18 ديسمبر، 2024 10:04 م

أوهام النصر عند ايران وذيولها

أوهام النصر عند ايران وذيولها

أحتفلت النظام الإيراني ومحور المقاومة المهزومة بسقوط رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين (نتن ياهو) بعد أن أمضى (12) عاما رئيسا للحكومة الاسرائيلية، وحصول الحكومة الجديدة برئاسة (نفتالي بينيت ) على ثقة الكنيست في 13/6/2021 بموافقة (60) صوتا، مقابل رفض (59) صوتا. وكان للأخوان المسلمين الفلسطينيين في الكنيست دورا مهما في تحقيق الثقة، حيث يضم (4) مقاعد، صوتت لصالح بينيت.
وبعد ان عاش النظام الإيراني أسوأ حال في عهد نتنياهوا، حيث مرغ أنف الولي الفقيه في التراب، بسبب الضربات الإسرائيلية للحرس الثوري والميليشيات الولائية في دمشق من جهة، والسفن الإيرانية التي أغرقها الإسرائيليون في البحار من جهة أخرى، والتي تعلن ايران انها تعرضت للخراب بسبب حريق داخلي أو أخطاء تقنية لتفادي الإحراج بعدم القدرة على الرد. علاوة على التفجيرات في التي تعرضت لها المنشئات الايرانية كمنشأة نطنز النووية ومجمع البتروكيمياويات، ومصافي البترول والغاز وغيرها. واعتبرت ايران هزيمة نتنياهو إنتصارا لمحور المقاومة، بالطبع لها كل الحق في الإدعاء بهذا الإنتصار الساحق، فقد هُزم جلادها الذي أذاقها الأمرين.
سبق أن صرح رئيس الموساد السابق (يوسي كوهين) بأن الهجوم على المفاعل النووي نفذه الموساد، حيث زرع الموساد متفجرات في أرضية الموقع المحصن أثناء بنائه”، انتبه لعبارة أثناء بنائه ولم تتمكن المخابرات الإيرانية من كشف المتفجرات، على الرغم من التقنية التي تدعيها. وقال كوهين” ان فريق الموساد تمكن من تعطيل الكاميرات وتحييد حرس مستودع الوثائق المحصن، ثم حملوا الوثائق، وغادروا ايران بسلام”، وهذا ما لم يكشفه النظام الإيراني في تصريحاته.
وأفاد كوهين” إن الإيرانيين لم يكتشفوا إن الموقف مخترق إلا في صباح اليوم التالي، بعد ان تمكن فريق الموساد من الإستيلاء على (100000) وثيقة”. علاوة على إغتيال العالم النووي محسن فخري زادة وابو محمد المصري الزعيم الثاني في تنظيم القاعدة الإرهابي، وما خفي كان أعظم، وربما سيكشف عنه لاحقا. وكان بنيامين نتنياهو هو المتبني لهذه العمليات. بعدما صرح قبل ثلاث سنوات ” إننا هربنا الأرشيف النووي الإيراني، أكثر من مائة ألف وثيقة الى إسرائيل، بعشرين شاحنة”. وكانت الملفات مخبئة في مكان مموه تحت الأرض، في منطقة (شور آباد).
كل هذه الأعمال بضفة، وعلى الضفة الأخرى أخطر خرق أمني للنظام الإيراني، أخفاه النظام وكشفه الرئيس الايراني السابق لدورتين أحمدي نجاد ” ان الشحص المسؤول عن مكافحة التجسس وخاصة الإسرائيلي في المخابرات الإيرانية، تبين انه كان نفسه جاسوسا لإسرائيل”. (إيران انترناشونال). مما يوضع عمق التغلغل الصهيوني في الأجهزة الأمنية الإيرانية. وهدد نجادي بأن في جعبته الكثير من الأسرار والفضائح التي سيكشفها لاحقا لتعرية النظام من ورقة التوت الأخيرة، سيما بعد أن رفض مجلس صيانه الدستور ترشيحة لرئاسة الجمهورية.
وتساءل أحمدي نجاد” كيف غادرت العديد من الشاحنات المحملة بالوثائق ايران، مع وجود العديد من نقاط التفتيش والمراقبة”؟ وتساءل أيضا” لماذا أخفى النظام الخبر عن الإيرانيين، وتكتم عنه لحين ما كشف عنه العدو الإسرائيلي”؟ وما يزال النظام يتكتم على الأمر، ولم يكشف عن الجواسيس الذين ساعدوا الإسرائيليين في تهريب الوثائق. وأضاف نجادي” ان وثائق وكالة الفضاء كانت في خزانة مكتب رئيس هذا المنظمة، ففتحوا السقف ودخلوا، وفتحوا الخزانة، وأخذوا الوثائق”. علما انهم فتحوا الخزانة، ولم يكسروها!
وعن إغتيال العالم النووي فخري زادة ، تساءل نجاد ” ماذا حدث فعلا في عملية إغتيال فخري زادة؟ السلطة إتخذت مواقف متناقضة، فوزير المخابرات (محمود علوي) قال عن القاتل: في مكان ما إننا نعرف زمانه ومكانه، وأسدل الستار على القضية دون كشف من المسؤول عن هذا الفشل”. وأردف” السلطة لا تتحدث عن الحادث، ويعلنون عن أسماء مزيفة، أوغير معروفة، ويزعمون بقتلتهم أو مغادرتهم البلد”. وزعم النظام انهم تعرفوا على اربعة ايرانيين هم من اغتالوا زادة، لكن المخابرات رفضت تقديم اسمائهم وصورهم أو أية إيضاحات الى الأنتربول”! وهذا ما فعله النظام الايراني مع تفجير نطنز، فتستر على الفاعلين، لغرض غير معروف، ويثير العجب.
لقد انتصر النظام الايراني برحيل نتنياهو، ولكن يمكن أن نطلق على هزيمة نتنياهو (الإنتصار الوهمي لمحور المقاومة). هذا المحور المسكين يبحث عن إنتصارات وهمية، لأن رصيده الحقيقي منها صفر. وعلى النظام الإيراني بدلا من إستعراض عضلاته أمام العالم، ان يحمي أمنه الداخلي المنتهك، والذي صار إضحوكة داخل إيران وخارجها، أما الذيول العرب، فأنهم يضعون القطن في آذانهم لكي لا يسمعوا بهزائم إيران، إن ذيول الحمير تخفي عورتها، وتكش الذباب عنها، هذا واجبها لا أكثر، ولا فض فوه من سماهم ذيولا.
العراق المحتل