صيف هذا العام، وقفت على شاطئ القلتة، فخاطبت البحر قائلا ..
البحر، الذي أنقض سيّدنا يونس عليه السّلام، هو نفسه الذي أغرق فرعون.
الأول تذلّل وانكسر، ودعا ربه في ظلمات بعضها فوق بعض.
والثاني طغى وتجبر، وادّعى ماليس له، فأمسى عبرة لمن لايعرف قدر رب البحار.
إن البحر وسيلة، يعرف المرء ربه عبر أمواجه وشواطئه.. فهو الذّي متّعه بهواء نقي، وبحر جميل، وسمك يشفي العليل.
إن الله شبّه عظيم علمه وقدرته بالبحر، فقال .. إن البحار التي ترون، والتي مكّنتكم من رؤية جزء قليل منها، لايمكنها أن تحوي قطرة من علم الله تعالى، الذي لاتحده البحار، ولاأضعاف منها في الطول والعمق.
أيها البحر .. عرفنا بواسطتك ، أن علم الله أوسع، وحصره مستحيل، وادعاءه غرور، واحتكاره غباء.
كن كبيرا كالبحر في موجه، وسهلا كشاطئه، وعميقا في عمقه.
حين يقف المرء على الشاطىء، ويرى أبناءه يبدعون في ممارسة السباحة، يقول في نفسه، بعدما يحمد ربه على ماوهبه من ذرية ..
ياليتهم يتقنون السّباحة في القرآن، والغوص في أعماقه، وعدم الإكتفاء بشواطئه.