23 ديسمبر، 2024 12:14 ص

أي مشروع أمريکي وأي فرض إرادة؟!

أي مشروع أمريکي وأي فرض إرادة؟!

يحلو للکثير من الغائصين بل والذائبين في المشروع الايراني في العراق والمنطقة، الحديث عن مشاريع دولية وإقليمية ضد العراق ويسعوا دائما لإبراز أنفسهم بمظهر المتصدين لتلك المشاريع وإحباطها، وهم بذلك يلعبون لعبة ليست غريبة وإنما مثيرة للسخرية والتهکم عندما يتحدثون عن إحتمالات تعرض العراق لخطر أو تهديد معين في وقت يعاني من خطر وتهديد يحيط به من کل جانب!
عندما يعلق الامين العام لميليشيا عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، يوم الخميس الماضي على تشكيل الحكومة ومنحها الثقة من قبل البرلمان، ويقول:” حكومة جديدة يعني أمل جديد بتوفير الخدمات وتحسن الوضع، ويعني كذلك فشل المشروع الأمريكي في فرض ارادته”، ويبدو إن الخزعلي يتحدث وکأن المشروع الامريکي قد عانى منه العراق کثيرا فجاء تشکيل حکومة عادل عبدالمهدي ليجهض المشروع، ونتساءل، أي مشروع هذا يتم إجهاضه بتشکيل حکومة؟ والاهم من ذلك هل هناك حقا مشروع أمريکي بشأن العراق؟
الخزعلي الذي يسعى للتکلم باسلوب وطريقة الوطني الحريص على مصلحة العراق والشعب العراقي والمتصدي لکل الاخطار والتهديدات التي تواجهه، يتصرف وکأنه ليس هناك من أي خطر قادم من جانب نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ضد العراق، بل ويتکلم عن مشروع أمريکي وهمي وهو يتجاهل عن إن العراقيين جميعا وشعوب المنطقة والعالم يعلمون جيدا بأن هناك مشروع إيراني يستهدف العراق من أقصاه الى أقصاه، وإن هذا المشروع قد تجاوز الخطوط الحمر العراقية وتخطاها وصار يعبث ليس بالامن والاستقرار فقط وانما حتى بالسيادة الوطنية للعراق وبقراراته السيادية، ولاسيما إذا ماتذکرنا إن الخزعلي وأمثاله يتکلمون علنا عن عدم إمکانية الاتفاق على أي قرار سياسي هام دون موافقة طهران!
الموضوع الاهم المطلوب اليوم طرحه وبحثه والتصدي له بکل جدية هو موضوع المشروع الايراني في العراق والذي يسعى لجعل العراق مجرد قاعدة من قواعد هذا المشروع بإتجاه بلدان المنطقة والعالم، علما يجب الانتباه جيدا بأن هذا المشروع يقوم بتوظيف الطاقة البشرية والامکانيات المالية والاقتصادية والموقع الجغرافي الحيوي للعراق في خدمة هذا المشروع، وإن مراجعة ماقد جرى وحدث طوال الاعوام المنصرمة ولاسيما خلال الاعوام الثانية من الولايتين المشبوهتين للفاشل نوري المالکي لعلمنا حينها مقدار الاضرار الکبيرة التي لحقت بالعراق وشعبه والتي لايمکن حصرها في هکذا مجال ضيق، بل وإن الميليشيا التي يتزعمها الخزعلي نفسه هي إحدى أدوات ووسائل المشروع الايراني في العراق ومن أکثرها خطورة وتهديدا لأمن وإستقرار العراق لکون الميليشيات تشکل أذرعا للنظام الايراني ولئن کانت المقاومة الايرانية أول من دعا لإنهاء دور هذه الاذرع لکونها تخدم النظام الايراني لکن العالم کله اليوم صار يعرف هذه الحقيقة ويدعو إليها.