قبل كلّ شيء نسأل , المستعمر لص أم لا .. سيّد الجعفري أنت قارئ مجدّ للتاريخ , ما من مستعمر ألاّ وسلم السلطة لأعوانه على طبق من ذهب .. منذ احتلال العراق لغاية اليوم لم تعترفوا للشعب أنّكم كنتم أداة جريمة لاحتلال العراق أو حتّى ولو تعتذروا له انتحالكم إيّاه وأنّكم كنتم الخيار الوحيد أمامه في الانتخابات .. في مؤتمرك الصحفي ؛ هل كنتم تشعرون أنّكم كنتم تخاطبون الشعب أم ماذا , قد يصلح خطابك لنوعيّة من الناس تعوّدتم مخاطبته في مواسم معيّنة , لا تشغل بالك فالشعب يعرف من أين أتيتم وكيف , فقليلاً من التواضع لأنّ الكذب حرام وصاحبه يدخل النار كما تعلمون .. ثمّ قلتم طلبتم من أميركا , لنتجاوز فنقول أنتم من طلب وليس أميركا طلبت منكم أن تطلبون , “طلبتم” منها قصف الأراضي العراقيّة بطائراتها “شرط أن تحافظ على سيادة البلد” فهلا أجريتم على أقلّ تقدير استفتاء أو راجعتم الشعب في أمر سيادي خطير كهذا .. يا صديقي أصوات طائرات أصدقائكم وحدها دمار شامل لأجهزة سمع الشعب ولأعصابه ولرئتيه , ارحموا شعب هلك من كثرة سماعه أصوات انفجارات تعادل الانفجار الكوني الأوّل لو جمعت .. ثمّ لنقل تجاوزت على شعبك في المؤتمر بتقدير خاطئ “لأنّنا أصبحنا حقول تجارب” فماذا تقول في ال 73 جندي عراقي راحوا بالخطأ الأميركي قبل أيّام وفي أماكن أخرى ليس آخرها سبع أفواج من الجيش العراقي حوصرت في ذراع دجلة فأين سيادة العراق .. ونودّ إحاطتكم علماً ؛ بوجودكم أميركا هي من اقترفت جريمة سبايكر وجرائم تشكيلها الميليشيّات لأجل غزو العقل العراقي الّذي تحاولون أنتم التجاوز عليه بادّعاء تنعّمه بالسيادة .. تحت سمعكم وبصركم أجلستكم أميركا على وثير , قلنا نحن الشعب ؛ مساكين , فطالما يريدون سيادة العراق أخطأوا وسيصحّحون فطالما هدفهم بناء العراق قويّاً معزّزاً لا يجرؤ ولو اجتمع عليه الإرهاب كلّه دخول قرية حدوديّة , يمتلك جيش مليوني عظيم مدرّبون أعلى التدريب ومجهّزون بأحدث الأسلحة بكلف هائلة من قوت الشعب , ما يعني هو الأقدر عن الدفاع عن نفسه وعن سيادته .. قد يجوز بداية أوّل سنة تحرير احتاج إلى الأصدقاء , لكن ومع وجود فلاسفة وقرّاء تأريخ ذاقوا المرّ من شظف العيش وأحسّوا بآلام الفقراء مع وجود ثروات طائلة لا تعب فيها ولا نصب جاهزة مجهّزة لا تحتاج خطط خمسيّة ولا سباعيّة ستحوّلون البلد إلى قلعة حصينة تردع كلّ متجاوز احتراماً لسيادة البلد .. أخونا الجعفري أين أتيت بكلّ هذه الجرأة لتطنب بمؤتمرك الصحفي تندفع طليقاً في الكلام بسيادة للعراق زعمتها .. كعراقيّين أصلاء أباً عن جد عن جدّ الجدّ ؛ اسمعني : أوّلاً لن نسمح لكلّ هلفوت أو زايعته الكاع انتحال صفة عراقي , ربّما لا تعلمون أنّكم تلمّعونهم في مؤتمركم تقولون : “أرض العراق مستعدّة لاستقبال فلان وفلان” ثمّ تسترسل في مدحهم وكأنّهم عراقيّون أكثر من العراقيين أنفسهم .. في لحظاتك تلك تمنّيت على الله لو تسحق داعش كلّ من جاء بهم الاحتلال .. أعلم أنّ مخطّطهم لا يمسّكم بسوء لأنّكم بإفسادكم العراق كأفسد دولة وتبذيركم أموال الشعب على تفاهات لم تترك إلاّ الغبار يغطّي خزائن العراق أنّكم داعشيّون أكثر من داعش على ما تكنّونه خططكم لأضاعة البلد بأكثر ما يفعله داعش المتخلّفة من إجرام .. الأرقام تقول ولست أنا .