ميري ميري ألا تسمعين جرس الباب هل أصابك الصم؟

لابد أنه خالد أتى بعد أن تصرمت أيام الشهر الكريم استعجلي فقد طال انتظاري أكثر من ثلاث سنوات لم يزرني ويحسن لأم تفطر قلبها شوقاً عليه ولم يرحم هوان عظمي وضعف جسدي الذي هزمه المرض صام بطنه عن الطعام ولم يصم قلبه ليحسن لأمه ويصلها ويعطف عليها لايحتاج عناء السفر ليزرني منزله يبعد عني بضع دقائق ولكنه لايجدني من اهتماماته فقد كبر ولن يحتاج لرعايتي بعد أن اشتد عضده جف حليب صدري من قلبه ليصبح حجر قاسي يبدو أنه نسي قول الباري تعالى : {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا..}

(وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ) سورة الأحقاف آيه ١٥

وقوله 🙁 وَبَرًّا بِوالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا ) سورة مريم ٣٠-٣٢

كل هذه التوصيات من الباري جلا وعلا ولم تهز أوتار قلبه ويحن على أم سهرت على راحته نعم صام صيام الجوع والعطش كأنه يصلي من غير وضوء والكثير أمثاله لم ينالو من الصيام غير الجوع

ألسنتهم مسلطة على أعراض الناس غيبة ونميمة وقطع رحم يترنحون من السهر لا من الصيام فتن وقذف المحصنين ويرددون اللهم إنا صائمون

أطرق بابي قبل رحيلي وبدل أن يضمني صدرك يضمني تراب قبري دموعي التي قرحت جفن عيني حزناً على فراقك ألم تعدني أن تكون عكازي عند الكبر يبدو أن العكاز انكسر وتفطر قلبي الملقى على فراش المرض

لكن دعني أخبرك سراً لاتذرف الدموع عند غيابي ولاتدعي ألم فراقي

كل ذلك كذب وخداع لاينفعك ولأنني أمك التي كانت ترضعك لن أغمض عيني غاضبة عليك رحمة بك

لأني أمك التي أحبتك وصيتي لابني الذي لم يطرق بابي