23 ديسمبر، 2024 2:01 ص

أُمتُنا تتآكل ثرواتها تهدر وأنظمتها تستعد للرحيل..؟!

أُمتُنا تتآكل ثرواتها تهدر وأنظمتها تستعد للرحيل..؟!

في نظرة غربية خاطفة لكن مشتركة بين الولايات المتحدة وأوروبا، لثورات المنطقة بخاصةً السورية والعراقية، تستقرأ وتضع تقييماً لحاضرها ومستقبلها، وتؤكد بأن هناك خطر إقليمي ودولي منها، لأنها ستلد ثورات أُخرى تجتاح المنطقة، خاصةً في أرض النفط والممالك وأنظمة الدين.
وتضيف بأن الحرب السورية متبوعة بالعراقية لم تعد حرباً وطنية وأنها تنتقل بسرعة إلى مجموعة حروب يُغذيها التاريخ، فهي حرب سنية- شيعية، وهي حرب أكثرية- أقلية. وهي حرب تنتج قيادات تشكل خطراً على المجتمعات المدنية. وهي حرب تعيد تشكيل موازين القوة الوطنية في داخل محيطها الجغرافي ويتأثر بها المحيط العربي والخليجي والتركي والإيراني.
في التقييم الاستراتيجي لهذه الحروب فإنها لا تشكل خطراً فقط وإنما تعيد صياغة الجغرافية البشرية وعلاقاتها من ضمن شروط ما قبلها وتنتج معها قيادات وطنية جديدة.
هل يعني هذا أن لا خطر (على) و(من) هذه الثورات..؟
الدراسات الأولية تؤكد أن الخطر هو في قمعها لأنها تشكل حالات احتقان وطنية يمكن أن تثير عدواها الآخرين، لنتركها تنهض بدروها الوطني في التغيير ولن تكون بعيدة عن الغرب لأنه حلمها الاقتصادي والسياسي وحتى السياسي على المدى المنظور.
النظرة المشتركة كانت السوداوية للجانب الأوروبي منها أكثر من إضاءة الجانب الأميركي. إذ تطرح سؤالاً: يتجاوز ما يحدث إلى ما سيحدث. يتجاوز الواقع إلى ما سيقع. يتجاوز الثورة إلى الثورات والنظام إلى الأنظمة. يتجاوز الكل إلى الكل..؟ بعيداً عن الحق والباطل، عن الخطأ والصواب ثمة حقيقة تتجاوز هذين العنوانين وهي أن المنطقة تتآكل وثرواتها تهدر وأنظمتها تستعد للرحيل. ليس مجرد تقدير أو قراءة لمستقبل يتمزق. إنها متابعة لواقع مهترئ ويزيده الصراع اهتراء. لم يعد ممكناً نتهم ونسمي الاستعمار بأنه محتاجاً لشيء. نحن نفعل نيابةً عنه وبدون توكيل منه أو تكليف منه له كل شيء. نقدم له أرضنا وثرواتنا ومستقبل أجيالنا على طبق الثورة النقية بقيادات انتهازية. نجعل الخيار واحداً من سيئين: بقاء أنظمة اهترأت أو بديلها الذي يأكل أخضر الحياة ويابسها. ليست الثورة خطأ. الخطأ نحن. ليست الأنظمة هي المسؤولة. المسؤول هو نحن. نحني رؤوسنا للظلم ونشكو ثم ننتج ظالماً جديداً. وتستمر اللعبة، ويستمر إنتاج الطغاة الزناة.