نتفاوض! نتحاور! أعوذ بالله ماهذا الكابوس؟ ومن ذا الذي يروج لهذا الكلام؟
بعد أن أصاب تجارتنا الكساد, قررنا المتجارة بدماء العباد, نحن جيوش الظلام.
فتحولنا من شياطين الى رُسل الرب, وصرنا نتكلم بأسم الشعب, لنجهض كل مبادرات السلام.
وصدرنا قصائد الرثاء, لتُداعب مشاعر الفقراء, فينتشون وهم في حضن الركام.
حيث ماكُنا كان الدمار, فتحولت على أيدينا الحدائق الى صحاري بلا أزهار, بلا أشجار, مجرد حطام.
نتلذذ بدماء الأبرياء, ثم نتباكى عليهم بنفاق ورياء, ومن لحوم أجسادهم نُعد أطيب وجبات الطعام.
وأشترينا بعض الذمم, لنحارب بهم تلك القمم, وأستأجرنا لجيشنا بعض الأقلام.
فصنعنا من الفاسدين أخيار, وصورناهم ملائكة وهم فُجار, ثم صدرناهم للأعلام.
خفافيش نعيش في غُرف مظلمة, نرقص على جروح الناس المُعدمة, ونستنزفها بفكرة الأنتقام.
شعاراتنا نارية ظاهرها الأصلاح, نميل بها حيث تميل الرياح, وبواطن غاياتنا تقف لها الشياطين بأحترام.
نحمل أحلام الشعب على صهوات جيادنا, وندعي الخوف على مصالح بلادنا, ونحن لقتلها أطلقنا اللجام.
ندعي تقديرنا لتضحيات الحشد, ولم نقف أمام إقرار قانونه كالسد, ثم نغرس في صدر تضحياته السهام.
أي تسوية؟ وأي وطنية؟ وأي حوار بلا إنتقام وعصبية؟ عذراً لكم أيها الكِرام.
أمر الله عباده بالسلام, فأصبح التسامح عنوان للأسلام، وحثنا على العيش مع بعضنا بوئام.
أنما لتعارض أمر الله مع مصالحنا, وخوفاً على تجارتنا, أصبح ماهو حلال لكم علينا حرام