23 ديسمبر، 2024 5:59 م

أياد علاوي : ” دكَم سترتك زين ” !

أياد علاوي : ” دكَم سترتك زين ” !

سيدي الدكتور الجراح، المتخرج من جامعة بغداد، والحاصل على الدكتوراه في الطب من جامعات لندن عام 1979، وسليل أسرة علاوي السياسية والتجارية العريقة، والمنحدرة من قبيلة ربيعة في محافظة واسط، والمنتمي لحزب البعث العربي الاشتراكي عام 1958، والمبتعد عنه وعن العراق عام 1971، والمستقيل منه رسميا عام 1975، والمؤسس لتنظيم سري مكون من ( د.تحسين معله، وهاني الفكيكي، واللواء الركن حسن النقيب، والعقيد سليم شاكر والمقدم الطبيب صلاح شبيب )عام 1974، والذي أعلن لاحقا باسم ( حركة الوفاق الوطني العراقي) عام 1990 في بيروت، والمتعرض لمحاولة اغتيال (عنيفة ) في شباط 1978، والمشارك في كل مؤتمرات المعارضة العراقية، وعضو مجلس الحكم ورئيسه لشهر واحد، وأول رئيس وزراء للعراق (28 /6/2004 – 6 /4/2005)، والفائز بانتخابات 7/3/2010 بواحد وتسعين مقعدا، والمتفق ( أربيليا) على حكومة شراكة وطنية، مع دولة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي، وبرعاية الزعيم الكردي السيد مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان : أريد أن أقول لك وبوضوح تام : ” دكَم سترتك زين ” هذه المرة ، وأضبط عقدة ربطة عنقك جيدا، وأستعد لمفاوضات جديدة بينك وبين السيد المالكي، لحل تداعيات المعركة التلفزيونية، والدعوى القضائية ضد نائب رئيس الجمهورية السيد طارق الهاشمي، الذي تعجز الحكومة المركزية عن إرسال قوة من بغداد لإلقاء القبض عليه في إقليم كوردستان ، أو إرسال مذكرة القبض على الأقل لينفذها قائد شرطة السليمانية !
ستحل بالطبع في هذه المفاوضات، بعض القضايا العالقة بينكم ( كعراقية ) وبين كتلة دولة القانون، بعد لقاء سيشبه – حتما – لقاء أربيل ، وسيتم تبادل الابتسامات الدبلوماسية المعتادة، في المؤتمر الصحفي الذي سيلي الاتفاق المفترض، الذي سيرجع الوضع كما كان عليه، قبل بث اعترافات حمايات السيد الهاشمي تلفزيونيا، وقبل تصريح السيد صالح المطلك لقناة CNN. وقبلها ستتوقف الحملات الإعلامية، وسيصبح الجميع وطنيين، ويضعون العراق نصب أعينهم ، و” أخوان سنه وشيعه وهذا الوطن منبيعه ” !
بعد أيام من بدأ وضع اتفاقيتكم المفترضة حيز التنفيذ، ستتهمون كتلة دولة القانون بخرقها، وبالمماطلة والتسويف في تنفيذ بنودها كاملة، وستهددون بنشر بنود الاتفاقية إذا لم يتم الالتزام بها !
وستخرج علينا سيادتك لتقول لنا عبر شاشات الفضائيات، وأنت تحرك يدك اليسرى : ” والله ما أدري .. ” وستخبرنا بأنك وقعت أوراقا ” بصراحة ” لم تقرأها جيدا، وستوحي للجميع بأنك ربما تكون قد خدعت، أو استغفلت، من قبل مفاوضيك، وبمساعدة إحدى دول الجوار الغير عربية، التي تتحفظ- بالطبع – على ذكر اسمها !
لا يا سيدي ، وأقولها لك بكل وضوح هذه المرة : ” أكَعد أعوج وإحجي عدل “. لا تترك تفاصيل اتفاقيتك الجديدة مهما كانت صغيرة ، ولا تتعالى عليها، ففيها يكمن الشيطان، ولا تترك أي شيء لمهب التأويلات. أمامك رجل قوي ، و( مسنود)، ويعرف من ” أين تؤكل الكتف “، وخلفه 89 مقعد برلماني، لكتلة تتحدث بلغة واحدة، وبصوت واحد، لم ينشق عنهم أحد، ولم يهدد أحد منهم بذلك.وهم متماسكين إلى الدرجة التي لا يمكن فيها تمييز أحزابهم.
عليك أن تثبت للجميع – بما فيهم مفاوضيك – بأنك سياسي محترف، ولديك من الذكاء، والحكمة، ورباطة الجأش، ما يجعلك لا تلدغ مرة ثالثة أو رابعة، لا أدري ! وإلا فاترك الشراكة الوطنية المشئومة تلك، وأرجع وزملاؤك للبرلمان وكن فيه قائدا للمعارضة.
في أمان الله
[email protected]