19 ديسمبر، 2024 1:39 ص

أيُ ليلٍ يُقبل الفاسدين!

أيُ ليلٍ يُقبل الفاسدين!

ما المشكلة إن سرقت ألف دينار مِن مليون! ما يضرُ الناس أن أختلست لقمة من وليمة كُبرى! ما الذي يجعل الشعب مستاءٌ جِداً!

أوَ يَحق لِمن يَعيش مرفهاً أن يستاء! أوَ لم يتمتع الشعب بِما أتمتع بِهِ الآن! أوَ لَيسَ مِنَ الآولى أن يشكرونا على خِدمتهم!

هَل يُعقل أن أكون أكثر منهم ثراءً! هَل ممكن أن تجني بضع سرقات أكثر منهم أموالاً! هَلْ يمقتونا لأجل الإيفادات والتسلط على رقابهم!

أيُّ شعبٍ هو شعبنا! أيُ كفرٍ بالنعمة التي نُقدمها نحن السياسيين يكفرون بِها! أيَّ عاقبة هي عاقبتهم على هذا الجحود!

كيفَ يطعنون بنزاهتنا نَحن النزهاء! كيفَ ينددون بأخلاقنا نَحنُ أشراف الشعب! كيفَ يضنون بِنا السوء بَعد كُل ما قدمناه لراحتهم!

أنى ينكر المواطن معروفاً قدمناه يوماً ما! أنى يضمر لنا السوء وهو ينعم بدولة متقدمة بنيناها له بسهرنا! أنى يأتي يوماً يُدرك فيه عبقريتنا!

لماذا الآن! لماذا ليس في زمنِ السارق صدام! لماذا ينغصون علينا العيش بقصورنا الفارهة!

أينَ كانَ هذا الشعب المسكين! أين هي أموال نِفطهم التي يطالبون بِها! أينَ صَدام والنفط بل أين الشعب!

أيانَ لحظةٍ أسرق فيها كُل شيء! أيانَ زمنٍ خالٍ من شَعبٍ أقلق منامي! أيانَ دهرٍ بِلا موتٍ و قبرٍ وبرزخٍ وعذاب!

كَم بقيَّ لي في هذه الدُنيا! كَم بقي لي لأكمل بناء الجسر والعشرة مليون دولار! كَم بقي لشعبٍ أكله الجوع ليثور!

مَن سيبني بلد أطفالي بعدَ عُمرٍ طويل! مَن سيرعى أمي وأبي وأبنتي المعاقة! مَن بالضبط سيخلق دولة مِن لا دولة تسببت أنا بخرابها!

متى يُصدر قاضي الشعب حُكمه! متى يشنقني جَلاد الشعب! متى هي المتى!

لا يُشنق سارقٌ في وطنٍ أستساغ طعم النوم! لا يُذبح مُتخاذل في بلدٍ تَخاذل فيه شريفه! لا يُصلب الفساد والقاضي فاسدٌ!

لَن تموت الرِشوة فقط لأننا نتمنى أن تموت! لن يُبنى وطنٌ فقط لأننا نَحلم بوطن! لَن نأمن على أطفالنا ونحن نحيطهم بجثث خوفنا!

ليستَ الحياة بالأمنيات! ليست الأوطان بالذكريات! ليس يموت “جبانٌ” ينتظر الممات!

أحدث المقالات

أحدث المقالات