23 ديسمبر، 2024 2:42 م

أين ذهبت ملياراتنا ؟!

أين ذهبت ملياراتنا ؟!

ستصل الميزانية العامة للعراق في العام المقبل (2014) الى (130 مليار دولار ) ، وربما تزيد على ذلك بميزانية اضافية تكميلية في منتصف العام القابل . ولو تتبعنا ارقام ميزانية العراق سنوياً منذ ( التحرير ) في عام 2003 وحتى نهاية هذا العام فأننا نجد أنها هائلة بمجموعها الذي يقارب السبعمائة مليار دولار عدا تبرعات دول صديقة يمكن اضافتها الى المجموع العام .
وفي عام 2003 بلغت الميزانية العامة ( 14 مليار دولار ) ، وفي السنة التي تلتها زادت لتصل الى (18 مليار دولار )، وفي سنة 2005 وصلت الى (26 مليار دولار ). وهذه السنوات الثلاث لم تكن هناك حكومة مسؤولة عن الصرف ففي الاولى كان بريمر واعضاء مجلس الحكم المؤقت يديرون بقايا الدولة المنهارة . أعقبتها حكومة (اياد علاوي ) في عام 2004 ، ثم حجة الاسلام والمسلمين (ابراهيم الجعفري) للسنة 2005 .
في عام 2006 بلغت الميزانية العامة ( 34 مليار دولار ) وفي السنة التالية وصل رقمها الى (42 مليار دولار ) . وفي عام 2008 بلغت الميزانية (70 مليار دولار ) وفي عام 2009 زادت الميزانية لتصل الى (74 مليار دولار ) وفي عام 2010 زادت ملياراً واحداً لتصل الى (75 مليار دولار ) وفي عام 2011 بلغت (84 مليار دولار ) . وفي العام التالي (2012) تجاوزت المئة بمليار واحد . وفي عام 2013 تعدت الـ( 120 مليار دولار ) وستبلغ ميزانية عام 2014 أكثر من (130 مليار دولار )
وبنهاية هذا العام تكون حكومة (المحاصصة الوطنية ) قد بلغت عامها الثامن بولايتين متتاليتين ، وبمجموع ميزانياتها التي بلغت (600 مليار دولار ) يضاف اليها الميزانيات التكميلية – النصف سنوية – والتي تزيد ارقامها على العشرين ملياراً ، ويضاف اليها ايضاً مبالغ التبرعات من قبل دول ( صديقة ) كأمريكا واليابان وكوريا وبريطانيا ودول أخرى أوربية وأسيوية . وهي تبرعات لمشاريع ، تسلمت الحكومة العراقية معظم مبالغها ، ولكنها ما تزل قيد التنفيذ حتى الان .
ذكرنا في المقدمة ان ميزانية السنوات الثلاث السابقة لحكومتي المالكي الاولى والثانية يمكن عدها كمفقودة ، لعدم وجود كشوفات انفاق من جهة ولأن ( الدولة ) كانت تدار من قبل قوات الاحتلال الامريكي من دون أي دور للحكومات المؤقتة . فلا عتب هنا على اولئك الذين امضو سنة ثم راحوا .
وهنا من حقنا ، بعد ان تم انتخاب حكومة المحاصصة  ان نتساءل : اين ذهبت مليارات العراق الهائلة ؟ وسبب هذا التساؤل هو انه لا أثر لها على أرض الواقع ولا أثر لها في تحسين حياة العراقيين أمنياً او معيشياً او خدماتياً ! فألى اين ذهبت أموالنا وفي اي جيوب أستقرت ؟