23 ديسمبر، 2024 7:03 ص

أين يكمن نقاء الأسلام

أين يكمن نقاء الأسلام

عانى المسلمون الفقراء الذين أمنوا بالنبي الثائر محمد بن عبدالله ورسالته السمحة بالمساواة والعدالة الأجتماعية والقضاء على الفقر والجوع وقدموا التضحيات بدمائهم الزكية سواء بنصرته أو نصرة أل بيته وأبتدأ مسلسل المذابح لهم بعد وفاة النبي الى عصر بني أمية حيث كما قال جدهم أباسفيان عبارة مشهورة : تلقفوا الكرة يابني آمية فلا دين ولاوحي نزل , فروعوا وقتلوا ولم يسلم منهم بيت الله ولا أبن اسماء بنت أبي بكر الصديق الزبيرولاحفيد رسول الله الحسين بن علي وأستمر هذا القتل والغدر الى قيام الدولة العباسية وبرز الشيعة كطليعة وقدوة أسلامية لمحاربة الخلفاء من بني العباس سواء الذين تحكم بهم الفرس أو الترك والذين سرقوا الثورة منهم بغدر فحملوا لواء النضال عبر حركاتهم أو تكتلاتهم أو أحزابهم الثورية ورفعوا شعارات الفقراء التي نادى بها النبي محمد ( ص) ولم يرفعوا شعارا لتقديس رجل معمم حتى لو كان من آل البيت بقدر ماأتخذت من أفكارهم ومبادئهم ومواقفهم الأنسانية شعارا ضد بني العباس الذين استعبدوا الناس بحكم ثرائهم وسطوتهم وقوتهم العسكرية وأنحرافهم عن ثورة الأسلام, بحيث اصبح الخليفة لايستحي من الله ومبادىء الأسلام الحنيف من أمتلاكه ثلاثة ألآلآف جارية وعبد اسود وأبيض في قصره وللأسف بقيت العبودية في نظامنا الأسلامي ليومنا هذا دون ألغاء فقهي أسلامي بل أوصت بتحريرهم وهذه أحد أخطاء الرسالة المحمدية .
أن حركات فكرية نقف لها بأحترام وتقدير لأنها أتخذت من العلم والمعرفة والدين الحنيف طريقا للجدال والنقاش في سبيل ايجاد نظرة وموقف للأنسان مع ربه والانسان مع الأرض والحياة والآنسان مع الأنسان مهما كان دينه فنشأت جماعة أخوان الصفا ثم المعتزلة الذين أعتزلوا النقاش مع بعض المعممين من الجهلة والمنافقين للسلطان وكان الحلاج واحدا من شهدائهم وقبلهم ظهرت حركة أسمها الغيلانية والمرجئة وتوجت تلك الحركات بظهور حركات ثورية أتخذت من السيف طريقا لتحقيق العدل والمساواة ان عجزت بالتوسل بالله وفقهاء الدين على الأرض أن يجدوا حلا فأمتشقوا السيف واستطاعت الحصول على أرض لها مثل الزنج والقرامطة الذين أمتدت دولتهم من الكوفة حتى جنوب الجزيرة العربية لأكثر من 250 عام والذين طبقوا بشجاعة مبدأ من أين لك هذا بل وبنوا البيوت
للفقراء واصلحوا المتهدم واصلحوا الأرض وزرعوها وعالجوا البطالة وقضوا على الجوع والفقر ولم يبق متسول في شارع أو أمام مسجد وساووا بين الرجل والمرأة في العمل ومنعوا التعامل بالذهب كي لاتفسد نفوسهم وشهد نقاش أحد قادتهم ويدعى ( ابو الفوارس ) مع الخليفة ( المعتضد بالله ) نقاء دعوتهم وشجاعة قادتهم ضد الطغاة الذين حرفوا مبادىء الأسلام السامية لتكون فقط بين أحضان الخليفة وحده وكان راياتهم تحمل عبارة (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ).
أن الشيعة الفقراء رغم تمسكهم الروحي بآل البيت الأنقياء ’ لكن ذلك لن يمنعهم في لحظة غضب , من أن يحرقوا بيوت بعض المعممين وقادة الأحزاب الأسلامية الذين يدعون أنتسابهم الى آل البيت بل وينكلوا بهم لأنهم تاجروا بالفقراء ونهبوا ثرواتهم وبددوا حقوقهم وزوروا وسرقوا والمشكلة أن الفساد في الخلق والذمة والضمير أمتد الى أنصارهم فقلدوهم بالسرقة والرشوة والفساد فطالت أياديهم الوسخة ونفوسهم القذرة للسطو على بيوت الأرامل والفقراء من المسلمين وغير المسلمين بالقوة في بغداد والمحافظات ولم تنفع معهم الأجراءات القانونية لغياب الدولة وتحكم الأحزاب وبعض قادة الميليشيات من اصحاب النفوس الضعيفة الذين يقاسمونهم الصفقة المحرمة دينا وأخلاقا والا مايعني أن يسيطرقائد شيعي على عقار دولة وأراضي بمحافظات متعددة بلا حق أو يسجل أحدهم بعملية تزوير مبنى ثمنه 7 مليار دينار بأسم طفلة عمرها 3 سنوات بشهادة المحامي الشهير (طارق حرب) التي ذكرها عبر قناة تلفزيونية وهو الصادق في قوله ولاأحد يحاسب ذلك السارق المختلس في الدولة أو تهرب مليارات الدولارات بأوامر عليا من بنوك رسمية الى كردستان وخارج العراق بلصوصية قل نظيرها في العالم فأي مافيات دينية سكت عليها قادة الشيعة العراقين , ليشتري السياسين كردا وعربا عمارات وفيلات ويؤسسوا بنوك في الخارج وكانوا لايملكون سرير ينامون عليه ولحاف يقيهم من البرد ؟!.
ان المذهب الشيعي الذي يدعو للحق مع الفقراء والمساكين خلق في العراق طبقة طفيلية قذرة سطت على ممتلكات الغير بحجج واهية وعلى أملاك الدولة بغير حق بل وزورت وأرشت حتى الموظفين الطيبين , مستغلة قوتها في وقت ضعف فيه القانون وسيادة الدولة وبذلك أساءوا للأرث الشيعي الأنساني العظيم الذي
رفض كل أنواع الأستبداد والظلم والسرقة بل ومبدأ الغزو الأسلامي نفسه ونكلوا بمن جاء في القرآن الكريم : (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ , فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ) و قوله تعالى : ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ .
أن قادة الشيعة أجاعوا ونكلوا وقتلوا الشيعة اكثر مما نكل وقتل منهم صدام حسين , فالجوع والفقر هو ماأصابهم الان والقادمين من ايران هم المتحكمين والقتلة واصحاب المناصب والوزراء والمدراء العامون وبلا شهادات علمية ولا كفاءات ولاخلق , والمظاهرات المليونية رغم شعبيتها وهيبتها لاتجلب حلا لمشاكل الشعب العراقي مادامت تقام بأمر شخصي للسيد مقتدى الصدر الذي نعرفه كشعب أنه نقي وملتزم , أن الفاسدين الذي أثروا على حساب الفقراء الشيعة هم من تياره الصدري للأسف وعليه أن ينظفهم جميعا بشجاعة و بدون تردد أو أستثناء وهو قادر بلاشك لسمعته وأرث أجداده وابيه الشهيد العظيم , فالملايين هتفت لعبدالكريم قاسم وهتفت للبكر وهتفت لصدام حسين , لكن وقت الحساب حين يكون كلهم يقولون : شعليه ومعليه وهو السبب وهو المخطىء بل ويشتموه علنا بلا أدب .
أن الشيعة العراقيين ملو أكاذيبكم ياقادة الأحزاب الأسلامية وأولهم حزب الدعوة الذي باع الموصل بجبن وخسة بقيادة هشة , فلازال الفقراء الشيعة يزدادون فقرا وجوعا وبطالة الى حد أنهم كفروا بالدين نفسه . أمل أن لايخدر من شارك بمظاهرات الجمعة ويسكت الجميع عن مطالبهم تحت حجة ألف عين من أجل عين تكرم أو من أجل المذهب الذي اساء من سكن المنطقة الخضراء لآرثه الثوري واثروا على حساب الفقراء .ولتكن جمعتكم المقبلة أيها الصدرين طليعة شعبنا سوداء عليهم , فالثورة على الظلم والطغاة وقول كلمة الحق بأحضان فاسد متجبر تكمن في الأسلام العظيم وليس في طقوسه التي غالبا ماتكون ذات هدف فاسد جدا , فطهروا العراق لينهض ويعانق الشمس .