17 نوفمبر، 2024 9:26 م
Search
Close this search box.

أي جحيم يعيش تحت وطأته شعب مصر، ولاسيما أقباطه!!

أي جحيم يعيش تحت وطأته شعب مصر، ولاسيما أقباطه!!

شعب مصر يعيش الجحيم بعينه، بعد أن اعتقد أنه تخلص من نظام حكم جائر كان بقيادة محمد حسني مبارك بعد أن ورثها عن السادات، الذي أُسقط مبارك ورهطه بثورة شعبية عارمة. وشعب مصر يعيش اليوم في جحيم لا يطاق أيضاً، بعد أن اعتقد أنه قد تخلص من نظام دكتاتوري آخر، هو نظام الإخوان المسلمين الأكثر جوراً وإمعاناً بقهر الشعب وإراداته ومصالحه، بعد أن أُسقط بثورة شعبية عارمة لم تتوقف وبالملايين الثلاثين التي خرجت إلى الشوارع لتعلن رفضها لمحمد مرسي وللإخوان المسلمين الجائرين. وهذا الشعب المصري الأبي الثائر والمتمرد على الدكتاتورية والفساد والإرهاب وضد التمييز بمختلف أشكاله، الذي رفع شعارات الحرية والخبر والكرامة في ثورة الثلاثين من كانون الثاني/يناير 2011، يعيش اليوم تحت وطأة حكم أكثر استبداداً وجوراً، وأكثر فساداً وأقل خبزاً للناس، وأشد ممارسة للتمييز بين أبناء وبنات الشعب المصري بسبب الغنى والجاه وضد الفقير والكادح، ولاسيما الدين، في حين قالها سعد زغلول في العشرينات من القرن الماضي “الدين لله والوطن للجميع”، والذي أخذه عن المؤرخ اللبناني بطرس البستاني في عام 1819.

الغالبية العظمى من الشعب المصري فقيرة، ونسبة عالية تعيش تحت خط الفقر، غالبية جائعة ومغلوب على أمرها ومحرومة من العيش في أجواء الحرية والحياة الديمقراطية والتمتع بحقوق الإنسان، ومنها حرية وحق العبادة على وفق الدين الذي يؤمن به هذا المواطن أو تلك المواطنة. لم يعرف الاقتصاد المصري أزمة كالتي يعاني منها الآن، بما في ذلك البطالة المتفاقمة وارتفاع معدلات الأسعار وانخفاض قيمة العملة الوطنية بعد أن عومها النظام وتحملت نسبة عالية من الشعب المصري خسائر فادحة لهذا السبب. إن العجز في الميزانية العامة يقود إلى الاستدانة الداخلية والدولية وإلى إصدار المزيد من العملة الذي يقود بدوره إلى التضخم وعواقبه على أصحاب الدخول المحدودة والواطئة. كما إن ميزان المدفوعات المصري يعاني من عجز دائم. وبسبب الإرهاب الداخل تواجه السياحة المصرية تراجعاً كبيراً قاد إلى خسائر مالية كبيرة وبطالة إضافية للكثير من العاملين في قطاع السياحة والفندقة.
الشعب المصري يعيش تحت حكم الدكتاتور العسكري الجديد عبد الفتاح السيسي، والكثير من نشطاء الثورة الشباب هم ما زالوا في سجون السيسي لأنهم تجرأوا على انتقاد السيسي وتظاهروا مطالبين بالحرية والحقوق الديمقراطية وبالخبز والكرامة التي ثاروا من أجلها وأسقطوا نظامين جائرين في ربيع شرق أوسطي خنق ولكن لم يمت حتى الآن. فالويل لمن يواصل اضطهاد الشعب فالثورة الثالثة ستكون عارمة حقاً وستكنس من يحاول تركيع الشعب المصري ومصادرة حقه في العمل والعيش الكريمين.
قوى الإرهاب تمعن في قتل الناس في مناطق مختلفة من مصر تختارها المكان متى تشاء بكل حرية وتقتل العشرات من البشر، والنظام العسكري عاجز عن الدفاع عن الإنسان المصري,

مسيحيو مصر يواجهون القتل وحرق الكنائس والتهجير القسري من قراهم وبلداتهم لأنهم مسيحيون، والنظام أعجز من أن يستطيع الدفاع عنهم وإعادتهم إلى مناطق سكناهم وحمايتهم، وكل ما يعلن عنه إنها الفتنة. ولكن من هم وراء هذه الفتنة العمياء، التي لم تقتصر على العراق وسوريا، بل هي ممتدة إلى مصر وبقية دول الشرق الأوسط؟
ألا يُذكّر مصائر الحكام الدكتاتوريين الجائرين في دول العالم الثالث أمثال باتيستا بكوبا، وسالازار بالبرتغال، وبينوشيت بشيلي، ومبارك ومرسي بمصر، رئيس الجمهورية المصرية الحالي بما يمكن أن يحصل له إن أمعن في اضطهاد الشعب المصري وتجويعه وحرمانه من الحرية والهيمنة على الصحافة واعتقال الصحفيين والتحريض ضد حرية الصحافة والمزايدة في الدين الإسلامي مع المتطرفين، وإهمال حماية المسيحيين الأقباط بمصر، وهم من أصل أهل البلاد، وأقدم ديناً من أولئك المسلمين العرب الذين حطوا بمصر بعد فتحها الاستعماري، وما زالوا يضطهدون المسيحيين. ألا يخشى من غضبة الشعب الجائع والمحروم والمقهور في أرضه والمجبر على الهروب منها للتفتيش عن لقمة خبز يأكلها بحرية وكرامة في الشتات المصري. ألا يخشى من هذا التراكم الهائل لهموم المصريين وسوء أوضاعهم التي لا بد أن تقود إلى ما لا يتحمد عقباه عليه وعلى من يدافع عنه ويكرس وجوده على راس الدولة المصرية.

    هل تجرأ سياسي عاقل أن يبيع قطعة من أرض بلاده لدولة أخرى دون أن يطرح ذلك على الشعب والمؤسسات الدستورية على شكليتها، غير الدكتاتور المصري عبد الفتاح السيسي، الذي تجاسر وباع جزيرتين مصريتين للمملكة السعودية، هذه الدولة المصدرة للفكر الإرهابي والإرهاب إلى دول العالم، ولاسيما للدول العربية، والتي أرادت أن تكون جسراً بينها وبين إسرائيل وقاعدة للتعاون العسكري بينهما ضد حركة التحرر الوطني العربية، وغير الدكتاتور صدام حسين الذي ضحى بنصف شط العرب للدولة الإيرانية في مقابل أن يقضي على حركة التحرر الوطني للشعب الكردي في مؤامرته التي تجلت في اتفاقية الجزائر عام 1975 بوساطة أمريكية-جزائرية، ومن ثم أراد استرجاع نصف الشط بالحرب القذرة التي دامت قرابة ثماني سنوات عجاف مع إيران والتي ولدت حروباً أخرى متتالية.

على حاكم مصر، الذي يسيء بسياسته ومواقفه المتطرفة للقوات المسلحة العراقية، لأنه يتحدث باسمها، ويعجز عن مواجهة الإرهابيين والمسلمين الأكثر تطرفاً الذي يضطهدون المسيحيين الأقباط، ويسعون إلى الضغط عليهم ويفرضوا عليهم الهجرة إلى خارج مصر، أن يدرك بأن الظلم إن دام دمر، ولا يمكن لهذا الظلم والجور والقهر أن يدوم، ما دام هناك هذا الشعب الجريء، شعب مصر الذي ما انفك يطالب بحريته ولقمة عيشه وكرامته وحقوقه المشروعة والعادلة، رغم النشاط الدؤوب لشيوخ دين سيئين دأبوا على تجهيل الشعب ومنع التنوير الديني والاجتماعي عنه ومحاربة كل القوى الخيرة والمناضلة في سبيل مصر حرة وديمقراطية ودولة مدنية ديمقراطية عصرية.

نقلا عن صفحته الشخصية

أحدث المقالات