قد تحسب لعلاوي أن القنادر التي طالته في النجف الأشرف لم تستطع أن تغير من قتاعاته أو طروحاته الضعيفة في عمله السياسي في العراق ، وبقي ثابتا على مشروعه الذي يوسمه بالوطنية ، بالرغم أن أدواته وشخوصه الذين اعتمد عليهم بتسويق ذلك المشروع لم تكن علاقتهم بالوطنية أكثر من علاقة عاهرة بسمسار يداعيها بالمقسوم من حصته ليل نهار .. عكس بعض حلفائه ممن ينطبق عليهم ذلك الوصف ، الذين ترك فيهم زوجان أو ثلاثة أزواج من قنادر المعتصمين الموجهة الى جباههم السوداء أثرا كبيرا جعلهم يفقدون بقايا رجولة وشرف وغيرة مرسومة على أقنعة غريبة غطّوا فيها وجوههم الكالحة .. لكي يظهروا أخيرا حقيقة العهر السياسي الذي كانوا يضمروه لشركاء العقود والمناقصات والمناصب الحكومية الشخصية .
في حادثة ذات معنى .. قد تشير الى فشل علاوي المزمن في انتقاء حلفائه ، واصراره على نماذج ليس لها مباديء أو التزام اخلاقي أو حتى ثقة وأمان .. وقد رواها لي احدهم بعد أن سمعها من رجل قريب على علاوي منذ أيام النضال ( السري ) وهو يحلف بالله والملائكة على صدق ما سمعه .. يقول .. أنه كان للوفاق الوطني مكتب في اقليم كردستان أيام ما قبل السقوط ، وأن احد اعضاء المكتب واسمه محمد خورشيد وهو من أقرب المقربين من علاوي .. بحيث أعطاه منصب وكيل وزير الداخلية في وزارة فلاح النقيب ومن ثم وكيل وزير البيئة في حكومة المالكي .. والمقربين من علاوي يعلمون الأساءة البليغة والسمعة السيئة التي جلبها هذا الخورشيد هو والمناضل الآخر راسم العوادي وهم من حملة شهادة ( يقرأ ويكتب ) الى علاوي وسوء علاقاته مع كل شركائه السياسيين بسبب اولائك الشخصين .
المهم كان هذا الشاب ينام في أحد غرف مكتب الوفاق في الأقليم مع شخص آخر أكبر منه سنا اسمه كاكه حما .. وبتوالي الليل يبدأ صوت النهيد والونين والـ (……….) ، وبعد استفحال الموضوع قام الشخص ( الراوي ) بالأتصال شخصيا بنوري البدران في لندن وهو زوج أخت علاوي وأول وزير داخلية استقال من حكومته .. وذكر له الحالة المخزية المقرفة لتصرفات خورشيد في المكتب … أجابه البدران وبالنص .. حبيبي .. علاوي يحب ويعتز بالـ ( المنـ…..ويج) وتلك قناعاته الراسخة .
من تلك الحادثة نستطيع وبسهولة أن نتيقن ان تصرّف ( البطل ) حيدر الملا الآخير وصاحبه صالح المطلك لم يكن مفاجئا لعلاوي وفق سياقات اختيار الحلفاء الذي تكلمنا عنه لأنهم بالتأكيد لا يقلون سقوطا اخلاقيا عن محمد خورشيد .. لكنه ربما كان مفاجئا للكثير منا ، ممن لا يعلمون خفايا ومصائب ما جلبه لنا المحتل البغيض .
ربما فوز أبا اسراء الدائم بكل جولات التناحر السياسي مع اولائك القشامر .. بالرغم من مشروعهم ( الوطني ) الذي سوقوه على خلق الله .. يظهر بما لا يقبل الشك أن رئيس الوزراء يعرف كل صغيرة وكبيرة عن أصل وفصل وتاريخ هذه الشلة البائسة ويتصرف معها من موقع القوة بما يجعلها تركع على جزمته ساعة ما يشاء … المؤسف والمؤلم للموضوع ان تلك الشكولات وبغفلة من الزمان أصبحت تمثل ومع الأسف مكون كبير كريم أساسي من مكونات شعبنا الصابر المبتلى .. فهل من متعض ؟