23 ديسمبر، 2024 12:34 ص

أوهام التحرير والواقع المرير

أوهام التحرير والواقع المرير

لابأس, ستسقط الفلوجة ان عاجلآ او أجلآ, وستسوّى المدينة مع الارض, وسينظم من يفلت من سكانها من قتل وتنكيل مليشيات الحشد الى ملايين المهجرين الاخرين بلا مأوى ولاأمل بالعودة الى ديارهم لآمد قد يطول في ذل وأذلال وهوان. وسيستبدل احتلال داعش بأحتلال مليشيات الولي الفقيه والتي لاتقل عن داعش شراسة وأجراما. والسؤال المشروع هو ثم ماذا؟ ألم تكن ظاهرة الفلوجة هي ردة فعل على نظام طائفي عميل متخلف وفاسد. وما الغريب ان تظهر بؤر ضد هذا النظام هنا وهناك. ثم ألم تستدرج عصابات داعش الى العراق وتجهز بأفضل الاسلحة (مخازن اسلحة الجيش العراقي والشرطة الاتحادية التي تركت عمدأ لهم في محافظة نينوى) وبتخطيط سوري فارسي عراقي وبنجاح فائق ولكن بخبث منقطع النظير. بشار الاسد نجح, من خلال لعبة داعش, في ربح وقت اضافي بالبقاء في السلطة في سوريا بعد خلطه الاوراق من خلال اقناع العالم بان البديل عنه هو عصابات داعش الارهابية.

وفي العراق نجح المالكي وسليماني واشباههم بمساعدة داعش على احتلال المحافظات الغربية وتخريبها في المرحلة الاولى ومن ثم يأتي دورهم وذلك بالاجهاز وتدمير على ما يبقى منها بأسم التحرير في المرحلة الثانية. أذا عن أي مسرحية تحرير هذه تتكلمون. ثم ماهو الفرق بين احتلال داعش لهذه المدينة او تلك واحتلال المليشيات الفارسية لمحافظة ديالى حيث تعيث فيها الخراب والقتل والدمار. وهي نفس المليشيات التي اقسمت بأزالة الفلوجة من الخارطة. مشكلة المشاكل هو هذا النظام الذي يقوم على اساس الانتقام والتهميش والهيمنة الطائفية. فقط عندما يزول هذا الكرب (هل هذا ممكن؟) وتعود هوية العراقي الوطنية والعربية, بعيدا عن الهوية الطائفية شيعية كانت او سنية, يزول داعش واخواته ويعود عراق الخير لجميع العراقيين. وألا فأن مايسمى بتحرير الفلوجة او مدنا اخرى وتدميرها وترويع سكانها قد ينذر ببزوغ بداية مشاكل قاهرة جديدة لن يكون ضحيتها مايسمى بالسنة وحدهم وانما نيران ستحرق الاخضر واليابس.