18 ديسمبر، 2024 9:31 م

أيها العراقيون لا تنسوا شمسكم

أيها العراقيون لا تنسوا شمسكم

في تصريح للجنة الطاقة في الأكاديمية الملكية السويدية :
إن أشعة الشمس الساقطة تعتبر اهم مصدر للطاقة المتجددة (اي التي لا تنضب) . فخلال اقل من ساعة واحدة ترسل الشمس طاقة تفوق تلك الطاقة التي استهلكها سكان الأرض في سنة كاملة.

في خطاب له في السعودية عام 2006 قال الرئيس الأمريكي السابق بل كلنتون:

لو كنت مكانكم ، لتوقفت عن المحاولة لجعل السعودية عاصمة النفط العالمية . يجب ان تأخذوا ما لديكم من المال وتتجهوا صوب خط الاستواء وتضعوا محطات للطاقة الشمسية في كل منطقة مناسبة شمالا وجنوبا من الخط ، وبعملكم هذا ستنقذون كوكبنا من الدمار وتحققون أرباحا هائلة في نفس الوقت.

مصدر الدمار الذي قصده الرئيس كلنتون هو حرق الوقود الأحفوري (اي النفط والفحم والغاز) للحصول على الطاقة التي اسعدت البشرية وكانت السبب الرئيس في التقدم والازدهار ، ولكن هناك مخلفات مضرة نتجت عن الإحراق استطاع كوكب الأرض في البداية اختزانها دون أضرار تذكر ، ولكن الآن امتلأ خزان النفايات وسيطفح قريبا ويتسبب في إغراق بلدان ساحلية عديدة إذا لم يتوقف سكان الأرض عن الاستمرار في قذف الدخان في الجو وبعبارة أخرى يتوقفون عن حرق النفط والفحم والغاز . ويتجهون الى بدائل الطاقة النظيفة كالرياح وشلالات الماء وأشعة الشمس ،

العالم حاليا يحرق كل يوم :
16 مليون طن من الفحم
89 مليون برميل من نفط
7.5 مليار متر مكعب من الغاز
فأين يذهب الدخان الناتج من حرق هذه الكميات الهائلة في كل يوم ،انه يتجمع في أعالى الجو ويسبب الاحتباس الحراري أي لا يسمح بتبديد الحرارة المنعكسة من الشمس والمتجهة للفضاء الخارجي ، بل يحبسها . أذا احتبست هذه الحرارة المنعكسة ستسبب ارتفاع حرارة كوكب الأرص وهذا يؤدي الى انصهار الجبال الجليدية في القطبين، الامر الذي سيرفع منسوب مياه البحار والمحيطات ويؤدي تدريجيا لغرق ألبلاد الساحلية المنخفضة اولا ثم المرتفعة نسبيا ثانيا .
المشكلة هي محط اهتمام رؤساء الدول حيث عقدوا اجتماع في مدينة كيوتو في اليابان وثم في كوبنهاجن ومؤخرا في باريس لتدارك المشكلة قبل حصول الكارثة ، ففي عام 2010 اجتمع رؤساء دول الثمانية الصناعية الكبار واتخذوا قرارا يلزم دولهم الصناعية بخفض انبعاث غازات الاحتراق بصورة تدريجية حتى يبلغ الانخفاض في عام 2050 الى نصف الكميات المنبعثة وقت انعقاد المؤتمر الرئاسي عام 2010 .

هذا القرار ازعج شركات النفط والغاز والفحم لانه سيؤدي الى خفض ارباحها ، أما شركات الطاقة النووية فهللت وكبرت للقرار لانه سيزيد من استخدام الطاقة النووية ، ولكن حصول كارثة اليابان النووية عام 2011 اسكتها حيث ابتعدت كثير من الدول عن استخدامها ، ودول كانت تستخدمها قررت الاستغناء عنها . كارثة اليابان تتلخص بحصول زلزال شديد جدا ( درجة 9 بمقياس ريختر) صاحبه تسونامي هائل (اندفاع ماء البحر) اغرق المحطة النووية في محافظة فوكوشيما، فتوقفت مضخات المياه التي تبرد المفاعلات النووية ، لذا استمر التفاعل ولكن بدون تبريد الأمر الذي ادى الى بلوغ درجات حرارة عالية جدا فاقت ال 2000 درجة مئوية فانصهر الوقود والوعاءالحديدي الذي يحويه فانتشرت الإشعاعات في الجو،فأصدرت الحكومة اليابانية امرا باخلاء المنطقة المحيطة بالمفاعل بمسافة 20 كيلومتر وفي كل الاتجاهات ، ترك اليابانيون بيوتهم ومزارعهم ورحلوا ، اما الأمريكان فقد اصدروا تعليماتهم لرعاياهم المقيمين في اليابان بالابتعاد مسافة 50 كيلومتر عن المحطة. الكارثة ادت الى تلوث المزارع والهواء والاسماك وحليب الاطفال وأصبحت غير صالحة للاستهلاك البشري ، لان العناصر المشعة تتسبب في سرطانات متعددة.
هذه ليست القصة الكاملة ، ففي المحطة توجد مخازن مائية تشبه برك السباحة يخزن فيها الوقود النووي القديم بعد اخراجه من المفاعل وتبديله باخر جديد. هذا الوقود يجب ان يبقى تحت الماء كي يبرد ولا يمكن باي حال من الاحوال ان يتعرض للجو. توجد أطنان وأطنان تحت الماء وهذه ايضا تعرضت الى الجفاف فالتهبت واصدرت اشعاعها في الجو .
الوضع الحالي: لا احد يستطيع الاقتراب من المحطة والعاملين فيها وبالرغم من ارتدائهم ملابس واقية لا يستطيعون المكوث والعمل لفترات طويلة ، وهؤلاء حسب تصريح زوجة احدهم قد تعاهدوا على الموت في سبيل اليابان. الحكومة والشعب يعون جيدا انهم سوف يعيشون تحت رحمة قنبلة نووية هائلة تفوق القنبلتين التي اسقطتتها امريكا عليهم بعد ثلاثة اشهر من اعلانهم الاستسلام. أذا حصل زلال جديد (متوقع بنسبة 70% ) فان الوقود المخزون في برك الماء سينصهر ويصيب كل اليابان والدول المحيطة ويصل الى سواحل امريكا.
الماء المستخدم حاليا في التبريد يصبح ماءا ملوثا بالاشعاعات النووية لذا لا يمكن سكبه في البحر وانما يتم تخزينه في خزامات ضخمة املا في ايجاد وسيلة سليمة للتخلص منه ، وحاليا العمل مستمر في بناء خزانات جديدة.

ألحل هو استخدام بدائل نظيفة للطاقة كالرياح وشلالات الماء والطاقة الشمسية ..البلاد العربية والحمد لله تقع داخل الحزام الشمسي ومعظمها صحاري تستوعب الاف المحطات الكهربائية الشمسية.
الشمس اذا سقطت على الواح زجاجية مصنوعة من الرمل بعد تنقيته من الشوائب ، فانها تسبب توليد الكهرباء في اللوح. وهذه الالواح مستخدمة حاليا لتوليد الكهرباء في المنازل والعمارات السكنية او الفنادق.
الشمس ممكن تجميع اشعتها بواسطة آلاف المرايا العاكسة على مساحة دائرية كبيرة جدا وتركيز الاشعة على وعاء معدني يحوي ماء ، بحيث ترتفع حرارته الى 800 درجة مئوية، فينتج البخار الشديد الحرارة والضغط ويشغل التوربينة البخارية وينتج الكهرباء. كما تمكن علماء الطاقة الشمسية من خزن الطاقة الزائدة في اوعية تحوي املاح منصهرة ، ثم استخدامها خلال الليل للانتاج البخار .
مساحة البلاد العربية 14 مليون كيلومتر مربع ، تشكل الصحاري فيها 87% من مساحتها اي 12.18 مليون كيلومتر مربع. هذه الصحاري وحسب دراسات مستفيضة تكفي لانتاج طاقة كهربائية تسد احتياجات العالم. ومن ضمن حساباتنا توصلنا الى نتيجة مذهلة : الطاقة الشمسية الساقطة على الصحاري العربية في سنة واحدة فقط ، تفوق 27 ضعف لكل الطاقة الناتجة من المخزون العربي النفطي البالغ 650 مليار برميل .
حاليا بلاد النفط العربية تصدر النفط بواسطة انابيب ناقلة او بواخر عملاقة . اما في المستقبل فالصحاري العربية ستنتج الكهرباء من طاقة الشمس ويتم تصديرها لدول العالم . هناك منظمة التعاون الخاصة بدول البحر المتوسط التي أجرت دراسات كثيرة خلاصتها ان تصبح صحاري شمال افريقيا منتجة للكهرباء ومن ثم يتم نقلها بواسطة اسلاك جهد عالي وتيار كهربائي مباشر عبر مضيق جبل طارق الى اوربا .
تعتبر الصين رائدة في مجال الطاقة الشمسية حيث بدأت بانتاج الكهرباء من الشمس قبل نصف قرن ، والعراق الذي يملك الشمس الجميلة ما زال يحبو ورحم الله السياب : الشمس أجمل في بلادي.