سلام أرق من نسيم الصّباح لقلوبكم الطيبة الرقيقة .. ألرّحيمة و في أيّ مكان و زمان .. وبعد؛
أنتم أنوار الله في الوجود وعلى هذه الأرض الدّاميّة بسبب جشع البشر الفاقدين للضّمير؛ أللاهثون وراء المادة و التسلط والتكبر.
أنتم وحدكم مَنْ يُعمّر الأرض .. و يُعيد صفائها ويُحيّ الضّمائر المدفونة بالذنوب بعد ما مُسِختْ .. وقُتلتْ, لأنّها وكما قلنا تُمثّل لوحدها (صوت الله في قلب الأنسان), وأمليّ بكم كمُحبّين لي وللفكر الذي يُمثل حقيقة الأنسان ومكانته؛ هو أن تبدؤوا بفتح وتأسيس ألمزيد من ألمنتديات ألفكريّة وآلثقافيّة وكما سبقكم بذلك الكثير من إخوانكم في بلاد ومدن العالم لتكون مساجد طاهرة لله .. كلٌّ حسب إمكاناته و وسعه ضمن دائرته و منطقته وحتى بيته لتداول شؤون وقضايا الفكر ومبادئ الفلسفة الكونيّة التي وحدها تُحقق في وجودنا مسألتين:
ألأولى – ألحُريّـة .. بعد ما أصبحنا أسرى للمادة والحكومات والاحزاب والملوك الخاضعين الخانعين.
ألثانيـة – ألمعرفة .. بعد ما تسلّطت التكنولوجيا على العقول و كل شيئ, حتى مات الأدب و الفن الهادف والقيم والضمير تماماً.
فبحسب رسالة كونيّة حرّرناها بشأن تأثير العلاقة بين الأخلاق والتكنولوجيا؛ تبيّن أنّ للتكنولوجيا دوراً سلبيّاً خطيراً على الأول إن لم يوجه بشكل صحيح.
لأنهما – أيّ الحرية و المعرفة – هما العاملان الوحيدان المفقودتان في العراق والأمّة, بل و في العالم ولأسباب معروفة تنتهي بتأمين مصالح الطبقة الأقتصاديّة برئاسة المنظمة المالية التي لم تعد سرية للمهتمين بالفكر والتي تحكم العالم كله؛
فالحرية .. و المعرفة؛ باتتا عدوّين أمام البشر الذي إستمرىء الذل و العبودية بسبب التربية البيتيّة و العنف الأسريّ و السياسة الإستكبارية و الدِّين القشري و التأكيد على المظاهر و لهوث الناس على آلراتب و المال و المناصب و لقمة الحرام .. لأنّ العراقي كما غيره باتَ .. بل كان أو ربما وُلد أسيراً يحركه آلبطن و ما دونه بقليل .. هَمّهُ راتب يُؤمّن به ذلك, ليبقى عالة على المجتمع .. بحسب نظرية (فرويد) و (بافلوف) و أقرانهم, و كأنّ الحياة تختصر برئاسة زائلة و بشهوة عابرة.
لذلك نادراً ما تجد من يُحبّ أهل الفكر و الفلسفة و القيم و الأرتباط بآلغيب, بل يتم قتلهم و إعدامهم و تشريدهم .. لذلك إنتشر الأرهاب وبات الناس بشكل طبيعي فاقدين للمعرفة الحقيقية يتشبّثون بالشكليات و المظاهر و الدِّين القشريّ – التقليدي والشهادات الجامعية الورقية التي لا تنفع عملياً .. لا في الدّنيا و لا في الآخرة!
فتوكلوا يا أخوتي على الله و إبدؤوا مشواركم الكونيّ في طريق الجّهاد و نشر العلم وآلبناء لتكون صدقة جارية حتى بعد اللقاء بآلمحبوب .. فلذة الحياة لا تتذوّق إلا من خلال نهج الفلسفة الكونيّة كختام لقواعد الفلسفة في الوجود, وتجربتها لا تُخسرك شيئاً؛
[يموت إبن آدم و ينقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية و ورقة علم ينتفع به الناس؛ و ولد صالح يدعو لهُ] وكلنا ملاقون هذا المصير ولا خلود إلّا بآلمعرفة.
محبتي و تحاياي.