18 ديسمبر، 2024 7:09 م

أي ثوب سيرتدي العالم الجديد !

أي ثوب سيرتدي العالم الجديد !

يشاطرني الرأي كل منصف أن ما يبادر به الإنسان مهما كانت درجته و مستواه لا يرتقي عمله الى مستوى الشمولية أو الكمال أو الدوام سواء أكان هذا لنفسه أو لغيره. فقيادة تسيير المعمورة في هذه الآونة أصبح يلفت كل أنظار سكانها مما يجري هنا و هناك من تحولات و ظهور برامج كانت تسير بعض الشعوب من الدول ضعيفة على أساس أنها غير قادرة و تم كشفها أثناء المخاض الحالي السائد في العالم.
يثبت هذا التسيير أن كل الحضارات التي مضت و قادت المعمورة في حقبة من الزمن انتهت ولم يبقى منها إلا أساطير لأنها كان من صنع فئة من البشر أرادت قيادة العالم بطريقتها و قدرتها السياسية بدون إنصاف الطرف الأخر. فظهر فشلها و يئست معيشة شعوب العالم من الأنماط المسلطة عليها من نظريات الرأسمالية و الشيوعية و الاشتراكية وغيرها من الرؤى. فجاءت أحداث فرضت على الساحة معطيات تشير الى تفكك القطب الأحادي و في المقابل تكتلات ترسم بأفاق تسمح بفرض نظام جديد يعطي نفسا أكثر لدول كانت مقيدة و بدأت تزول ملامح الخوف و الغطرسة و التدخل السافح و فرض برامج جوفاء مألوفة لا تلائم الواقع ، تنفست بعض الشعوب من الضغط و الخناق الذي كان بواسطة و بمشاركة من محيطها الداخلي المساعد كانت تعد بمثابة الحلول لمشاكل مصطنعة الغرض منها نهب و سلب معيشة الشعوب و الدول و أيضا التخفيف من التوتر الناجم من اجل إلهاء المجتمعات. فظهر نوع من بوادر تفاهم داخلي جماعي من أجل حل كل ما يعيقها بعد معرفة و تأكد من مدبرها.
يقول مالك بن نبي ” التاريخ ليس ما تصنعه الصُدف ولا مكائد الاستعمار، و لكن ما تصنعه الشعوب ذاتها في أوطانها!”. كيف يكون ثوب العالم بعد التخلص من الشعارات الرنانة و المخدرة بين جنوب مظلوم ضد شمال متخوم وبين الثورة و الثروة أو الإمارة و التجارة ذاتها؟….