19 ديسمبر، 2024 12:12 ص

أيام مجلس الحكم (الانتقالي) نشرت مقالا على صفحات المدار بعنوان مجلس الحكم (الالتصاقي) قلت فيه ان هذه الوجوه لن تكن انتقالية وخصوصا رموز الدين السياسي ..حصل جزء لا بأس به مما توقعته ، واليوم نريد ان نتوقع أين تكمن الكارثة العراقية ولا يمكن القول الكوارث لأنها كارثة واحدة مستدامة منذ تشكيل اول محكومة عراقية لحد الآن.هل الكارثة في الحكومة ؟؟ كلا لأن الحكومة جاء بها البرلمان ..هل الكارثة في البرلمان؟؟ كلا فالبرلمان جاءت به الاحزابهل الكارثة في الاحزاب؟؟ كلا فالاحزاب هي ليست احزاب بالمفهوم الصحيح بل هي كتل انتخابية تتجمع مع كتل اخرى لتتقاسم مصاريف الانتخابات ووضع خطة التزوير، وتوزيع المغانم بعدها على طريقة ساميكوهل الكارثة في الكتل؟؟ كلا فالكتل لا حول لها ولا قوة فألامر ليس امرها بل امرها منوط برؤساء الكتل ، ولمن يعارض الفكرة انصح بأن يراجع طريقة التعامل بين السيد مقتدى الصدر وكتلته وغيره وغيره ..نستنتج ان الكارثة تكمن في رؤساء الكتل والاحزاب…وعلينا ان ندرس الحالة قليلا .منذ الحرب العالمية الاولى والسيد حميد مجيد موسى (الامين العام ) للحزب الشيوعيومنذ الحرب العالمية الثانية والسيد الصدر (الابن) زعيم كتلة الاحرار .ومنذ حرب قابيل وهابيل والسيد عبدالأله النصراوي (الامين العام لحركة الاشتراكية العربية)ومنذ مجزرة الزركة والسيد اياد علاوي ( الأمين العام لحركة الوفاق)ومنذ تبخر ماتركه الاميركان في قواعدهم ومعسكراتهم دون ظهور أي بخار والسيد المالكي (الامين العام لحزب الدعوة)ومنذ مجزرة الحويجة والسيد مثال الآلوسي (ألأمين العام لحزب ألأمة)ومنذ تسليم الموصل والسادة آل الحكيم (امناء عامون للمجلس الاسلامي الاعلى)ومنذ حصار الفلوجة والسيد هادي العامري (الامين العام لمنظمة بدر)ومنذ مجزرة سبايكر والسيد فائق الشيخ علي ( الامين العام للتحالف المدني)ومنذ أن صار الفرات ودجلة ينبعان من ايران كان السيد الجعفري ( الامين العام لحركة الاصلاح )ومنذ بداية النزوح المقدس والسيد صالح المطلق ( الامين العام لكتلة الحوار)ومنذ فشلت كل الحلول والسيد الكربولي ( الامين العام لكتلة الحل)ومنذ صنعت اول عبوة لاصقة والسيد مشعان الجبوري ( الامين العام لكتلة المصالحة)       ومنذ خلق الله البسيطة والاحزاب والهيئات والجبهات التي هي خارج العملية السياسية امنائها العامون ثابتون وألى ألأبد أو القبر حيث الوريث الشرعي جاهز.هل عادت نظرية الحق الألهي مجدد؟؟وهل بقى احترام للأنظمة الداخلية لتلك الاحزاب (الديمقراطية للغاية)؟؟وهل بقى امل في احزاب يختزلها شخص او عائلة ،ولا تتمكن من انتاج الا شخص واحد يقودها الى الابد ولم تجر اية انتخابات داخلية؟؟ألا يقودنا ذلك الى توقع ان رؤساء الكتل والاحزاب استبداديون وأن أيمانهم بالديمقراطية خرافة وأن انتخاباتنا كلها مزيفة وغير ديمقراطية ؟؟وأخيرا ألا يجعلنا ذلك الى وعي ان قيادات الاحزاب والكتل واعضائها يطبقون سياسة القطيع والراعي؟؟ وأن ما جرى مؤخرا في مجلس النواب هو ثورة القطيع أو استمرار لسياسة القطيع بتوجيه من الامناء العامين أو الاثنان معا لأغراض لا علاقة للشعب والوطن بها …نتمنى ان تكون ثورة وما نيل المطالب بالتمني بل بالخروج من القطعان..