23 ديسمبر، 2024 1:31 ص

أيها الناس .. ياشعب العراق المغبون

أيها الناس .. ياشعب العراق المغبون

لقد جاءكم وزير داخلية من العيار الثقيل ، لقد جاءكم من هو أعرف المسؤولين الأمنيين أمناً، واكثرهم خبرةً واقدمهم تجربةً، واخلصهم وطنيّةً ، واقومهم على شغل هذا المنصب خلسةً.
أيها الناس ..
هذا قاسم الأعرجي ، من يعرفه يعرفه ، ومن لا يعرفه فأنا اعرفه جيداً من حيث المؤهلات العلمية والسيرة الذاتية للمرشّح المرتقب، انه قاسم محمد جلال الأعرجي من سكنة محافظة واسط ، كان مسؤول ( الإتحاد الوطني ) في المدرسة المتوسطة ، رسب في الصف الثالث متوسط وتطوّع للجيش الشعبي في سنة ١٩٨٤ للمشاركة في الحرب الإيرانية – العراقية ، منحه حزب البعث درجة حزبية وجعله مسؤول وحدة المهمات الخاصة للفتوّه في مدينة الكوت ، التحق الأعرجي بجبهات القتال للمشاركة في حرب إيران و وقع في الأسر في العام أعلاه واقتادوه مع الذين وقعوا معه الى معسكر الأسر الذي يسمّى ( اوردكاه برندك )، ومن ثم نقلوه الى معسكر اسمه ( كهريزك ) في عام ١٩٨٨، شغل الأعرجي منصب ( مشرفاً على على توزيع البيض المسلوق والخبز والجبن على الأسرى العراقيين ) في عام ١٩٨٩، بعدها قامت الحكومة الإيرانية باطلاق سراح وجبة من الأسرى العراقيين تحت مبدأ ( التوّابين ) وكان قاسم الأعرجي من بينهم !؟.
احبائي القرّاءانا لا اريد الإنتقاص من أي شخص ، ولست هنا بصدد التسقيط والتنكيل من أحد ومن جميع الشخوص المشاركة في العملية السياسية، بما فيهم السيد قاسم الأعرجي ، ولكن القضية هي قضية وطن ومصير  شعب .. فالعراق يتمتع بتاريخ حضارة تمتد الى عشرة الاف سنة وتصنّف العراق بالمرتبة الأولى للحضارات القديمة ،ومهبط للنبوات، ومنبر الثقافات والشرارة الأولى للإضاءات في الفكر البشري ، لتكون المنطلق لتطوّر الحياة البشرية في مشارق الأرض ومغاربها، وقد علّم العراق شعوب العالم على القراءة والكتابة وذلك في عهد حضارة سومر، وأول مسلّة قوانين ظهرت للعالم هي من العراق وبالتالي من غير المنطقي وغير المعقول أن تكون قيادة البلد اليوم بيد أناس لم يكملوا مرحلة الدراسة المتوسطة ، وفضلاً عن ذلك كله كانوا ( أسرى ومفقودين ) لدى إيران بسبب الحرب التي كانت بين بغداد وطهران في ثمانينيات القرن الماضي !.
فوا أسفي وعميق حزني عليك يابلدي ويا شعبي ، كنّا نتطلع الى زوال نظام العفالقة وكان الأمل يحدونا في بناء عراق مشرق تحت ظل نظام ديمقراطي تعددي يصنع الرفاهية المجتمعية ويحقق العدالة الإجتماعية، وكانت جميع آمالنا معلقة على اقطاب العملية السياسية الحاكمة اليوم عندما كانت هذه الأقطاب في المنفى تمارس دورها المعارض لسياسة صدام، وكنّا نشاهدهم وهم يتباكون على العراق ومظلومية شعبه من نير حزب البعث المقبور، لكن وعلى مايبدو انهم كانوا يتباكون على المناصب والاستحواذ على السلطة وهذا ما شاهدناه في اروقة اجتماعاتهم منذ سقوط الصنم ولحد الآن ولا حول ولا قوة الّا بالله العلي العظيم، هذا بديل الغبّان ياشعب العراق المغبون ، وحظ أوفر للعراق ولكم .