كان الفنان المرحوم فتاح حمدان فنانا كبيرا واصيلا ولكنه لم ينل حظه من الشهرة سوى اغنيته ( كصة المودة ) التي بقيت عالقة في ذاكرة الناس وتم تصوريها تلفزيونيا بالاسود والابيض في سبيعينات القرن الماضي.
ولهذا ابتعد فتاح حمدان عن عالم الاذاعة والتلفزيون واهتم بتلحين الاوبريتات المدرسية والاناشيد حيث يعمل مشرفا فنيا في النشاط المدرسي في الناصرية ثم اصبح مديرا للقسم حتى وفاته.
أحمل لروح الفنان فتاح حمدان مودة كبيرة ، فلقد كان اول الذين امنوا بقدرتي الشعرية ولم ازل في الخامس الادبي ولحن لي لوحة غنائية عنوانها الحطابات ، ثم لحن لي اوبريت الاطفال ( عودة الطيور المهاجرة ) عام 1979 . والذي اخرجه الفنان احمد موسى ، وبعده لحن لي اوبريتا للاطفال اخرجه الفنان منير العبيدي المقيم اليوم في استراليا.
تخرجت وذهبت الى الجندية وتسرحت منها ، وتعينت معلما ، ولم ابق عاما في احدى مدارس الاهوار حتى نسبني المرحوم فتاح حمدان الى القسن الثقافي الذي كان يديره المبدع والموسوعي الكبير الاستاذ ماجد كاظم علي.
كانت السنة الاخيرة من حربنا مع ايران حيث اقام قسم النشاط المدرسي حفلا بمناسبة عيد الجيش برعاية المرحوم محسن حنيان الذي كان معاونا للمدير العام للتربية.
وقد تم تكليف المرحوم فتاح حمدان كتابة الكلمة والقاءها ، فطلب مني كتاباتها ، فكتبتها بجمل بلاغية ومحركة فأخبرني انها صعبة ( وما تلاج ). لكنه قرأها بشيء من الصعوبة والارتباك .
لكن الطامة الكبرى التي دفعت جميع في القاعة الى الضحك بخفوت وصمت لأن المرحوم فتاح اضاف في نهاية الكلمة عبارة من عنده ليس لها أساس ولا راس عندما قال :
وفي النهاية ايها الاخوان سيبقى شهدائنا في الجنة وشهدائهم في النار.