23 ديسمبر، 2024 3:28 م

أين التعجيل من التأجيل ؟!

أين التعجيل من التأجيل ؟!

-1-
في جلسة مجلس الوزراء المنعقدة بتاريخ 25/11/2014 تمّ التصويت على النظام الداخلي لمجلس الوزراء .

والسؤال الآن :

كيف أنجز الدكتور حيدر العبادي هذا النظام الداخلي خلال ثلاثة أشهر ، بينما لم يستطع سلفه انجازه خلال ثمان سنوات ؟

والجواب :

ان الدكتور حيدر العبادي – رئيس مجلس الوزراء – حريصٌ على توزيع المهام والصلاحيات في مجلس الوزراء ، بالشكل الذي يضمن الشراكة الحقيقية للوزراء في صنع القرارات ،وهذه هي احدى السمات المهمة التي تميّزت بها حكومتُه .

-2-

والمتتبع لما قام به الدكتور العبادي – خلال توليه رئاسة مجلس الوزراء حتى الآن – يشعر بانّ الرجل ماضٍ في تنفيذ منهاجه ، وفقاً لما تم التوافق عليه، ومن دون إبطاء أو إخلال … وهذا ما يعزّز الثقة به …

-3-

وجاءت اختياراتُه موفقة للغاية :

فقد اختار الدكتور السيد مهدي العلاّق مديراً لمكتبه وبدرجة وزير – وهو رجلٌ في منتهى القدرة واللياقة للنجاح في هذه المهمة ، ذلك ان

الاختيار انطلق من حسابات موضوعية بعيدة عن الحزبية والعوامل السلبية الأخرى …

والدكتور العلاّق يُضيف الى اكاديميته وخبرته نمطا رفيعا في التعامل مع الأشخاص والاشياء .

-4-

وقد كان موفقا للغاية حين ألغى مكتب القائد العام للقوات المسلحة العراقية واكتفى بمكتبه في رئاسة مجلس الوزراء .

ذلك المكتب الذي استنزف من ثروتنا الوطنية الكثير، دون أنْ يُقدّم شيئاً مهماً …

ولا نريد الدخول في تفصيل ما أثير عن المكتب الملغي …

-5-

وإنّ الاجراءات التي اتخذها لضمان النهوض بالمؤسسة العسكرية كانت هي الاخرى مثار تقدير وثناء .

واذا كانت رحلة ” الألف ميل ” تبدأ بخطوة، فقد بدأت خطوة الاصلاح بالفعل …

ونأمل ان تتواصل الخطوات حتى الوصول الى المستوى المأمول .

-6-

والمهم في هذا السياق :

سرعة اسناد الحقيبتين الوزاريتيْن الأمنيتيْن (الداخلية والدفاع) الى وزيرين يواصلان سعيهما الحثيث من أجل اخراج العراق من عنق الزجاجة ،

وها هي الانتصارات تتوالى وتتلاحق لتطهير تراب الوطن من دنس الأوغاد الداعشيين .

-7-

واذا كان الدكتور العبادي قد بدأ عمليات التغيير في وزارة الداخلية فذلك ما كان ينتظره المخلصون الوطنيون جميعاً .

فالى جانب “الفضائيين” الذين لا نستطيع احصاءهم ، تمّ بيع وشراء أخطر المناصب والمواقع في تلك الوزارة .

واذا كان هناك من يدّعي (المهنية) – ممن اوكلت اليهم المهام الخطيرة في تلك الوزارة – فان الزعم المذكور لايسنده دليل على الاطلاق .

ان (المهنية) في الداخلية تعني التمرس في ادارة شؤون البلاد الامنية ، واين هذا ممن لايملك الاّ شيئاً محدوداً من الثقافة الصحيّة ؟!

ونحن نترقب – وعلى أحرّ من الجمر – القرارات التالية لاصلاح الاوضاع في هذه الوزارة .

-8-

واذا استساغ البعض لأنفسهم التفرغ للطعن والتشكيك بالحكومة الجديدة،- رغم خطورة المرحلة ، ووجوب التوجه جميعاً لخندق المواجهة مع أعداء العراق – فاننا نعلن اسنادنا وتأييدنا لكل القرارات الحكومية المتخذة لاصلاح ما خلفته السنوات الثمان العجاف الماضية من أخطاء وخطايا …

فالوطن أغلى من كل اولئك الذين انغمسوا الى الاذقان بالاخطاء والمفارقات الرهيبة ، ولا مجاملة لأحد في هذا السياق على حساب المصالح العليا للبلاد والعباد .

*[email protected]