22 ديسمبر، 2024 10:05 م

أيها الساسة .. ألى أين تريـدون ان تـدفعوا بالعراق ؟

أيها الساسة .. ألى أين تريـدون ان تـدفعوا بالعراق ؟

في خضم الاحداث السياسية والامنية في العراق .. سألني أحـد الأصدقاء العـرب في بلاد الغربـة .. ما هـي أسباب المعضلات السياسية في العراق
التي تجـعل الاسـقرار فيـه حبيسـاً لأجـنـدات خـارجيـه ؟ وأعـتـرف بأنـه ارتـج َّ علي ّ .. فالسؤال رغم بساطته ، يكاد يختصر مأساة العـراق ، بل مأساة
المـعـاناة العراقيــة .
حاولت أن أجيـب كعـراقي يحـب وطـنه ويتمنى خلاصـه من محـنـه السياسية والاقتصادية وحتى الاجتماعيـة … فـوجدت نفسي جانحاً نحو موقـــــف
تـأباه عراقيتـي ، وحاولت أن أتطـرق الى الموضوع من زاويــة واجـب التضامن الداخلـي في مـجابهتـها للتحــدي الخارجي . فوجـدت نفسي مضطراً،
ولاعتبار ان المشكلة العـراقيـة هـي مشــكلة تنـافـر بـعـض السـاسـة ، ومبتعـداً عن أساس الموضوع وهـو الـولاءات للأجنبـي عن المصلحة العراقـية .
وقال لي صديقي المغترب العربي : عـجـيـب أمـركـم أيهـا العـراقيــون ، فلقـد عـرف عـنكم ألـذكـــاء والمـرونـة والتسـامح ، فـكيـف وصلتـم إلــــى
هــذا ألحـد ؟ ماذا فعلتـم لتصـبح بـلادكــم مســرحاً لتـصفيـة الحســابات الدوليــة ؟ !!
حـقيقـة انـه سـؤال يحـرج القلـب والضمــير ، فمنــذ أكثـر من 17 عاما والعراق يراوح في مكانه دون اسـقرار سياسي .. فإلى متـى تـدوم المحنــــــــة
العراقيـة ؟ الـــى أيـنَ يـَـنـدفـع أو يـُـد فـع العــــراق ؟
إن أخطـر ما يمكــن أن يصـل اليه التفـكـير السـياسي بالنـسبة للقضيـة العــراقية ، بـل لأي قضــية وطـنيــة هـو ربـط مصـير الوطـن بمشـــــــاكـــل
الــدول الاخـــرى .!! عـــــزاء الذيـن بـاتــوا ينتظـرون حـلولاً للمشاكل الاقتـتصاديـة التي حلت بالعـراق بعد ان تدهورت اسـعار النفط ، وســـــــوء
التخطيط والاعتماد على الريع النفطي .. وتفشي البطالة .. فضلا عن مشكلة الانـتخـابات المبكــرة وتعثــر تعـديــل قـانـــــون الانتخابات بســــــــبب
الاختلاف على آليـة الانتخابات بالدوائـر المـتعددة .. فضلا عن تعثر اعداد ميزانية 2020 .
* يظــهر لي ان الطـريق غير معبــد أمام أي رئيـــس وزراء يكلــف لقيـادة العـراق الى بـر الأمان على الاقـل في الوقـت الحاضر .. والاســـباب
كما اراهــا .. لان اللـقاءات والاجتماعات والمحادثـات هـي فـقـاعات صابـون أو حــراثـــة في البحــر . واهم اسباب ذلك هـو ازدواجيــة المواقــف
عنـد كل الاطـراف والفـرقاء الداخلــين والمـتدخلين فـي الازمــة ، وهي ازدواجيـة نابعـة من طبيعــة السياسة التي حدثت بعد العام 2003 . كمـــــا
انهـا متـأتـيـة من تمسـك كل فريـق بين مصـالحــه الشـخصية والـحـزبـية وبين ما يلحق به من ضرر في حال استمرار وتفاقـم المحـنة .. وما قــــــد
يتـعرض اليه من مخاطر في حال التئــام الجـرح المفتــوح في العراق .
العـــراقيــون باتــوا مـقـتنـعين بضـرورة حلحـلة العقـدة ومنعهــا من أن تتحـول الى صـاعـق مفجــر للمنطقــة ، وقـد يؤدي الى مجابهة ، ويصبح
العـراق مكاناً لتصفيــة حســابات الدول الاخـــرى .. وهنــاك بعض الاطـراف الخارجـة عن القانـون هم المستفيدين من هذه المحن ، والذين يشـعلون
النــار كلمــا هـمـدت ، ويـعـقّـدون الازمـة كلمـا تـراخـت عَـقـدها ؟
كـثيرون هم الذين يعتقدون بأن عام 2021 هو العام الذي ســـوف يشـهد حلول عقــدٌ كبيرة ، وقـد يكون لدى هؤلاء أكثر من سـبب والدليل هــــو
كما يتوقعون وهو نتـائج الانتخابـات المبكــرة وتـغّـيير الكثير من الوجـوه الســياسية حسب نظـريتهـم ، وليـس في وسـعـنـا إلا أن نـصّلي وندعـــــو
بان تـصـدق ظـنونهــم .
لانــزال نعتقـد بأن من أهـم ما يسـاعد على حل المحن وانقــاذ العــراق هـو العـودة الى الاصول العراقيــة .. لان الاصول والمباديء الانسانـيـة
العراقيــة والممارسات الديمقراطيـة الصحيحة هو السـبيل الأوحـد لتلاقـي العراقيـين بكل قومياتهـم واديانهم ومذاهبهم للوقوف في خندق واحــــــــد
بصـرف النظـر عن المشاكل التي حـدثـت بعـد الاحتــلال .