18 ديسمبر، 2024 6:45 م

أيها التائهون , الأصلاح  لن يكون من أمام بوابات الخضراء , بل من أمام البيوت البيضاء

أيها التائهون , الأصلاح  لن يكون من أمام بوابات الخضراء , بل من أمام البيوت البيضاء

مئة ألف يزيد أو يقل هي أعداد المتظاهرين والمعتصمين أما بوابات المنطقة الخضراء في بغداد, مطالبين بتغيير وزاري او تغيير شاكلة الحكم أو حتى لا يعرفون مالذي يحاولون تغييره , فقط هب الملايين , يقال انهم ملايين ولكنهم ليسوا بملايين اطلاقآ , تلبية لنداء قائدهم المذهبي ( مقتدى الصدر ) والذي حسب أعتقادهم انه احد ابناء المرجعية وآل البيت , حيث يعتقد هؤلاء أن ما يقوله قائدهم هو الفيصل وهو الحق , لانه مشارك في العملية السياسية ويعلم بخباياها , ولآنه يملك العين الحمراء في محاسبة المفسدين والمرتشين , وهذا ما حصل عندما حاكم وزرائه واعضاء كتلته .

أوعز مقتدى الصدر جماهيره وباقي العراقيين للخروج بتظاهرات للمطالبة بالاصلاح السياسي في الحكم في العراق , والذي يشكل مقتدى الصدر 30% من النظام السياسي الحاكم في العراق , مدعيآ أن الفساد يقبع في منازل وغرف المنطقة الخضراء المحصنة تحصينآ جيدآ , وللأسف انطلت الحيلة على بسطاء وعوام الشعب العراقي وبالأخص أتباع التيار الصدري أنفسهم , عندما أعتقدوا ان المفسدين والوزراء والنواب والمدراء يقبعون في المنطقة الخصراء , ولا يعلم ألكثير أن أغلب السياسيين مزدوجي الجنسية , اي مواطني بلدان العالم المتقدم كبريطانيا والمانيا واميركا وفرنسا وايطاليا , وهؤلاء يعتبرون مواطني هذه الدول , وفي حين حدوث مشاكل أمنية في بلد ما , الدول هذه تسارع لأجلاء مواطنيها من الخطر , يا لسخرية القدر , يهرب اللص وهو محمي , وتذهب اموال موازنات العراق هباءآ منثورآ .

ما هو الامر الصعب ليفهمه العراقيين من ان المظاهرات ومطالبات الاصلاح أنما هي فقط جس نبض الشارع العراقي الذي يغلي وسرعان ما يتبخر ويتلاشى , الشعب الذي يعاني كلا الامرين من أرهاب وفساد , ويحاول ان ينقذ مستقبله أو ما تبقى منه , بخروجه بمظاهرات مطالبة بالاصلاح امام المنطقة الخضراء التي لا يقطنها مئات من السياسيين مع الالاف ربما عشرات الالاف من العناصر الامنية والحمايات . وهذا يضع المتظاهرين الذين يتركون عوائلهم واعمالهم و مصالحهم في سبيل الوصول الى حل حقيقي و واقعي ملموس للأستقرار السياسي والقضاء على الفساد خطوة بخطوة , الأمر المريب أن المتظاهرين المدنيين يعتقدون بنفس الاراء والافكار لذاك الصدري حول خطابات مقتدى الصدر , الأسف يعتلي جسد المدنيين والعلمانيين , لأن المد الاسلامي او المتأسلم الذي عصف و جلب الويلات للعراق مازال قويآ ويتحكم بمستقبل و واقع هذا البلد , بعد أن دمر ماضيه بحروب لا أخلاقية  لا تنتمي لصنف البشر بشيء سوى أنتمائها للجهل المقدس  .

لمن يطالب بالاصلاح ليطالب به امام البيت الابيض , وفي الغرف البيضاء التي يجلس فيها أوباما وعناصره الاستخباراتية , فهم يعرفون تفاصيل الحياة اليومية في العراق بمختلف تفاصيله المملة , فهم يعطونكم النصح الأمثل , ولكن مقتدى يعطيكم الجس الأمثل لنبض غليانكم الوطني .