لا أريد المزايدة و التشاطر في تعداد و ترداد ، الدور الذي يقدمه الصحافي و الإعلامي بشكل عام ، فهناك من أعتبر إن الصحافة ، هي السلطة الأولى و ليس الرابعة كما يشيعون ، و الدليل إن من يقوم بدور الرقيب و الكاشف و المؤشر ، للفساد بشتى أطنابه ، هي الصحافة و الإعلام النظيفين بوجه عام في العراق ، و لم يكن من مهمة البرلمان العراقي ، الذي تأكد بشكل لا شك فيه ، هو إنه أحد مراتع و بؤر هذا الفساد ، و هنا تكمن الطامة و الخيبة و المهزلة ! 0
لقد بات واضحا” للقريب و البعيد ، إن السياسيين مسؤولون عن الفساد المستشري في كل الجوانب ، و خصوصا” إن هؤلاء ، يأتون بآلية أو واسطة فاسدة ، و ليست لها معتبر من النزاهة و الوطنية و الإستقامة ، و عقد أعترف الكثيرون بفسادهم علانية و على رؤوس الأشهاد ، عبر التلفزيون أو شريط فيديو مسرب ، كما فعل مشعان ركاض ضامن الجبوري ، و قبله فعلت ذلك حنان الفتلاوي ، و غيرهما و ليس حصرا” بالطبع ، الأمر الذي يجعلنا نوجه هذه الدعوة الى الصحافيين و الإعلاميين ، في وقت يتزامن مع اليوم العالمي لحرية الصحافة 0
و من أعلاه ، أقول حذار من المال الفاسد و الملوّث ، الذي يضخه السياسيون الفاسدون ، بغرض إسكات أصواتكم ، لأن هذا المال مصدره معروف ، و لم يكن من نضح جباههم و إنما بفعل سواد وجوههم ، و موت ضمائرهم ، و أتعاب تعاملهم الملطخ بكل أشكال و عناوين الخيانة ، فمن يبيع وطنه ، ليس صعبا” عليه أن يبيع نفسه حتى للشيطان ! 0
إن هؤلاء المجهولين أصلا” ، و النكرات فعلا” ، و أدلاء الغزو و الإحتلال ، يديمون بقاءهم في السلطة الوهمية ، و يضغطون كماشتهم على رئة الوطن ، عبر تبادل الأدوار أو تكرار هذه الأدوار أو حتى بتغيير الوجوه من دون تباين في الملامح ، فهؤلاء إستباحوا العراق جملة و تفصيلا” ، و تحولوا الى فيالق و جيوش مدججة بشتى صنوف الخراب و التدمير و الإفساد و الغدر و الإجرام ، و من يتمعن مسيرتهم و أقرانهم اللاحقين منذ إحتلال العراق ، يشعر بمدى الكارثة التي جلبوها الى هذا الوطن النبيل و الأثير ، وطن الأثيّلة و المفخرة و السمو المتعالي ذروة بعد أخرى ، على الرغم من غدر مستوطنيه ، و حثالة ناكري فضله ، و قيء المستطعمين في ماعونه ! 0
يا حملة القلم ، و مشعل الطريق ، و ناظور الرؤية ، و مرصد الإستكشاف و الوضوح ، هذه مناسبتكم العالمية ، كي تعززوا حريتكم ، التي هي من حرية وطنكم المستباح ، لا يغرنكم أموال الوساخة ، أموال تقييد و خنق حريتكم ، فأنتكم عنوان النظافة و الطهارة و النقاء ، بل أنتم قادة المجتمع فكريا” و تنويريا” و دفاعيا” ، بفعلكم الرائد ، و دوركم المساند ، و رسالتكم المضيئة مهما تحالكت عليكم و على وطنكم العتمة و مطاردات خفافيش الظلام 0
هاهم الفاسدون ، يتلونون و يتبادلون الأدوار ، و يتواصلون في مهماتهم القذرة … فهؤلاء يتناسلون كالفيروسات ، عبر أسماء معروفة بفعل صناعة الظروف ، و أخرى تلتحق بمسراهم و مجاريهم المستمدة وساختها من آسن الصرف الصحي و بلوعات تراكم القذارة .. و بالتالي أدوا دوركم الوطني و الأصيل و الشريف و النظيف ، كي تردعوا هؤلاء المتعاقبين على أداء أدوار النذالة و الخسة و الفجور السياسي 0
إن من سخريات القدر ، أن نرى و نسمع أسماء من المجاهيل و النكرات ، و هي تحتل شاشات التلفزة و صفحات الجرائد ، أسماد بغفلة طارئة ، و عامل أجنبي يشحنها بوقود الخسة و الرخص و التعامل … و هكذا تترى أسماء جديدة و قديمة ، تتحرك في بؤر الفساد و الخيانة … أسماء على الرغم من عفة قلمي ، و طهارة موضعي ، أذكر بعضها على سبيل المثال ، و أترك بعضها الآخر ، راكنا” في حاوية القمامة ، و من هذه : غسان العطية ، عزت الشابندر ، مشعان الجبوري ، عباس البياتي ، جمال الضاري .. و الأخير الله هو العالم ، بماذا مكلف من دور أو أدوار ، مادامت حنفية المال الخليجي ، مفتوحة عليه ، مفتوحة كالشلال ، و هنا الشلال بفائدته السلبية و ليست الإيجابية المعهودة 0
و أقول أخيرا” ، إن هؤلاء الفاسدين و المفسدين ، لن يضيرهم الإنتقاد و الإشارة و التشخيص ، لكونهم أمواتا ، و الميت لا يشعر بتشريحه .. و لكن لتناول ذكرهم ونتانتهم ، هو من الأحكام الوطنية و الواجبة علينا ، و إن كان الشعراء ، لم يتركوا لنا السبق في الإشارة الى هؤلاء ، عندما قال أحدهم :
( وكم من لئيم وَدّ أنِّى شتمته
وإن كان فيه الشتمُ صابُ وعلْقَمُ
وللكَفُّ عن شَتْم اللئيم تكرُّماً
أضرُّ لهُ من شتمه حين يُشْتَمُ ) 0