يسألني كثير من الواعين عن سبب احجام السيستاني عن اصدار فتوى ضد المفسدين أو فتوى تمنع انتخابهم بالتحديد أو فتوى اعتصام أو أي فعل أو قول هو بمثابة حجر عثرة في طريق العملية السياسية وساستها حثالات البشرية ، وبالتأكيد أن السائل للوهلة الأولى يوقعني في حرج شديد لأني أعجر عن ماذا أعبر له عن المصيبة التي حلت بالعراق بسبب المرجعية وما رشح عنها منضيم وتسليط الفاسدين على رؤوسنا وفي كل مرة تنأى بنفسها وتتنصل عن مهامها.ولكن أسعف نفسي ، بفكرة قد اقتنعت بها أن لكل فترة سلطوية فاسدة لابد من جهة شرعية تدعم وتساند وتشرعن أفعال ونتائج أزلامها في العملية السياسية ، وما حدث بالعراق بعد 2003 م وصدور فتاوى التحشيد السياسي لإنتخاب قائمة الشمعة 169 ثم قائمة الائتلاف الوطني 555 ثم التصويت بنعم للدستور الذي هو سرطان ينخر في جسم العراق ودعم الكتل المستشيعة ووقف السيستاني بمسافة واحدة للدليل على رعاية المرجعية لهم بل هي الحصن الحصين ، وهذا الكلام كان في السابق والآن تغيرت المعطيات وفق المصالح الدولية الكبرى ولذا كانالسيستاني (أول الطافرين) وتخليه عن هؤلاء الساسة بحجة (بُح الصوت) لأنه يعلم أن الدور وصل إلى سحق هذه الرموز الفسادية والعملاء القذرين والأمور تسير بروية تامة وأولها ألعوبة التكنوقراط ، التي تزامنت بفضيحة مدوية لصهره حسين الشهرستاني الذي كان يحمل لواء ثقة المرجعية واضطلاع المالكي ورفقاءه حزب الدعوة .وما سكوت السيستاني آزاء ما يجري في البلد إلا هو (مسك العصا من المنتصف) فلا يريد أن يزعل هذه الجهة ولا يريد أن يزعل أميركا وبريطانيا ولا يريد أن يزعل إيران ومصالحها ، فما صدر منه سابقاً كان لصالح إيران ولما اقترب السوط الأميركي تنصل عنهم ، ومن هنا كان كلام المرجع العراقي السيد الصرخي واقعي في تشخيص سكوت واحجام السيستاني عن إصدار فتوى تحشيد ضد المفسدين بقوله (لا نتوقع أبداً صدور فتوى تحشيد لتغيير الفاسدين العملاء ، لأن هذا يضرمصالح إيران ومشاريع إيران فراجعوا كل ما صدرمن فتاوىومواقف المرجعية التي تُرجمت على أرض الواقع إلا وهو يصب في مصلحة إيران ومنافعها ومشروعها)إذن لماذا لا توجد فتوى تحشيد ضد المفسدين كما صدرت فتوى تحشيد لصالح المفسدين في السنوات السابقة وكل ما جرى كان يطبخ في أروقة المرجعية ؟وبالمقابل لماذا هذا السكوت المطبق من المرجعية والعراق سياسياً في حراك وها هي حكومة تكنوقراط وهذا يميل شمالاً وذاك يميل يميناً ؟ ونحن نعلم بكلمة منه تخرس الألسن جميعاً ؟؟ولذا من يطالب المرجعية بموقف حازم فنقول له (أيس يا عبيس) بل نزيد عليه (صوت المرجعية وي الفساد مسيس) فإذا كان حسين الشهرستاني استلم مبلغاًكبيراً ويعد أكبر رشوة فنحن نقول لهم كلا وألف كلا فإن السيستاني استلم الرشوة الكبرى 200 مليون دولار لضمان عدم إصدار فتوى ضد الأميركان وهذا ما تؤكده مذكرات الزعماء الأميركان والبريطانيين ؟ ولنقس على مقدار قيمة الرشوة من هو الأكثر فساداً ؟؟