25 مايو، 2024 2:54 ص
Search
Close this search box.

أين الإبتسامة في العراق ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

في بلد كانت المحبة و الأخاء و روح التفؤل و الشهامة ترسم البسمة على شفاه أبنائه حيث الحياة ببساطتها و الناس في تئآلفهم و لا يبغض أحدهم الآخر و لا يعتري مشاعر الشعب أي صورة من صور الرهبة أو الخوف.. هكذا كان أهل العراق قبل عقود مضت يعيشون، لا يعرفون للمفخخات معنى و لا للصبات الكونكريتية شكل و لا يحملون على أجسادهم آثار الحروب، لم يعرفوا الخطف و المساومة على فدية و لم يعيشوا حالة الذعر لو طلبت هوياتهم.. لم يدخولوا بيوتهم لآسابيع لا بل لأشهر منذ السادسة مساءاً دون خروج خوفاً من الشارع و أحداثه.. كان الحياة بسيطة و المواطن يمشي بطوله في الشارع. أما اليوم فالبسمة غابت عننا و الجراح تنزف بلا ضماد و أي جراح؟ جراحٌ لمواضيع لم نكن نسمع بها و مفرادات لم تعرف لبيوتنا الأصيل مدخل.. أين نمضي نحن و كل ما أغلقنا أبواب بيوتنا خارجين للعمل نتشهد.. فلا نعرف هل للمجاميع المسلحة مأرب فينا؟ أم هل لعبوة لاسقة نصيب فينا؟ أم هل لهاون أو عيار ناري طائش طريق إلينا؟ أم هل كتب لنا الرجوع إلى بيوتنا من نصيب؟ رحلت أيام الصبا التي عرفنا فيها الأخوة و المحبة و السلام على أصولها آخذةً معها كل المعاني النبيلة للجيرة و الصداقة.. متحولةً إلى عادات ما أنزل الله بها من سلطان.. ففي أي زمان لا يعرف الجار إسم جاره.. لا بل في أي زمان كان الرجل تنخاه فلا تنتخي شهامته.. هل كل هذا بفعل فاعل؟ أم إن عاداتنا و تقاليدنا تبدلت او تبددت؟ أم إن للأربعاء الدامي وقع على قلوبنا جعلنا نختط في طريق غير المألوف؟ أم كان الأحد الدامي هو ما حرٌف قيمنا العربية الأصيلة؟ أم أعتقاداتنا الدينية هي السبب؟ هل أرامل اليوم يعاملون كما يعاملون قبل خمسة عقود مضت؟ فالشعب نفس الشعب و الأعراق نفسها لم يأتي عرق دخيل بينها.. هل الأيتام اليوم هم نفسهم قبل خمسة عقود؟ فوصية الرسول الكريم (صلى الله عليه و آله و سلم) لا تزل مذ أربعة عشر عقد و يزيدون.. لمذا تكافلنا الإجتماعي أخذ منحىً ثانٍ.. و أبتعدنا عن إدراك أرملة او كفالة يتيم.. و إغاثة ملهوف أصبح بين ليلة و ضحاها ضحية حادث أرهابي إستلب منه عنوة أحد أعضائه.. أين موقفنا من الدماء التي تسيل على الأرض؟ أين إقتصصاصنا من الجانيٍ و المجني عليه في غمرة الحزن يقنع نفسه بعبارة الشارع العراقي (مَ تصير جارة).. فلا الخريج يجد وظيفة.. و لا الكفؤ يحصل على فرصة عمل تتلائم مع كفاءته.. إلى متى يبقى هذا حالك يا عراق .. فقد أخذ مننا الصبر مآخذه و لازلنا نأمل رحمة الله عز وجل حيث يقول (لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ). لله درك يا عراق.. لله درك يا عراق.. لله درك ياعراق..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب