26 نوفمبر، 2024 12:55 م
Search
Close this search box.

أي الصحفيين سيفلح في اصطياد النجيفي؟!

أي الصحفيين سيفلح في اصطياد النجيفي؟!

منذ التغيير الحاصل في عام 2003 وحتى يومنا هذا ، لم يلمس الصحفي العراقي تعاوناً جديا من قبل معظم المسؤولين واصحاب القرار باستثناء حالات قليلة ، ولم نشهد علاقة ايجابية بين الطرفين مبنية على ايصال المعلومة من المسؤول الى الصحفي المكلف بإيصالها الى المتلقي إلا نادراً.. نحن لانتكلم عن المكاتب الإعلامية في الوزارات والمؤسسات ودوائر الدولة ، ولا عن وكلاء الوزراء والمدراء العامين ، كما لانعني اعضاء مجلس النواب الذين – والحق يقال – يردّ معظمهم على المكالمات الهاتفية ، بل نتكلم عن المسؤولين بمستوى وزراء فما فوق ، وأخص بالذكر السيد رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي الذي بات اجراء حوار صحفي معه أصعب من محاورة الرئيس الأمريكي باراك اوباما. إحدى الفضائيات الكردية حاولت منذ سنتين ومازالت تحاول اجراء لقاء مع السيد النجيفي ، وطرقتْ باب مكتبه عشرات المرات ، واتصلتْ بأعضاء مكتبه مئات المرات ، ولم تحصل إلا على وعود حملتها الرياح. من خلال تجربة الزملاء الإعلاميين ، لمسنا سهولة غير متوقعة في إجراء لقاءات متلفزة مع السيد رئيس الوزراء نوري المالكي ، فمما يحسب للرجل أنه متعاون جداً مع الإعلاميين ولايتعالى عليهم ولايتهرب من أي حوار صحفي ، وكذلك الحال بالنسبة لأعضاء مكتبه ، رغم أنه قد يكون معذورا فيما لو تأخر عن اجراء حوار مع احدى الفضائيات ، فهو كما نرى ونقرأ عبر وسائل الإعلام ، ما ان يغادر مؤتمرا في بغداد أو احدى المحافظات حتى يدخل قاعة مهرجان أو ندوة أو تجمعاً أو افتتاح مشروع ، أي أن نشاطاته والتزاماته – داخليا وخارجيا – قد تكون اكثر من التزامات النجيفي الذي ينتهي دوامه في الأيام التي تعقد فيها جلسات المجلس في الرابعة عصرا . وإذا عدنا الى الوراء اربع سنوات لا أكثر ، نجد ان رئيس البرلمان السابق السيد محمود المشهداني كان يكرس جزءا كبيرا من وقته للقاء الاعلاميين والإجابة على أسئلتهم ، وزيادة على ذلك كان غالباً ما يصطحب عددا لابأس به منهم في رحلاته خارج العراق لينقلوا عبر مؤسساتهم الإعلامية كل صغيرة وكبيرة من تفاصيل لقاءاته مع المسؤولين العرب والأجانب ، مع الإشارة الى ان الرجل لم يكن يتعامل بانتقائية مع الفضائيات التي يختارها لمرافقته في رحلاته . وفي عودة الى الفضائية الكردية التي حاولتْ اجراء حوار مع السيد النجيفي الذي ستنتهي ولايته قريبا مع انتهاء الدورة البرلمانية الحالية ، أود هنا ان اورد قصة من قصص الجاحظ التي سردها في كتابه الشهير (البيان والتبيين) ، يقول الجاحظ : جاء أحدهم الى رجل من الأعيان وقال له (ان جارك فلان توفي ولا كفن له ، أفتأمر له بكفن؟ ) ، فقال (والله الآن ما عندي شيء فعد لي بعد أيام) ، فقال الرجل (فهل نملّحه حتى يتيسر الكفن؟! ). لعل هذه الطرفة تعبر خير تعبير عن الوعود التي يقطعها العاملون في مكتب النجيفي لتلك الفضائية الكردية ، فكل شيء اذا لم يتم في وقته المناسب فلا حاجة له ، والسيد النجيفي ستنتهي ولايته قريبا ، وربما لن يكون رئيسا للبرلمان إلا إذا شاءت الأقدار أن يفوز بولاية ثانية عن طريق الأصوات أو التوافق ، فإذا صدقت وعود مكتب النجيفي بأن اللقاء المتلفز سيكون متاحا بعد مدة ، فستضطر تلك الفضائية الى كتابة عبارة (رئيس مجلس النواب السابق) الى جانب اسم النجيفي ، أي انها ستتمكن من اجراء حوار معه عندما يكون رئيسا سابقا للمجلس ، أي في الوقت بدل الضائع من الشوط الإضافي الثاني !! وهنا لابد أن نتعامل مع القضية بنوايا طيبة بعيدا عن سوء الظن ، فإن بعض الظن إثم ، ولا علاقة لنا بمن يريد أن يفسرها تفسيرا (قومياً) ، فالسيد النجيفي يتعامل مع جميع المكونات العراقية على انهم سواسية كأسنان المشط ، ولا يفرق في التعامل مع العراقي وفقاً لانتماءاته القومية ابدا ولاتوجد لدى الرجل أية نزعة عنصرية وخصوصا تجاه الكرد ، وكذلك الحال بالنسبة للسيد أثيل النجيفي المعروف بمواقفه الطيبة مع الكرد ، إذ لم تحدث أية مشكلة بين قائمة الحدباء وقائمة المتآخية منذ العصور الجليدية ، الى درجة اننا كنا نعتقد انهما قائمة واحدة من شدة التقارب بينهما وعدم حصول أية نزاعات سياسية بينهما في محافظة نينوى ، وهذا كان سببا في أن الأقضية الثلاثة في نينوى تبدو وكأنها مدينة واحدة لامكان فيها لأية مشاكل ، مع الإعتذار عن ذكر اسماء الأقضية لأسباب فنية او لغوية او لأنني احترت بين النطق بها بالكردية أو بالعربية ، والويل لمن يقول بعكس ذلك . ختاماً ، أقول لهذه الفضائية الكردية ، لايوجد حل لهذه الاشكالية سوى انتظار انتهاء عمر البرلمان الحالي لاصطياد السيد النجيفي في الدائرة الاعلامية بمجلس النواب لإجراء حوار صحفي معه ، بشرط أن يكون نائبا وليس رئيسا لمجلس النواب ، فلقاء النائب سهل جدا كما أسلفنا ، ونسأل الله التوفيق للجميع.

أحدث المقالات