على الرغم من محاولات الأعلام الأمريكي والصهيوني والغربي المتمثل في شركة ( ميتا) الأمريكية (المالكة لمنصتي الفيسبوك والأنستجرام) بالتعتيم والتظليل على مواقف دولة ماليزيا المساند للقضية الفلسطينية ولأهالي غزة في حربهم ضد قوات الأحتلال الأسرائيلي ، ألا انه أنتشرقبل أيام فديو يظهر فيه وزير الشؤون الدينية الماليزي، وهو يقوم بزيارة الجرحى والمصابين الفلسطينيين ( الأطفال منهم تحديدا) في أحدى مستشفيات كوالالمبور ويتحدث معهم ويداعبهم ويقّبل وجوههم ويمسح على رؤوسهم بكل مودة وحب وبكل روح أنسانية حاملا لهم الكثير من الهدايا ، وكانت تلك بمبادرة من رئيس حكومة ماليزيا(أنور أبراهيم) وبالتنسيق مع الجانب المصري ، لأستقبالأكثر من ( 41) مصابا فلسطينيا من غزة مع أكثر من ( 86 ) من المرافقين معهم ، ومن الطبيعي قوبلت تلك المبادرة بأرتياح واضح ظهر على وجوه الفلسطينيين المصابين ومرافقيهم ، وهذه ليست المبادرة الأولى فقد سبقتها مبادرات ومواقف كثيرة تدل على حقيقة وصدق موقف ماليزيا تجاه القضية الفلسطينية وشعبها ومناصرتها ودعمها عمليا وفعليا وليس بالشعارات وبالأقوال!! .وسنذكر بعض من تلك المواقف والمبادرات (( ففي شهر أب الماضي أقامت ماليزيا مهرجان كبيرا بعنوان (الحرية لفلسطين) ، حضره أكثر من 12 ألف شخص وعشرات المسؤولين الماليزيين وعلى رأسهم الرئيس أنور إبراهيم // كما أرسلت ماليزيا وفدا رفيع المستوى الى دولة قطرللمشاركة في تشييع جنازة الشهيد ( أسماعيل هنية) رئيس المكتب السياسي لحركة حماس // وأيضا قام وفد نيابي ماليزي بزيارة الحدود المصرية الفلسطينية في شباط / 2023 للأطلاع على عملية تنظيم المساعدات الماليزية المقدمة الى أهالي غزة ، وهنا لا بد من الأشارة بأنه على الرغم من أستشهاد 7 من موظفي هيئة المساعدات الأنسانية والأغاثةالماليزية وأصابة العشرات منهم بقصف الطائرات الأسرائلية على مخيم النصيرات ، عندما كانوا يقومون بتوزيع المساعدات لهم ، ألا أن ذلك لم يمنعهم ويوقف أستمرار تقديم مساعداتهم باشراف رئيس هيئة المساعدات الماليزي ( مهار جوهري) // كما بادرت الحكومة الماليزية في تشرين أول الماضي على أنشاء صندوق لدعم الفلسطينيين ومساعدتهم أنسانيا ، حيث تم جمع مبلغا وقدره 5/21 مليون دولار لدعم الفلسطينيين في قطاع غزة // وعلى مستوى المواقف والأجتماعات الدولية ، فقد كانت لكلمة الرئيس الماليزي ( أنور أبراهيم) صدى كبيرا في أجتماعمنتدى التعاون الأقتصادي لدول أسيا والمحيط الهاديء لعام 2023 عندما وصف موقف المجتمع الدولي عما يجري في غزة (بالنفاق الدولي)!! ، فبالوقت الذي أستنكرالمجتمعالدولي ما يجري في أوكرانيا ، في حربها ضد روسيا ، ألا أن هذا المجتمع الدولي ظل صامتا أمام المذابح المجازر التي تنتهك بحق الفلسطينيين في غزة من قبل أسرائيل؟ // وفي موقف آخر داعم للقضية الفلسطينية ، منعت حكومة ماليزيا أية سفينة متجهة الى تل أبيب من دخول الموانيءالماليزية!! ، وبنفس الوقت منعوا أي سفينة من تحميل أية بضاعة متجهة الى أسرائيل!؟ // كما تعتبر ماليزيا واحدة من الدول القلاقل التي طبقت المقاطعة الأقتصادية بعدم التعامل مع الشركات العالمية الداعمة لأسرائيل ، وحققت في ذلك نجاحا يقدر 38% في تقريرها السنوي! // كماألغت حكومة ماليزيا عقدا مع شركة روك الأمريكية بخصوص الأشراف على المطارات في ماليزيا! // وفي موقف شجاع أجبرت ماليزيا شركة (ميتا) الأمريكية المتعددة الجنسيات والتي مقرها في كاليفورنيا والمالكة لمنصتي ( الفيسبوك والأنستغرام) على الأعتذار عندما حذفت خطاب اللرئيس الماليزي ( أنور إبراهيم) الداعم للقضية الفلسطينية ونصرتها وتم أعادته على المنصة! )) .أن القضية الفلسطينية هي قضية عربية في الأول والأخروليست ماليزية!!؟ ، وعلى العرب تحديدا تقع مسؤولية مساعدتها وتحريرها والنضال معها ودعمها وتقديم كل أوجه المساعدات لها ، أليست هي قضية العرب المركزية وحسب أعلام حكوماتهم!؟ ، وهنا لا بد من الأشارة بأن كل الزعماء والملوك والأمراء والرؤوساء والقادة العرب تاجروا بالقضية الفلسطينية ولا يزالون!! من أجل مصالحهم الشخصيةوتثبيت كراسيهم في الحكم! ، وليس من أجل القضية الفلسطينية وشعبها . وليدلني أحد على موقف لدولة عربية أن قامت بمثل ماقامت به حكومة (ماليزيا) ، من دعم للقضية الفلسطينية بكل صدق وشرف وتجرد وليس من أجل مصلحة ودعاية!!؟ . ونسأل هنا : ألم تستطع مستشفيات الدول العربية أن تستقبل الجرحى الفلسطينيين من الأطفال والنساء خاصة بالتنسيق مع الجانب المصري مثلما فعلت ماليزيا!؟ ، هذا أذا أستثنيا ( العراق الذي فتح الأبواب مشرعة لأحتضان الأخوة اللبنانيين والسوريين النازحين والهاربين من القصف الوحشي الأسرائيلي ، وقدم لهم كل الأمكانيات والمساعدات اللازمة ، ولو أن موقف الحكومة العراقية هذا أثار جدلا وتساؤلا بالشارع العراقي!!؟ ، حيث أن العراق لم يقم بهذه المبادرة ويفتح لأهالي غزة أبواب العراق مثلما فعل مع أهالي لبنانوتحديد نازحي الضاحية الجنوبية في بيروت!؟ ، كما لم نسمع أن الحكومة العراقية قامت بالتنسيق مع جمهورية مصر لأستقبال عدد من الجرحى الفلسطينيين في غزة مثلما فعلت ماليزيا !!؟ ، ومع ذلك يبقى موقف العراق مشرفا ومتميزا بالمقارنة مع مواقف الدول العربية المتخاذلة!) . عموما أن مواقف الدول العربية تجاه فلسطين مخزية ولا تتعدى الصوت والخطاب ( فهم ظاهرة صوتية )! وأن مواقفهم المتخاذلة هذه هي ليست الآن ولكن منذ عقود وعقود !! ، فغالبية القادة العرب ليسوا أصحاب كلمة وموقف، وهم من خانوا القضية الفلسطينية منذ بدايتها!،ولا زالوا يتعاونون من أسرائيل وأمريكا ضد القضية الفلسطينية من خلال مواقفهم وتصريحاتهم المخجلةوبشكل سري وعلني! . أخيرا نقول شكرا لماليزيا حكومة وشعبا لأنسانيتها وأسلامها الحقيقي والصادق ، وهيتناصرالقضية الفلسطينية قولا وفعلا وتمد يدها لمساعدة الفلسطينيين في غزة.