18 ديسمبر، 2024 9:39 م

أيها الأطباء رفقا بالفقراء

أيها الأطباء رفقا بالفقراء

بداية لابد من تقديم الشكر والثناء ( للجيش الأبيض )، والذي وقف وما زال في خط الصد الأول للدفاع عن البشرية بوجه واحد من أشرس وباء عرفه التاريخ، ألا وهو وباء كورونا. وهذا الثناء والتقدير هو أقل مايمكن تقديمه كعرفان لولائك الذين قدموا التضحيات إلى درجة وقوع أعداد كبيرة منهم شهداء بهذا الوباء العالمي الفتاك. وقد برز في العراق أطباء يشار لهم بالبنان بعلميتهم وإنسانيتهم ومهنيتهم. ومن أمثال هؤلاء الأطباء الكرام الدكتور عبد الأمير علوَش من بابل، أو طبيب الفقراء العراقي كما هو معروف، والذي قضى نصف قرن من حياته في تكريس الطب لخدمة الفقراءفهو لا يأخذ المال من المراجعين، وفي الوقت الذي قد تصل كشفية الطبيب إلى ١٠٠ ألف دينار، لايقبل الدكتور عبد الأمير إلا بـ ٥٠٠ دينار أو أقل. ولكن للاسف فإن أمثال الدكتور عبد الامير علوش قلة قليلة، بالقياس إلى الغالبية العظمى من الأطباء. والذين أتخذوا مهنتهم تجارة يستغلون فيها آلام الناس لسلب أموالهم بطريقة لاتمت للدين والأخلاق والمهنية بصلة. عندما تكون كشفية الطبيب لبضع دقائق؛ مايعادل أجور عامل فقير او كاسب لمدة أسبوع أو أكثر. وعندما يتم التعامل مع المريض في عيادة الطبيب بطريقة رائعة وطيبة وكأنه من اقربائه، ولكن نفس الطبيب لو جاءه نفس المريض في المستشفى الحكومي يعامله بطريقة لا علاقة لها بالطيبة والمهنية. والأنكى والأمر هي الاتفاقات الحاصلة بين هذه النماذج السيئة من الأطباء مع أصحاب الصيدليات والسونار والمختبرات مما لم يعد خافيا على أحد. والغاية هي إستغلال المريض وأخذ أمواله بلا وجه حق. وأما أسعار الأدوية في الصيدليات، والكثير منها رديء الصناعة والمنشأ، فيحتاج إلى مقال بل إلى مقالات تبين الكوارث فيها. وهذا الأمر يسري أيضا على المختبرات وغيرها مما له علاقة بالطب والأطباء. وأما الدخول إلى المستشفيات الأهلية، وما يجري من استغلال الناس وحاجتهم الى العلاج وخاصة أجراء العمليات فيها، فيشكو منه الغني قبل الفقير. قبل أسابيع قليلة ودعت جمهورية مصر العربية طبيب أسمه ( محمد مشالي ) والمعروف بطبيب الغلابة. هذا الطبيب رفعت الأيادي بالدعاء له بالتوفيق والخير والسداد في حياته. كما رفعت الأيادي بالدعاء له بالمغفرة والرحمة بعد وفاته من قبل من عرفه ومن لم يعرفه، من المصريين والعرب، لدرجة أنه شغل حيزا كبيرا وواضحا على مواقع التواصل الإجتماعي، والتي كانت تذكر هذا الإنسان الطبيب بكل خير وطيب، وهذا هو النتيجة الحتمية لمن يزرع الأثر الطيب في المجتمع.
وليت الأخوة والأخوات الأطباء يتخذوا من هذه النماذج الرائعة قدوة حسنة في مسيرتهم المهنية في خدمة المجتمع.