23 ديسمبر، 2024 2:23 م

أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ

أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ

(أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ) – يوسف 70
الذي يقلب حال العراقيين وسط هذا العويل من القيل والقال الذي يظهر يوميا على شاشات التلفزة من جمهرة الساسة في العراق وكل يدلي بدلوه يصاب بالوجوم ويضع في مخيلته الآية الكريمة أعلاه.  وما ألت إليه مصائرهم وهم بين الغادي والرائح لا يعرفون ليلهم من نهارهم ولا نغالي إذا قلنا أن العراق ذُبح بأيدي ماهرة في فن القتل التي أتت بوشاية وبغيرها من هؤلاء وغيرهم وها هو الآن   يسرق بأيدي ماهرة في فن السرقة, وقد استباحوا المال العراقي مثلما استباحوا دمه من قبل وهم لا يراعون فيه إلا ولاذمة .وهم أنفسهم الذين تنادوا  أيها العراقيون نحن المنقذ والملاذ لكم عندما تطأ أقدامنا سدة الحكم  وقد وطئوها بالفعل  وبدل أن تركل أقدامهم الجور والظلم والحرمان عن العراقيين ,للأسف ركلتهم  وتبادلت عليهم الركلات حتى أثخنتهم قهرا, وعوزا ,وحرمانا ,فضلا عن الموت الذي سقوا به حياتهم طيلة العشر سنوات الماضية  وما نقرأه و نسمعه  من أفواههم لهو لعمري فضيحة لطخت تأريخ العراقيين وسمعتهم . وبدل أن تكون بغداد بهم حاضرة للديمقراطية التي أدعوا زورا وبهتانا . أضحت بغداد في آخر تسلسل للفساد الأممي المنشور حديثا صاحبة الرقم 165 من أصل 174 دولة وهذا يعني أن العراق من أكبر سبع دولا فاسدة في العالم . الله  الله يا إخوة يوسف وسوس لكم شيطانكم ورميتم العراق في غيابة الجب ومكرتم  لكن الله خير الماكرين ويقال في الأثر أن الجب بأرض الأردن في واد يسمى إدمان وقيل  أن السيارة الذين أدلى دلوهم عندما وجدوا يوسف بكى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام , وقيل بكى الجب لبكائه, وبكى مد صوته الشجر ,والمدر ,والحجر , فوالله بكت الأرض وشجرها ,ومدرها, لذبح العراقيين ,وتدمير بلدهم , بعد أن كانت دعواكم خلاصهم  وحريتهم وديمقراطيتهم  ولسان حالكم مثلما كان لسان حال أخوة يوسف في القران الكريم (ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين ) يوسف 73 . وقد جرى ما جرى للعراقيين بفعل بئركم الذي حفرتموه إلا انه سبحانه وتعالى كان لطيفا بالعراقيين مثلما تجلت قدرته لنبيه يوسف .  والآن تعيدون حفر البئر مرة ثانية  بئر   سرقاتكم وفسادكم التي وصلت  إلى كل أصقاع الأرض ونشرتم ثقافتها  في كل مفاصل ومستويات حكوماتكم المحلية التي وزعتموها حسب المحاصصة الشريفة وها أنتم على مشارف أن تعيدوا العراقيين إلى مربع اقتتالهم الأول والسبب هو فسادكم الذي أزكم الأنوف  والآن لسان حال العراقيين كما قال يعقوب عليه وعلى الأنبياء جميعا أفضل الصلاة والسلام (يا أسفي على يوسف وابيضت عيناه من الحزن وهو كظيم ) يوسف 84 .يا أسفي على العراق والعراقيين الذين أبيضت أعينهم من حزنهم الذي ما عاد لهم متسع أن يكظموه وهم يرون كيد الخائبين وانكشاف ألاعيبهم ومكرهم وفسادهم هذا لأن العراق أرض الأنبياء وهو محمي بسر الهي والذي يسبر أغوار تأريخه يعرف إن الخسران حليف كل من يؤذي العراق وسيتلقون الفاسدين والسراق ضربات الفضائح الواحدة تلو الأخرى والخزي كل الخزي لمن لطخ شرف العراقيين وسمعتهم ,وسيسترد العراق عافيته  كما رد يوسف لأبويه وسيجد العراقيون حتما القوي الأمين ويجلسون في شماله وعن يمينه ومهما ادلهمت الخطوب وكثرت الصعاب لا مكان للسراق والفاسدين والضعفاء وسيؤذن مؤذن في العراقيين  والله   ( أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ)