قبل أيام وأثناء أداء زيارة أربعينية الإمام الحسين “ع”، برز إعلاميا خبر نفوق عدد هائل من الأسماك، حيث شهد نهر الفرات وبحيرات تربية الأسماك المطلة على النهر، كارثة إقتصادية ستؤثر حتماً على إنتاج الثروة السمكية في العراق عموماً؛ والأهم من ذلك علينا معرفة السبب الحقيقي الذي أدى إلى نفوق عشرات آلاف الأطنان من الثروة السمكية، حيث تعددت الأسباب والموت واحد!
مصائب قوم عند قوم فوائد ! أستغل بعض ضعاف النفوس من مؤججي الفتن، ومؤلفو السيناريوهات، حالة نفوق ملايين الأسماك في نهر الفرات، ليبتدعوا بدعة أساسها ومصدرها لاتبتعد كثيراً عن التهريج؛ ونعتقد أن الإشاعات التي روجها هؤلآء، ماهي إلا مرض خبيث يتناقل بسرعة والحقد أعمى بصيرتهم.
إن أتهام أحد أفراد الحشد بتسميم نهر الفرات بمساعدة بعض الزوار الإيرانيين، سيناريو ساذج له دوافع سياسية وأجندات خارجية، كما في الأفلام! فتوقيت مثل هكذا أزمة، بالتأكيد سيكون المستهدف الأول الحكومة الجديدة؛ والعملية السياسية برمتها، كون أن المرحلة المقبلة تتطلب تفاهمات عميقة ومدروسة للعبور الى بر الأمان؛ وأن أنتصار الحشد الشعبي ومؤازرته للجيش العراقي والقوات الأمنية بدحر داعش أثر كثيراً على المخططات الرامية لإسقاط العملية السياسية، كذلك وقوف الجمهورية الإسلامية في أيران ومسانتدتها للعراق، أحرج الكثير من الدول الطامعة والطامحة للنيل من العراق وأمنه وسيادته وإستنزاف ثروات.
يجب أن يعي جميع أبناء الشعب العراقي دون إستثناء؛ بأن العدو الحقيقي يعمل بالخفاء ويتربص لأنتهاز أبسط الفرص وأقصر الطرق، لزرع الفتنة مابين دولتين وشعبين أختلطت دمائهم؛ وتوحد مصيرهم، لذا نهيب بجميع المواطنين، الإلتفات الى العدو الحقيقي الذي يحاول تفرقة الشعوب المتحابة، لغايات مريضة.