22 ديسمبر، 2024 10:12 م

على ايقاعات توترات الازمة السياسية البنيوية في البلاد واحتمالات انفتاحها على افق مجهول النتائج ، انطلقت دعوات من قيادات الصف الاول الممثلة للمكونات العراقية ، للحوار والجلوس على طاولة مستديرة لحلحلة الازمة ومنع اندلاعها الى مرحلة صدام يأكل الاخضر واليابس !
لكن علينا أن نسأل أولاً :
أي حوار نريد ؟
فقائمة الحوارات طويلة وعريضة على مدى سنوات وعلى ايقاعات ازمات سياسية كان لها أول أوصلنا الى حافة الهاوية وبيننا وبين الانزلاق اليها تصريح أو خطا تقدير أو اجندات خارجية أو حتى رغبات شخصية لاتدرك حجم ثمن الانزلاق ودفع فاتورة ثقيلة تثخن الجسد العراقي بالمزيد من الامراض مستعصية الحل والحلول !
نعم من حقنا أن نسأل عن نوع الحوار ومنهجه وجدول اعماله والاهداف التي ينبغي ان يوصلنا اليه وآلية اشتغاله .
هل هو حوار لتفكيك الازمة الحالية أو حوار لمعالجة الخطيئة البنيوية التي قامت عليها العملية السياسية ؟.
هل هو حوار للنجاة ، زمنياً ، من الانزلاق للهاوية نحو استراحة المحارب والعودة ثانية الى نفس المسارات الخاطئة التي انتجت وستنتج لنا الازمة تلو الازمة ؟
هل هو حوار الطرشان كما تعودنا عليه منذ انبثاق الازمات الاولى حتى الآن ؟
هل هو حوار المربعات التي تقينا من أزمة المربع الأول كما يقال ؟
هل هو حوار لترقيع النظام السياسي الحالي أم للبحث عن بدائل منطقية لنظام يستجيب لمصالح الجمهور وقادر على مواجهة تحديات المرحلة بأجندة وطنية حقيقية ؟
هل هو حوار ينطلق من جسد العملية السياسية الحالية وهي تلفظ انفاسها الاخيرة ، ام حوار يقدم بدائل من جسد جديد؟
اسئلة لاحصر لها من الجمهور والمراقبين والسياسيين ربما عن شكل ونوع ومحتوى ومآلات الحوار المطلوب للنجاة من جحيم محتمل ،حين تفلت الامور من السيطرة بتدخل طرف ثالث ورابع وخامس ، فنكون نموذجاً مضافا لنماذج خطيرة وسيئة في المنطقة ؟!
لقد فشلت كل الحوارات السابقة على طاولات مستديرة ودائرية بسبب غياب الاهداف الواضحة كخارطة طريق واقعية و انعدام الثقة بين الاطراف السياسية والمخاوف المنبثقة من المستقبل وغياب اهداف المصالح الحقيقية للجمهور الذي هو هدف ووسيلة أي عملية سياسية يراد لها النجاح .
لاأحد من الحريصين على عراق موحد سيادي وديمقراطي حقيقي يقف بالضد من الحوار او يعارضه ، لكن حوار الخروج من الهاوية ينبغي ان تسبقه مجموعة خطوات عملية .
كيف سيحصل ذلك ؟
من سيقوم بذلك ؟
اعتقد اننا امام خيارات ضيقة ومحدودة ، لكني اعتقد ايضا ان طرح البرامج والحلول والمقترحات للرأي العام ودعوة المختصين والمثقفين والاعلاميين بطرح وغربلة الافكار وانتاج الصالح والممكن منها لانطلاق حوار حقيقي وصولا الى بناء نظام سياسي جديد تصب مخرجاته القادمة لصالح العراق والعراقيين .