19 ديسمبر، 2024 12:53 ص

أين الحل ايها العراق مادام الشياطين يسكنون بيننا.. وأبليس يجدد نفسه دائما ؟

أين الحل ايها العراق مادام الشياطين يسكنون بيننا.. وأبليس يجدد نفسه دائما ؟

لكل شعب الحق بان يفتخر بانجازاته … وما دمنا في خلاف عميق حول وقائع تاريخنا وانجازات الاجداد.. فلنا نحن الاحفاد ان نفتخر بانجاز فاق كل هذا وذاك …  تجربةالديمقراطية العزيزة التي يشد أزرها ويرعاها ألف شيطان وشيطان .
   المرحوم فولتير يقول وهو صادق لانه ديمقراطي اصيل وليس منتخب “قد اختلف معك ، الا اني على استعداد أن أدفع حياتي مقابل أن تعبر عن رأيك ” . وقد أخذنا نحن المهووسون بالديمقراطية بهذه العبارة العظيمة وقررنا أن نطبقها في كل أعمالنا .ولكن  للاسف بطريقة اخرى لخطأ غير مقصود بالترجمة حيث اصبحت العبارة ” قد اختلف معك ، لكني على استعداد لان انهي حياتك مقابل ان لا تعبر عن رأيك ” .
  قد يقال ” الاختلاف لا يفسد للود قضية ” وهذا صحيح لو عرفنا كيف نختلف . فعندما تكون هناك حرية وعقول متفتحة سنعرف معتى الاختلاف والرأي الاخر وفضائله لانه يسد نقص رأي المختلفين .  وهناك مثل روسي يقول “أن يوجد رأس عبقري هو أمر جيد ، لكن وجود رأسين يكون أفضل ” . ونحن نصر مع  سبق الاصرار والترصد أن رأس واحد مهما بلغت غباوته وبلادته هو الافضل دائما ، ربما لأننا أناس موحدون تعلمنا بتربيتنا ان لا ندين الا لواحد أحد ويبقى هذا الواحد جاثم على صدورنا الى أن يقبضه عزرائيل او دبابة الناتو .
  اذا كنا لا نعرف الاختلاف…فأ ننا ننكر ناموس الطبيعة حيث خلق الله البشر والحجر والشجر والثمر بالوان واشكال وطعوم ورواءح متباينة ، فهل نرفض حكمة الاله  .. ونحن من نرفع الرايات الدينية ونحج الى مراقد الائمة والاولياء 100 مرة في السنة  تقربا من رب العالمين ؟ أم نعترف بأن الاختلاف هو سمة الطبيعة وهو القاعدة … وبما أن حكمة الله موجودة في كل شيء … وجب علينا الاعتراف ان الخلاف مسألة طبيعية ، علاوة على كونها مسألة صحية من أجل بناء المجتمع ونهضته …. فعيوبك لن تراها ، لكن الاخرين يمكنهم أن يدلوك اليها ( مثل صيني ) وبدلا من ان ترمي الاخرين بالحجارة عليك أن تشكرهم.. لانهم اعطوك فرصة لتصصح خطأك
   مشكلتنا تتجذر في تربيتنا…في تكريس الرأي الواحد داخل العائلة وفي المدرسة والعشيرة ووو  صعودا الى مستوى الحكومة والدولة . ومهما أخذنا بذيل الديمقراطية سيبقى فينا وفي داخل الحاكم رواسب الديكتاتورية المتمترسة خلف العادات والمناهج والتربية … وباختصار موجودة… في جيناتنا الوراثية . وهنا تكمن علتنا:
– نحن شعب لم نعتد على الاختلاف … من يعارضنا يكون خصمنا .والحاكم مهما لبس من ثياب الديمقراطية لا يستسيغ خروج مظاهرات معارضة له … فهي بالنتيجة – اي المظاهرات – معادية ومسيرة من الخارج ، والرد عليها لا باجراء اصلاحات وانما بتسيير مظاهرات مقابلة تهتف للقائد الاوحد… طبعا بعد دفع المعلوم لموجههيها.
– رأينا موجود ، لكن مرفوض وجود الرأي الاخر … ذلك أن رأينا هو الاعلى فهو مقدس منزل من السماء ، والرأي الاخر هو رأي الشيطان الذي يوسوس في صدور المخالفين من كفار وارهابيين وقاعدة وبعثيين وصداميين .. الى اخره من مصطلحات دخلت او حشرت في قاموس المصطلحات السياسية الذي يؤمل تعميمه عالميا لكي يستفيد كل ديكتاتور منه لقمع معارضيه .
– أن يقال ان الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية .. هو أمر مرفوض جملة وتفصيلا …ذلك أن النقاش والجدل وتبادل الاراء أمر عقيم ومثير للسأم ومضيعة للوقت الثمين ، لذا وجب استبدال ذلك  كله بوسيلة اكثر حسما وتوفيرا للوقت والجهد …. الكاتم والساطور …. وبالاتجاه الذي يريده الجلاد … أو الحاكم .. أذ لم يعد هناك فرق بين الاثنين على شرط أن نردد صيحة ” الله أكبر” أثناء القتل أو الذبح لكي نشرك الله في جرائمنا أو نجعله شاهدا على … الذبح الحلال … لا فرق .
– أن اختلفت مع صديقك فأنت عدو ، وأن اختلفت مع جارك ، فأنت رافضي أو ناصب ، وان اختلفت مع مديرك فأنت حاقد أو حاسد . وان اختلفت مع عشيرتك فأنت زنديق مارق ، وان اختلفت في دينك فأنت ملحد كافر . وأن اختلفت مع حكومتك فأنت أما عميل مأجور أو ارهابي أو صدامي او…………… الخ ووجب تطبيق مادة 4 ارهاب بحقك ولو كنت صادق . وأن خرجت بمظاهرة ورفعت رايات الحسين أو صور المراجع فأنت صفوي وخنزير ، وان رفعت اعلام النظام السابق فأنت فقاعة ونتن .
– البعض ممن أخذته الشيمة الوطنية صادقا كان أم متنطعا ، دعى الى أجراء انتخابات برلمانية مبكرة كحل سحري لمعاناتنا ، وبذلك يكون كما موسى قد القى بعصاه السحرية ليرينا العجبا . .. أقول .. ان الناس التي تذهب لصناديق الاقتراع هم اصل مصيبتنا التي تنتج ديمقراطيتنا العجيبة …. اغلبية المقترعين اميون لا يفقهون شيئا في السياسة والبعض الاخر من السذج  ….وهؤلاء يجري تجيير أصواتهم بلعب وحيل اتقنها محدثوا النعمة من معممين ومتحزبين ومسيسين ومنفعيين ووصوليين باتجاه الاستقطاب الطائفي والحزبي الضيق الذي اصبح طوق النجاة يلجأ اليه كل مغامر وفاشل . وقسم اخر يذهب للاقتراع وفق طائفته وقوميته ايا كان جنس المقترع ولونه مادام  من نفس النسيج . اما ما تبقى من مثقفين وعلمانيين واناس صالحين فلا يشكلون اكثر من نسبة 5% ليس بيدها تغيير اي شيء كان قد قدرا . ثم من هم المرشحون للانتخاب ؟ انها ذات الفئة التي سيطرت على مقاليد البلد واصبح في يدها السلطة والمال ( الحرام بالطبع) فاصبحت قادرة على استنساخ نفسها في كل انتخابات … بمعنى أننا لا ننتج في أية انتخابات مقبلة ياعراقيين  سوى استنساخ أبليس ( أو أباليس ) من جديد .
   أذن .. ماهو الحل؟
  للاسف لا حل في الافق وكما يقول اديبنا  الكبير المرحوم محمد الماغوط : ” عجيب أن الله لم يضجر منا حتى ألأن… ربما أننا لم نعد موجودين في دفاتره ” ….ولكي نعود الى دفاتره ، ينصحنا بالانتحار ….وحتى هذا لا يفيد لاننا نمارس هذا الانتحار كل يوم وبشغف شديد … فتأمل .
   بعد سيادة نظام الطوائف في عراقنا اصبحنا كلنا من أهل الذمة .. لا فرق بين مذهب وأخر ،  ندفع الجزية من دمنا وحاضرنا ومستقبلنا ….فالزمن يذهب هباء ويدفع بنا الى قرون غابرة …. ولنتغنى بديمقراطية الدم التي ابتدعناها مادام الشيطان يحرسها ويرعاها وابليس يتجدد دوما ويرسم خطاها .