22 ديسمبر، 2024 8:52 م

أين الحقيقة في قصف مصيف برخ؟

أين الحقيقة في قصف مصيف برخ؟

ما جرى قبل أكثر من أسبوع من قصف لمصيف برخ في مدينة دهوك والذي راح ضحيته 32 شخص من المصطافين بين شهيد وجريح كلهم من العراقيين ، هو في الحقيقة أمر متوقع ! ولو أنه لم يحدث سابقا ، ولربما ستكون هناك حوادث مماثلة ما دام العراق ضعيفا ، وما دمنا نعيش فوضى سياسية ، وتقودنا حكومات مسلوبة الأرادة الوطنية منذ الأحتلال الأمريكي والبريطاني الغاشم للعراق في 2003 ولحد الآن0 أن الشيء المؤلم في الأمر ان القصف جاء عن قصد وتدبير مسبق ولغايات من قبل من قاموا بذلك وليس وقع سهوا!0 ولكن لا أدري لماذا سارع العراق هذه المرة بالشكوى على تركيا لدى مجلس الأمن بأعتبار أن أصابع الأتهام تشير أليها دون غيرها!؟ رغم تداخل وتشابك وتواجد أكثر من طرف في تلك المنطقة تحديدا بينهم خلافات كثيرة ولا يوجد أي توافق بينهم! ، حيث يوجد أكثر من تنظيم مسلح هناك مثل (( تنظيم pkk / الجناح العسكري لحزب العمال التركي وypg وpyd / وحدة حماية الشعب الكردي وهي تنظيمات مسلحة كردية سورية غير معترف بها من قبل الحكومة السورية ، أضافة الى وجود قوات البيشمركة للأقليم ، وقوات من الحشد الشعبي العراقي)) ، ثم أين كانت الحكومات العراقية من تركيا وتجاوزاتها وأختراقها الحدود العراقية على مدى 20 سنة التي مضت ولماذا لم تقدم أية شكوى لدى مجلس الأمن؟ ، حيث يشير المراقبين السياسيين والمتابعين للشأن العراقي بأن تركيا تجاوزت واخترقت الحدود العراقية أكثر من 300 مرة! ، وأذا أردنا أن نغض النظر على التجاوزات التركية ! ونبرر ذلك بوجود أتفاقيات سابقة مع تركيا بهذا الشأن أبان فترة النظام السابق! ، فهل يعقل أن الحكومة العراقية لا تعرف بأن لتركيا 17 قاعدة عسكرية! في شمال العراق وفي الشريط الحدودي بين العراق وتركيا وفي المثلث التركي السوري العراقي ، وحتى داخل الأراضي العراقية؟ ، وهل يعقل أن الحكومة العراقية لا تعرف بالزيارات التي يقوم بها وزير الدفاع التركي والقادة العسكريين الأتراك لتفقد تلك القواعد بين فترة وأخرى؟ 0 أن غالبية العراقيين مثقفيهم كانوا والأميين منهم يعرفون ويعلمون بيقين بأن لتركيا أطماع بالعراق حالها كحال بقية الدول المجاورة والمحيطة له ، بل أطماعها أكثر وأكبر!، فالسلطان العثماني أردوغان عًبر وفي أكثر من موقف ومناسبة عن أحلامه العريضة بأعادة امجاد الأمبراطورية العثمانية وأجداده السلاطين! ، ووصلت بهم الوقاحة بالمطالبة بالموصل وكركوك كولايتين تابعتين لتركيا! وأعلان ذلك جهارا نهارا وأمام العالم أجمع ، وهذا ماجاء على لسان وزير خارجية تركيا! ، وأكدوا بأن موضوع أسترجاع الموصل وكركوك هو موضوع وقت لاأكثر! ، فقط ينتظرون أنتهاء شروط معاهدة لوزان في 24/ تموز من عام 2023، بعد أنقضاء مدة 100عام على أقرارها في سنة 1923! 0 وعلى الرغم من التواجد التركي الواضح في شمال العراق وعلى الرغم من كل تجاوزاته وتشابك الظروف والأقتتال بين الفصائل المسلحة المتواجدة في المنطقة والتي أشرنا أليها آنفا وعلى الرغم من مذكرة الشكوى التي رفعها العراق ضد تركيا ، ألا ان تركيا نفت نفيا قاطعا قيامها بقصف مصيف برخ ! ، حيث ظهر الرئيس التركي أردوغان في مؤتمر صحفي يوضح ذلك للعالم أجمع قائلا ، بأنه ليس من مصلحة تركيا القيام بهذا العمل!؟ ، ويبريء ساحة تركيا من دم الشهداء والجرحى الذين أصيبوا بالقصف ، وملقيا بالتهمة على الفصائل المسلحة الأرهابية على حد قوله pkk) ، ypg ، pyd )، ولمن له مصلحة في ذلك!؟ 0 الملفت في الموضوع هو أن ((البيان الصحفي لمجلس الأمن الدولي بخصوص قصف مصيف برخ والصادر يوم 25/ تموز/ 2022 ، لم يأت على ذكر تركيا لا من قريب ولا من بعيد !! ، فقط يندد بالقصف الذي وقع يوم 20/ تموز، كما وأعرب أعضاء مجلس الأمن عن خالص تعازيهم ومواساتهم لذوي الضحايا ولحكومة العراق وأقليم كردستان ، متمنين الشفاء العاجل والكامل للمصابين ، وأكد أعضاء مجلس الأمن عن دعمهم للسلطات العراقية في التحقيقات التي تجريها بشأن الموضوع)) ! 0 لا تعليق لدينا ، لا على مذكرة الشكوى التي قدمها العراق لمجلس الأمن ضد تركيا ، ولا على البيان الصحفي لمجلس الأمن الذي لم يأت على ذكر تركيا في الأمر؟ ، ولكن لا بد من التوضيح (( بأن مجلس الأمن لا يعتمد فقط على مذكرة الحكومة العراقية ليدين بها تركيا ! ، كما لا يعتمد على تصريح الرئيس التركي أردوغان في مؤتمره الصحفي الذي برأ به ساحة تركيا من القصف! ، فمجلس الأمن يعتمد في مثل هذه الحالة على لجنة خبراء فنية محايدة لا عراقية ولا تركية ، تقدم تقريرها بذلك بعد أن تحدد من قام بالقصف ، وبعد ذلك يقوم مجلس الأمن بأصدار بيان يدين به الجهة التي قامت بالقصف، ولأن كل ذلك لم يحدث ، لذا جاء بيان مجلس الأمن فقط بالتنديد بالحادث دون الأشارة الى أي طرف!؟؟)) 0 نقول ليس غريبا أن ضاعت الحقيقة في الأمر حالها حال الكثير من الأحداث المريرة التي وقعت وجرت على العراق والعراقيين وضاعت حقيقتها! 0 ولكن الحقيقة المؤلمة التي علينا أن نعرفها هو أن العالم لا يحترم الضعيف ، وأن العصر عصر القوة ، ولا مكان للضعيف فيه ! 0 لذا يأتي حادث مصيف برخ كنتاج طبيعي لصورة العراق بعد الأحتلال الأمريكي البريطاني الخبيث له ، العراق الضعيف الممزق المهزوم والمأزوم داخليا والمخترق خارجيا والمتجاوز على سيادته من كل الدول المجاورة والمحيطة به برا وبحرا وجوا! ، وأن الأحتلال الأمريكي البريطاني الغاشم للعراق هو من جعل العراق بهذه الصورة من الضعف والتمزق ، وساحة للتصفيات الدولية والأقليمية ومنطقة صراع للنفوذ بين هذه الدولة وتلك 0 والحقيقة الأكثر مرارة أن كل الدول المجاورة والمحيطة بالعراق لديها أطماعها بالعراق ، أن كانت تركيا أو غيرها ، وهي لا تنظر للعراق بعين الرحمة والأنسانية ، بقدر ما تنظر لمصالحها وهذا هو منطق السياسة في العالم 0 ولك الله يا عراق0