ثلاث من أبواب البر: سخاء النفس وطيب الكلام والصبر على الأذى زينة الشريف التواضع التواضع يكسوك المهابة الامام علي (ع) هذا العنوان من اكثر العناوين التي تثير الجدل والنقاش على الصعيد الساحة العراقية وعلى مختلف الصعد سواء في الوزارات والمؤسسات والدوائر،أن مدير المكتب هو الوجه الاخر للمسؤول والصورة التي تعكس شخصيته ،فباستطاعته ان ينقل الصورة الحسنة واللائقة والمحترمة عنه التي تبعث على المودة والالفة والمحبة بين محيط العمل وخارجه ،والمثل الدارج يقول(لقد ااحببناك بالسمع قبل ان نراك بالعين) وذلك من خلال تصرفه المهذب والبسيط والمتواضع مع الموظفين الاخرين وليس بدافع التسلط والتأمر،باعتبار سنده وظهره هو المسؤول،فيحل له ما يشاء من التصرف ،وبالتالي فأن هنالك الكثير من المدراء والمسئولين والوزارء تغيرت صورهم الحسنة والجميلة لصورمتعددة منها الظالمة واخرى غير رحومة وكذلك صورة المديرالذي يستمتع بأهانة واستحقارالموظفيين ،واتخاذه القرارات البعيدة عن ارض الواقع ،بسبب معلومات خاطئة تنقل اليه من مدير المكتب الذي يعتمد المزاجية والاهواء الشخصية في تقيم علاقته مع من حوله ،فضلاً ان هنالك الكثير ممن يستخدم الكذب بأن يقول لفلان انني امتدحتك عند المدير،والمدير راضاً عنك ،ولكن هذا يتطلب منك ان توافيني بالاخبار عن كل صغيرة وكبيرة في عمل الدائرة،وكانها دائرة استخبارات على الجميع ان يلتزموا بقوانينها،كل هذا والمدير المعني لايعرف ماذا يحل بمؤسسته وكان الله بعونه. ان اختيار مدراء المكاتب يجب ان يكون على قدر عالي من المهنية والموضوعية والكفاءة التي تعتمد معايير تشير في دلالاتها انه ليس سوى حاجب بواية ،فالحجب هوالمنع والحاجب هوحارس بوابة الملك والذي ينضم العلاقات بين الملك والشعب وسمي الحاجب لمنعه الشعب
من الدخول ،وحاجب العين هو الشعر فوق العين وسمي لأنه يمنع الأتربة من دخول العين ،ان مشكلة مدير تكمن ليس بشخصه السيء وسلوكه المنحرف وأنما عندما يتحو لرئيس لوبي يضم مجموعة من الذين يتوافقون معه فكرياً لاسباب ذاتية تتعلق بقصورذاتي يحاصرهم ولا يستطيعون الفرارمنه ،فضلاً ان هذا اللوبي يبدأ بنشر ثقافته التي تريد تحويل الدائرة لطبقات وتصنيفها لمستويات المفضل لديهم هو من يقوم ويسيرعلى نهجهم ،ولا اضع اللوم وحده على من يسمى مدير المكتب بل ان المسؤول عليه اللوم الأكثر على المدير المعني وذلك عندما يكتشف في لحظة من اللحظات ماذا يعمل مديرمكتبه به وما خفي كان اعظم ؟،ولا يحاسبه بل يتركه يفعل ما يشاء ،لاننا نجد ان المسؤول هو من كان يوصيه بعمل هذه التصرفات غير المنضبطة فالطيورعلى اشكالها تقع ،ولاحول ولا قوة آلا بالله العظيم ،واقرأ على الدنيا السلام . ان عمل مدير مكتب العمل الناجح ياتي بالدرجة الاولى في كتمان أسرار العمل وعدم البوح بها لاي سبباً كان ،وكسر الحواجز والمصطنعات وتذليل كل المعوقات من خلال خلق جسر من التواصل والتعاون مع افراد المؤسسة ،وتقريب وجهات النظر بين الموظفين وترطيب الاجواءالنفسية المتشنجة التي من شانها ان تعود بالمنفعة لصالح الدائرة،ونقل المعلومات التي تتعلق بالأخطار التي تحيط بطبيعة العمل ووضع الرؤى والاليات المناسبة لتفادي حدوث مشاكل وأزمات تهدد عمل الدائرة وسمعة المديرالمعني لان التقصيرفي النجاح سيعكس بضلاله على المسؤول قبل كل شيء ،وعليه اخباره بالمشاكل التي يتعرض لها الموظفيين جميعهم والتعاون بايجاد السبل اللازمة لحلها ،فضلاً عن ترتيبه رحلات العمل،والاجتماعات، والمواعيد مع الزائرين الوافدين من الخارج والتعامل معهم بطريقة دبلوماسية متحضرة تعكس صورة مشرقة عن المدير اوالمسؤول المعني ،والاعتذارعن الاخرين الذين يتعذرعليهم مقابلة المسؤول بشكل يبعث على الاحترام ،والتأسف الذي يترك في اذهانهم انطباع حسن ،والتعامل مع البريد، والبريد الالكتروني، التعامل مع الشكاوى الوردة من الخارج بشكل موضوعي ، وإعداد التقاريرالتي تتناول سير العمل بطريقة منطقية بعيدة عن الاهواء الشخصية والميول الطائفية ،والإشراف على الطاقم الإداري والسكرتاريا، ومراقبة حجم ضغط العمل ،ومناقشة
المشكلات العامة مع الطاقم الإداري ،ومراجعة أداء المكتب بشكل عام مع الإدارة ،وتأمين الأثاث المكتبي اللازم ،كل تلك كانت بعض الصفات الواجب توفرها بمديرالمكتب فتلك هي حدود سلطته ،وليس سلطة الانفراد بالرأي واتخاذ القرارات التعسفية التي تخلق جو مشحون قابل للانفجار في اية لحظة ،حتى التقيت بالسيد (ر.ك.م) وهو شخض محترم وموضوعي اتوسم به كل الخير لانه ينطلق في تعامله مع الاخرين من منظار انساني ،فإسالته كونك تشغل منصب رفيع المستوى ماهو معيارك في اختيار مدير مكتب لك ،فقال ان لي وجهة نظر وفسلفة في هذا المجال حين انني اختار شخصيتين في ادارة المكتب ،فالأول هو المسوؤل عن العلاقات الداخلية والخارجية للمكتب ،وتحديد المواعيد للقاء بي سواء من داخل الوزارة او خارجها ،لانه لديه القدرة على التعامل بطرق متنوعة من الدبلوماسية فضلاً انه شخص مثقف،والثاني مسؤول عن البريد ومتابعته،هذا التقسيم خلق لدي رؤية واضحة في فهم الامور بشكل أكثر دراية ومعرفة ،وعند حدوث مشكلة ما فأنني اسمع من الطرفين بل ومن طرف ثالث واستجمع المعلومات التي لها علاقة بالموضوع ،حتى يتسنى لي اتخاذ القرار الصحيح وبتجرد ،كما ان الصلاحيات هي لاتتعدى كونها ضمن الظوابط والحدود المتفق عليها ،ففي بعض الاحيان اغض النظرعن امور كثيرة لانها ليست بتلك التي تؤشر جوهراً مهماً على سيرالعمل،اما هنالك الكثير من المواقف تتطلب مني حزماً صارماً وموقفاً جاداً لانني اجد فيها نوع من التعدي على المصلحة العامة ،وعلى ضميري الذي عاهتدته منذ صغري ان لا أساوم على مبادئي وقيمي وان كلفني ذلك كثيراً ،المهم ان الله والتاريخ لايرحمون من يهادنون الباطل .