23 ديسمبر، 2024 2:12 ص

أين تکمن مشکلة العراق و المنطقة

أين تکمن مشکلة العراق و المنطقة

لايبدو أن الانباء و التقارير الواردة بشأن نشاطات و تصرفات و تحرکات نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، تبشر بخير او تبعث على الطمأنينة للمنطقة و العالم، بل أنها تضاعف القلق و التوجس أکثر من أي وقت آخر قد مضى خصوصا وإنه يواجه أوضاعا صعبة و حرجة بعد الانتفاضة الشعبية التي قادتها منظمة مجاهدي خلق ولازالت آثارها و تداعياتها مستمرة.
الدور الذي قام و يقوم به هذا النظام في سوريا بشکل خاص ومنذ عام 2011، على أثر إندلاع إنتفاضة الشعب السوري، هو دور مشبوه من ألفه الى يائه، خصوصا وإنه قد جاء مٶيدا و بشکل سافر لنظام بشار الاسد و ساهم في قتل و ذبح إبادة مئات الالوف من أبناء الشعب السوري و تشريد الملايين منهم في المنطقة و سائر أرجاء العالم بالاضافة الى الدمار الکبير الذي لحق بهم الى جانب توريط الروس في الوحل السوري وجعلهم مشارکين ف` قتل و ذبح الشعب السوري، وکل ذلك من أجل بقاء النظام السوري و الذي کان ولازال سقوطه يرعب طهران.
وإلقاء نظرة سريعة على الدور التخريبي و المشبوه لهذا النظام في الاوضاع بالعراق و خصوصا منذ عام 2003، وکذلك الدور المشبوه الذي لعبه في لبنان و دول ‌أخرى في المنطقة و العالم، يؤکد للمنطقة و العالم، أنه ليس هناك ولو ذرة أمل لکي يترك هذا النظام ماهيته و جوهره العدواني الاجرامي، بل أن العدوانية و الاجرام و الارهاب اساس نهجه المشبوه ولايمکن أن يتخلى عن هکذا نهج طالما کان في دست الحکم، وکل من تصور خلاف ذلك فإنه يجري خلف سراب بقيعة، ومن هنا، فإن الشعار المرکزي الذي رفعته المقاومة الايرانية بإسقاط هذا النظام، کان و سيبقى الحل الامثل إيرانيا و إقليميا و دوليا و الاجدر بهذا السياق أن تبادر الدول دول العالم عموما و دول المنطقة خصوصا، الى قطع علاقاتها مع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و سحب سفرائها و وضع حد نهائي للسياسة الفاشلة التي إتبعوها في التعامل مع هذا النظام و التي لم تحقق أية نتيجة سوى المزيد من إطالة عمر النظام، خصوصا وإن النظام يواجه الان أوضاعا بالغة الصعوبة و تحاصره المشاکل و الازمات من کل جانب وإن إنتفاضة 28، کانون الاول الماضي التي قادتها منظمة مجاهدي خلق وفتحت ثغرة کبيرة في الجدار الامني للنظام بحيث أفقدته صوابه و رفعت من درجة و مستوى الصراع بين الجناحين الى أبعد بحيث صار هناك دعوة لإستفتاء الشعب بشأن الاوضاع المتأزمة وهو مايثبت قوة الضربة التي وجهتها الانتفاضة للنظام، ومن الممکن جدا في حال دعم نضال الشعب الايراني و المقاومة الايرانية في هذه الانتفاضة التي لازالت مستمرة بصورة أو بأخرى، أن تصبح بداية عملية للتغيير في إيران خصوصا فيما لو تظافرت الجهود و تناغمت مع بعضها البعض و لم تسمح لهذا النظام کي يلعب على الثغور و مساحات الاختلاف و يستغلها لصالحه، وان المقاومة الايرانية التي تمکنت من الخروج من مواجهة ضارية و ضروس غير متکافئة مع النظام طوال قرابة أربعة عقود وکان لفا شرف قيادة الانتفاضة الاخيرة، أثبتت للعالم کله و بالدليل الملموس أنها البديل المناسب و الفضل لهذا النظام.
الاوضاع الحالية التي سوف لن تنبأ بأي خير فيما لو بقي هذا النظام على دست الحکم، صارت ضرورة إقليمية و دولية خصوصا بعد الادوار التخريبية و الاجرامية لهذا النظام في سوريا و العراق و لبنان اليمن و مخططاته المشبوة و العدوانية لزعزعة أمن و استقرار دول أخرى في المنطقة لکي يفرض مشروعه العدواني کأمر واقع على الجميع، ومن هنا فإن منح التغيير في إيران اولوية في المنطقة و العالم هو شأن يخدم السلام و الامن و الاستقرار ويجب عدم التغافل عن ذلك أبدا ذلك إن المشکلة سواءا في العراق أو في المنطقة برمتها تکمن في بقاء و إستمرار هذا النظام وليس أي شئ آخر.