كثيرة هي مشاريع الإصلاح التي طرحت داخل أروقةالسياسيين العراقيين و خرجت من مهدها إلى الإعلام فتلفقها كالبرق الخاطف ليصم بها أسماعنا، و كذلك كثيرة هي المؤتمرات و الندوات السياسية و المهرجانات التي تنادي بالإصلاحفيا ترى مَنْ الأولى بالإصلاح هل هم الشعب العراقي أم هي القيادات السياسية نفسها؟ فإذا كانت تلك القيادات تسعى لإصلاح أوضاع البلد فمَنْ سرق أمواله و أثقل كاهلهبالديون المالية لمختلف المصارف و البنوك العالمية هل هم الشعب ام انتم يا حكام السرقات؟ و إذا كانت تلك القيادات ايضاً تريد الإصلاح فمَنْ جعل الفساد يستشري في مفاصلالدولة فمهد الطريق لوصول الفاسدين و السراق إلى مناصب اداراية و سيادية كبيرة فيالدولة ؟ و إذا كانت هذه القيادات تنشد الإصلاح فمَنْ أوقف عجلة التقدم و ساهمبشكل كبير في انهيار البنى التحتية في البلاد بغياب مشاريعها و خططهاالاستيراتيجية التي تساهم في دفع عجلة التقدم إلى الأمام هل هم الشعب ام انتم يا حكومات الفساد و الإفساد؟ و اليوم تنادون بالإصلاح فأي إصلاح هذا الذي تريدونه ؟ ألم تقروا القران الكريموهو يقول : ( فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) فهذه دلالة واضحةتدعوا إلى قيام الإنسان بثورة إصلاحية في نفسه اولاً قبل أن يدعو إلى الإصلاح وينشده بين أبناء المجتمع الواحد ، فالعراق وعلى مدار أكثر من ثلاثة عشر سنة وهويسمع بمسودات و مشاريع تريد الإصلاح فيه لكن عندما نأتي إلى ارض الواقع نجد أن كلمَنْ يريد الإصلاح نراه الفاسد الأول و كذلك قائداً أو زعيماً لكتلة سياسية فاسدة أركانهافاسدون يسرقون قوة الفقراء في الخفاء و هم فراشات رحمة في العلن فهذا هو النفاقالسياسي بعينه ويدعون أنهم أهل صلاح و إصلاح فعبثاً نصفق لهم يا عراقيون ، فكلمشاريعهم فاسدة خاوية لا خير فيها يرتجى وهي في الحقيقة أنما تكريس مستمر لفسادهمو فشلهم السياسي و تبرير لبقائهم في كرسي الحكم فيا أبناء بلدي الجريح كفانا ضحكاًعلى عقولنا ، كفانا نلدغ مراراً من جحر واحد مرات و مرات .فلنشق حجب الصمت والخنوع بتظاهراتنا السلمية و لنعيد كرامتنا التي سلبت و حقوقنا التي انتهكت وعوائلنا التي هجرت و أموالنا التي سرقت فنحن أحفاد ثورة العشرين ، أحفاد مَنْ لايسكت على الحيف و الضيم مهما امتلك الفاسدون من ترسانة عسكرية و مليشيات إجراميةفلا تستطيع أن تقف أمام الغضب الشعبي في تظاهراته السلمية .