-1-
في جلسة مجلس الوزراء المنعقدة بتاريخ 25/11/2014 تمّ التصويت على النظام الداخلي لمجلس الوزراء .
والسؤال الآن :
كيف أنجز الدكتور حيدر العبادي هذا النظام الداخلي خلال ثلاثة أشهر ، بينما لم يستطع سلفه انجازه خلال ثمان سنوات ؟
والجواب :
ان الدكتور حيدر العبادي – رئيس مجلس الوزراء – حريصٌ على توزيع المهام والصلاحيات في مجلس الوزراء ، بالشكل الذي يضمن الشراكة الحقيقية للوزراء في صنع القرارات ،وهذه هي احدى السمات المهمة التي تميّزت بها حكومتُه .
-2-
والمتتبع لما قام به الدكتور العبادي – خلال توليه رئاسة مجلس الوزراء حتى الآن – يشعر بانّ الرجل ماضٍ في تنفيذ منهاجه ، وفقاً لما تم التوافق عليه، ومن دون إبطاء أو إخلال … وهذا ما يعزّز الثقة به …
-3-
وجاءت اختياراتُه موفقة للغاية :
فقد اختار الدكتور السيد مهدي العلاّق مديراً لمكتبه وبدرجة وزير – وهو رجلٌ في منتهى القدرة واللياقة للنجاح في هذه المهمة ، ذلك ان
الاختيار انطلق من حسابات موضوعية بعيدة عن الحزبية والعوامل السلبية الأخرى …
والدكتور العلاّق يُضيف الى اكاديميته وخبرته نمطا رفيعا في التعامل مع الأشخاص والاشياء .
-4-
وقد كان موفقا للغاية حين ألغى مكتب القائد العام للقوات المسلحة العراقية واكتفى بمكتبه في رئاسة مجلس الوزراء .
ذلك المكتب الذي استنزف من ثروتنا الوطنية الكثير، دون أنْ يُقدّم شيئاً مهماً …
ولا نريد الدخول في تفصيل ما أثير عن المكتب الملغي …
-5-
وإنّ الاجراءات التي اتخذها لضمان النهوض بالمؤسسة العسكرية كانت هي الاخرى مثار تقدير وثناء .
واذا كانت رحلة ” الألف ميل ” تبدأ بخطوة، فقد بدأت خطوة الاصلاح بالفعل …
ونأمل ان تتواصل الخطوات حتى الوصول الى المستوى المأمول .
-6-
والمهم في هذا السياق :
سرعة اسناد الحقيبتين الوزاريتيْن الأمنيتيْن (الداخلية والدفاع) الى وزيرين يواصلان سعيهما الحثيث من أجل اخراج العراق من عنق الزجاجة ،
وها هي الانتصارات تتوالى وتتلاحق لتطهير تراب الوطن من دنس الأوغاد الداعشيين .
-7-
واذا كان الدكتور العبادي قد بدأ عمليات التغيير في وزارة الداخلية فذلك ما كان ينتظره المخلصون الوطنيون جميعاً .
فالى جانب “الفضائيين” الذين لا نستطيع احصاءهم ، تمّ بيع وشراء أخطر المناصب والمواقع في تلك الوزارة .
واذا كان هناك من يدّعي (المهنية) – ممن اوكلت اليهم المهام الخطيرة في تلك الوزارة – فان الزعم المذكور لايسنده دليل على الاطلاق .
ان (المهنية) في الداخلية تعني التمرس في ادارة شؤون البلاد الامنية ، واين هذا ممن لايملك الاّ شيئاً محدوداً من الثقافة الصحيّة ؟!
ونحن نترقب – وعلى أحرّ من الجمر – القرارات التالية لاصلاح الاوضاع في هذه الوزارة .
-8-
واذا استساغ البعض لأنفسهم التفرغ للطعن والتشكيك بالحكومة الجديدة،- رغم خطورة المرحلة ، ووجوب التوجه جميعاً لخندق المواجهة مع أعداء العراق – فاننا نعلن اسنادنا وتأييدنا لكل القرارات الحكومية المتخذة لاصلاح ما خلفته السنوات الثمان العجاف الماضية من أخطاء وخطايا …
فالوطن أغلى من كل اولئك الذين انغمسوا الى الاذقان بالاخطاء والمفارقات الرهيبة ، ولا مجاملة لأحد في هذا السياق على حساب المصالح العليا للبلاد والعباد .