه أصبح واقعاً ملموساً لكل قاصٍ ودانٍ ومتابعٍ للساحة العراقية ونكرانه يعني الخبل .المثير للدهشة، أن وضوح أبعاد الدور الإيراني التخريبي في العراق لم يقلق بعد هاجس المغرمين في مفردات الخطاب السياسي للحليف الإيراني، فما يزال هنالك من يحاول القفز على مسلمة أن إيران دولة ذات مشروع قومي توسعي مهدد للأمن القومي العربي بشكل عام، وللهوية الوطنية والقومية لشعب العراق بشكل خاصومن هذا الجانب فقد بين المرجع العراقي العربي الصرخي الحسني في استفتاء (أميركا والسعودية وإيران….صراع في العراق)وهذا مقتبس منه جاء فيه :
((إنّ التظاهرات والاعتصامات الأولى عند أبواب الخضراء كانت بتأييد ومباركة ودعم القطب الثالث الجديد المتمثّل بالسعودية ومحورها الذي يحاول أن يدخل بقوةٍ في العراق والتأثير في أحداثه ومجريات الأمور فيه، منافساً لقطبي ومحوري أميركا وإيران.أما الاعتصام الثاني للبرلمانيين فالظاهر أنه بتأييد ومباركة ودعم بل وتخطيط إيران لقلب الأحداث رأساً على عقب وإفشال وإبطال مخطط ومشروع محور السعودية وحلفائها، وقد نجحت إيران في تحقيق غايتها إلى حدٍّ كبير.أما الاعتصامات الأخيرة عند الوزارات فلا تختلف عن سابقاتها في دخولها ضمن صراعات أقطاب ومحاور القوى المتدخلة في العراق فلا يُرجى منها أيّ خير لشعب العراق.أرجو وأدعو الله تعالى أن تحصلَ صحوةُ ضميرٍ حقيقية عند الرموز والقيادات المؤثرة فتكون صادقة وصالحة لقيادة الجماهير نحو التغيير والإصلاح الجذري الكلي وتحقيق الخلاص، وسنكون جميعا معهم.إنْ حصلَ إتفاق بين دول مَحاور الصراع على حلٍّ أو شخصٍ معيّن، فإنّه يرجع الى التنافس والصراع المسموح به فيما بينهم والذي يكون ضمن الحلبة والمساحة التي حدّدتها أميركا، فالخيارات محدودة عندهم، وبعد محاولة أحد الأقطاب تحقيق مكسب معين، وتمكّن القطب الآخر من إفشال ذلك، فإنهم سيضطرّون إلى حلٍّ وسطي ومنه الرجوع إلى ما كان)) !!
https://goo.gl/VYroqN