18 ديسمبر، 2024 6:27 م

أوكرانيا… نقطة تفجير لصناعة التغيير

أوكرانيا… نقطة تفجير لصناعة التغيير

العالم يتجه إلى تغيير قادم امبراطوري متعدد الاقطاب أمريكي روسي وصيني ونحن العرب…. كل العرب خارج خرائط العالم… كل العالم لأن هناك من العرب في النظام الرسمي من اعتقد انه اذا ترك صراعات المنطقة وغرس راسه كالنعامة يتلذذ في مواقع السلطة والنفوذ والمال والجنس وعبادة الشخصية فإنه سينجو من مخططات الآخرين من حوله وهؤلاء لا يعرفون انهم سيتم سحق رؤوس النعام التي يدفنونها في الرمال مع نجاح مخططات إمبراطوريات العالم من حولنا التي لا تهتم إطلاقا في مصلحة من يقف كمتفرج.
والمضحك من يتصور من النظام الرسمي العربي انه اذا سمح له الغرب بالتقاط صورة جماعية أو تناول الطعام والشراب على طاولة واحدة فإنهم تلقائيا يتوهمون انهم أصبحوا إمبراطوريات تنتج التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسيطرة الأمنية والاستخباراتية.
ان هذا من المضحك المبكي على ما وصل إليه حال النظام الرسمي العربي.
اما الشعب العربي في مختلف مناطق تواجد القومية العربية فأما مساكين يبحثون عن تحقيق المعيشة الآدمية بسبب التضخم والبطالة وسوء الأحوال الاقتصادية أو في سجون التعذيب والغياب عن الوجود في معتقلات لا يتخيلها الشيطان الرجيم أو أن يعيش الشعب العربي الاستحمار بكل معاني الاستحمار عبر الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي المملوكة من قبل الصهاينة.

أن حلف الناتو وهو الأداة العسكرية للنظام الطاغوتي الربوي العالمي المدعوم من الكيان الصهيوني وأعوانهم في كل أنحاء العالم مع نظام قيمه المستجدة على الساحة العالمية مع ليبراليته الجديدة التي تريد إلغاء العائلة والتخلص من دور الأب كرب للأسرة وخلط الأنساب والاعراق وترويج الانحرافات السلوكية الجنسية تحت مسميات المثلية وحرية تغيير الجنس وزواج الجنس الواحد دينيا وقانونيا وفرض هذا الشذوذ القذر المتعفن وهذه اللوطية على باقي العالم.. كل العالم بما يخالف كل دين عرفه البشر وكل ما هو طبيعة إنسانية فسيولوجية وربط هذا العفن والشذوذ والانحراف واللوطية مع مصطلحات الفخامة الدعائية لغسيل دماغ الإنسان هذه المصطلحات الفخمة الفارغة من اي معنى وهدف ك الحرية و التنوير ومناهضة العنصرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والعالم المتحضر.
وهذه كلها كلمات بروباغندا ودعاية يزعم من يطلقها ومن يربطها مع ليبراليته الجديدة وما يدعيه من أنها حداثة نقول ان من يطلقها ويربطها هو لا يستطيع تعريفها على أرض الواقع وهو كذلك يزعم كذبا انه هو العالم المتحضر وهو من يملك الصواب ومالك كل الحقيقة.

أن النظام الطاغوتي الربوي العالمي وصل إلى العفونة المهترئة ذات الرائحة وهذا النظام الشيطاني وصل إلى تناقض ديالكتيكي قيمي وديني مع جمهورية روسيا الاتحادية الذي استطاع أن يقول لا لهذه العفونة اللوطية القذرة مع نظام قيمها الساقط إنسانيا ودينيا ولا أخرى ترفض اقتحام دائرة مصالحها القومية السلافية الأرثوذكسية.

أن جمهورية روسيا الاتحادية ليست ملاك في طبيعة الحال وليس ألكسندر بوتين هو أبو علي بوتين ولكنها دولة لديها برنامج صعود امبراطوري وخطة دولة بهذا الشأن وعندها نظام قيم شرقي خاص بها مختلف عن النظام الطاغوتي الربوي العالمي المدعوم من الصهاينة.

ان جمهورية روسيا الاتحادية لديها نظام قيم قومي سلافي ديني أرثوذكسي وطني روسي مصلحي خاص بها كدولة صاعدة امبراطوريا إذا صح التعبير وهو نظام قيم معرفي خاص بها ملتزمة به الدولة الروسية التي تعرف ما تريد وتفهم ما يجري ولا تخاف المواجهة إذا تجرأ النظام الطاغوتي الربوي العالمي واداته العسكرية الممثلة في حلف الناتو من الاقتراب من محيط الجمهورية الروسية الحيوي جغرافيا ومن نظام قيمها الخاص بها.

يقول الروس أن هناك تحرش اطلسي نحوهم واقتراب من محيطهم الجغرافي الحيوي الخاص بهم الموجود في أوكرانيا الذين يقولون انها قوميا سلافية روسية أرثوذكسية مع خليط من قوميات أخرى وقومية أقلية أوكرانية حصلت على أراضي روسية من أجل أهداف بلشفية سوفياتية ماركسية لم تعد موجودة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وان باقي أوكرانيا الغير مفيدة بها أقلية أوكرانية نازية وفاسدة الأداء الحكومي مدعومة من النظام الطاغوتي الربوي العالمي وهذه الأقلية النازية الأوكرانية الفاسدة تحارب الأغلبية الروسية السلافية.
ويقول الروس أن هذه الأقلية الاوكرانية ليست قومية حقيقية اساسا وهي كذلك قوتها ليست مع ارتباطها مع الأرض بل مع تعاملها مع الخارج الأطلسي ك خنجر قاتل ضد الدولة الروسية وهم يتم اعتبارهم صنيعة لحلف الناتو.

ما يهمنا ك عرب هو مصالحنا القومية وليس أن نكون طرف في صراع الاقطاب الإمبراطوري.

ما يجب أن يهمنا ك عرب في الموضوع هو أن حركة الصعود الإمبراطوري الروسي لفرض منطقة نفوذ قطبية دولية جديدة قد تعيد رسم مواقع القوة الإمبراطورية العالمية ضمن منطقتنا العربية المزروع سرطانيا في وسطها الكيان الصهيوني على ارض دولة فلسطين العربية المحتلة.

أن الكيان الصهيوني لديه نوع من التفاهم مع الجمهورية الروسية الاتحادية على مستويات متعددة منها الرسمي والاقتصادي والاجتماعي والأمني والاستخباراتي والمصلحي ضمن مفارقة غريبة عجيبة أن روسيا أيضا متحالفة بقوة مع موقع المقاومة العسكري القتالي الأخير لدى العرب وهو الجمهورية العربية السورية وهذا موضوع ناقشته بالتفصيل في كتابي عشرية الثورات والتحولات لمن يريد الاطلاع المفصل.

ولكن عودة للموضوع الأوكراني ما نريد قوله إن الروس يتحركون في سياسة حافة الهاوية ضد اقتراب وتحرش حلف الناتو الغير ذكي والذي يريد اقتحام مواقع نفوذ وسيطرة السلافيين الروس إذا صح التعبير ومحاصرة روسيا من كل الجوانب.

اذن إذا نجح الروس في فرض مناطق نفوذ امبراطورية جديدة فإن المنطقة العربية ستتأثر ولا أجد من يرتب أوضاع الانتقال الإمبراطوري القادم الا السرطان الصهيوني القابع على أرض دولة فلسطين المحتلة والذي يتمتع في علاقات طيبة مع جميع الأطراف المتنازعة بما فيهم الصين.

اما باقي المنطقة العربية فهم ليسوا حتى نقاط على الخريطة ولا يراهم احد ما داموا بدون اي مشروع أو رؤية أو خطة وهم حتى ليسوا كرة قدم يرفسها اللاعبين الدوليين بأقدامهم.

من هم إمبراطوريات قادمة ستصنع خطوط دول جديدة وأنظمة رسمية مختلفة ومن لا يقرأ الساحة مؤسساتيا وفكريا ويكون صاحب منهج ومشروع فإنه سينتهي كما انتهت الدولة العثمانية والدولة النمساوية الهنغارية.
وليعرف أصحاب معتقلات التعذيب في النظام الرسمي العربي أن مشانق الإمبراطورية العثمانية ضد العرب وخوازيقهم ضد النساء والأطفال والرجال لم تحمي امبراطوريتهم من السقوط الذليل.
وهي لن تحمى النظام الرسمي العربي من السقوط مع الانتقال الامبراطوري القادم مع الثلاثي الروسي والصيني والأمريكي القادم ليغير العالم…. كل العالم.