18 ديسمبر، 2024 8:19 م

أيها الخوارج، هل عزّة الخلافة بالبطش والإرهاب ؟!

أيها الخوارج، هل عزّة الخلافة بالبطش والإرهاب ؟!

في الواقع يمثل التنظيم الإرهابي ( داعش ) أخطر أنماط الإرهاب ، فلقد أحدث هذا التنظيم تخريبا جغرافيا و تاريخيا وتراثيا في الواقع ، وصدع نسيج المجتمع ، وكفر مللا وديانات ومذاهب ، ومارس ابشع انواع القمع ضد خصومه ،ـ وكل ما عداه خصوم ـ وكان لآلة البطش التي يستخدمها آثارها المرعبة في النفوس .
صحيح أن التطرف الفكري موجود في مناطق شتى من العالم الإسلامي ,فكر خلافة البطش والإرهاب الدموي ، وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها، ولا دفن الرؤوس في الرمال عند اثارتها، ولكن هذا التطرف لا علاقة لها البتة بتعليمات دينية، فالدين الإسلامي موجود منذ أكثر من 1400 عام، ولم يعاني العالم جراء التطرف والإرهاب سوى في العقود والسنوات الأخيرة، ما يستوجب إحكام العقل والاستنتاج بأنه لا علاقة للدين في جوهره بموجة الإرهاب الحالية، التي يزعم المتورطون فيها أنهم يدافعون عن الدين الإسلامي بل ويرفعون رايته,وإنما الغاية هو تحقيق هدف شيطاني يُرسم له معتقدات يتصورها ضعاف النفوس الجهلة هو الاعتقاد المنجي والموصل الى الجنة ,بأس هذه العقول الخرفة البعيدة عن الاسلام واحكامه الاصيلة

وفي هذا السياق فقد اوضح احد المحققين الإسلاميين المعاصرين في إحدى محاضراته رقم {2} من بحث ” الدولة..المارقة…في عصر الظهور…منذ عهد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم)
بحوث : تحليل موضوعي في العقائد والتأريخ الإسلامي للمرجع الأستاذ
13محرم 1438 هـ – 10/15/ 2016 مـ وهذا مقتبس منه جاء فيه :
((روى البخاري في صحيحه في باب الاستخلاف من كتاب الأحكام : وقد اختلف العلماء في تعيين الاثني عشر خليفة المذكورين في الحديث، وأرجح الأقوال في ذلك ما قاله القاضي عياض رحمه الله: ويحتمل أن يكون المراد أن يكون” الاثنا عشر” في مدة عزة الخلافة وقوة الإسلام واستقامة أموره والاجتماع على من يقوم بالخلافة، ويؤيده قوله (صلى الله عليه وآله وسلّم) في بعض الطرق “كلهم تجتمع عليه الأمة” .
أقول : هل عزة الخلافة بالإجرام والإرهاب، فممكن أي حكومة من الحكومات الدكتاتورية ثبتت عندها القوة والعزة، فإذًا نقول عزة الخلافة تثبت، عزة الحكومة تثبت، وإرهاب الحكم يثبت، وقوة الإسلام واستقامة أموره والاجتماع على من يقوم بالخلافة ، إذًا كيف تتحقق قوة الإسلام؟ هل بالبطش والإرهاب والمكر والتآمر والتدخل في شؤون الدول وشن الحروب والتأسيس للقتال بين الشعوب؟ وكيف تستقيم أمور الدين أو أمور الإسلام؟!.))
ونحن – بحسب ثقافتنا الإسلامية – يمكن أن نسجّل: أن رسالات الله إلى الأنبياء كانت تهدف إلى مجموعة من الأولويات , منها: تحقيق العدالة في الأرض , ونشر قيم الخير للإنسانية .
وهنا ! فإننا نفهم الإسلام قيمة سامية لصناعة الخير للبشرية , واحترام الحقوق الخاصة والعامة.