19 ديسمبر، 2024 12:25 ص

أسمعني , لآخرِ مرة
ياحامل الماء والجرة
وأفتح محض عينْ
كم دلقت الماء ,
على صدر الغرباء , بقيظ الصيف
وللأهل شظايا الحرب ..
والجرّة.
جئت منزوع السلاح
بلا راية أو شعار ,
أرفع محض الصدر ,
بالحسرات
كما في كل مرة .
أهوى أن تكفّ عن عهر السلطة
والرياء بالخواتم ,
واللحى الزائفات ..
وسيماء الجبين.
فأنا السومري , البابلي ..
الآشوري ,
بعُمرِ الاف السنين
ونشيدي كما تعرف : هيهات !
تضيع من الماء , قطرة
ويمحى نقش الكوز والطين.
أسمعني ..
لست من قطيع
ألهج بالثغاء
ويرتجف رأسي ,
أمام الطغاة
أو الرعاة , أو فارآ
جئت من خشخشة السلاح , والرجم
برصاص المجرمين .
جئتُ بالفقر
الذي ورثته من قَسَمك
وكارات الوعود , وبالخجل
من أحجار ..
نقلتها البغاة , وانتصبت
على أرائك ..
لندن واللوفر وبرلين
ليجلوا الجلال
عن تأريخ شعبي
وقد سما تلك السنين .
أسمعني ..
فأنا لا أشتمك , بالمرة
بل أحذرك : لا تسرقني
فيسرقك , ذَوُوك
وفي الخطوب , قطعآ
سيخذلوك.
أنبهك أن تحاورني
عن شحيح الخبز
بالتنور
والماء في الغيطان
والحب في فسيفساء
الفقراء .
خمسة عشرة أعوام
ونحن في زير الوعود
تخادع بالعبوس , وتشيح الأذن
عن هول الحشود
والعمر يمضي , ذابلآ
بحزم اللصوص
وحزم النار علينا مكفهر .
أسمعني ..
أيها السياسي السيء الصيت
لقد تراميت بفسطاطهم
على جنبات البلاد
ومدى البصر , وكنت
كلما يأتي الصباح
بالأمل
تأتي علينا بالأمرّ ؟
فكفكف الكف عنهم
وطأطأ الرأس ,
للشعب .
عوفيت إذا أشتريت ..
الود منهم , بماء العين
وتوبة القلب,
ليلعب الأطفال
في صفو البيوت
وتُغلقُ الخيام
ويرحل الدخان
لتزخر الساحات , بالناس
ويأتلق الوطن ,
وإذا دعوت الله , فأدعوا لنفسك
فرب عاهر تنجوا
ويغفر لها الرب
فكيف إذا سياسيٍّ منتخب ؟!