ما جرى ولا زال يجري في أوكرانيا إنّما تداعيات لمعطيات أحداث سبقتها قليلاً , نرجو أن لا نخطئ إذا ما عزوناها أنها جاءت على خلفيّة تهديد بوتن للسعوديّة ولخارطة الشرق الأوسط ؟ , فمنذ تفجيرات “فولغوغراد” الّتي راح ضحيّتها 32 قتيلاً و 102 جريحاً من الشعب الروسي واتّهام روسيا للسعوديّة بضلوعها في التفجير وتمويلها وتدريبها العناصر الّتي قامت بالتفجيرات الانتحاريّة وبأدلّة اكتشفتها روسيا من موقع التفجير وبمؤشّرات مرتبطة أخرى دعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتن لأن يتوعّد النظام السعودي بردّ قويّ ضدّها “سيغيّر به خارطة الشرق الوسط , وعن قريب!” والعالم يترقّب بدهشة ذلك التهديد الخطير “والّذي يوازي عظمة شعب روسيا” بحسب تعبير بوتن ! , ربّما أعاد تهديد بوتن للأذهان ذكريات ما عُرفت حينها بأزمة الصواريخ الكوبيّة تلك الّتي وُجّهت من الأراضي الكوبيّة باتّجاه ولاية فلوريدا الأميركيّة بداية ستّينيّات القرن الماضي كتمت شعوب الأرض لها أنفاسها وهي ترى مصيرها وقد أصبح على شفا مصير نووي مرعب , فلو لاحظنا ؛ أنّ هنالك تشابه في المبرّرات بتلك مع تهديد الرئيس الروسي بهذه , فتنفيذ وعد بوتن يكاد يتّفق على خطورته الكبيرة جميع من تابعوا الحدث وبما يمكن أن يجرّ لمنزلق حرب شاملة قد تستخدم فيها الأسلحة النوويّة بطبيعة الحال .. أسلوب المفاجئة في تظاهرات الأوكرانيين وتقاطر المسؤولون الغربيّون على كييف بسرعة تضامنيّة قياسيّة وحثّهم المتظاهرين على مواصلة تظاهراتهم “لحين إسقاط الرئيس الأوكراني يانوكوفيتش” توّجت بزيارة كيري وزير خارجيّة أميركا نفسه لساحة التظاهرات علاوةً على حضور مرشّح الحزب الجمهوري الأميركي السيناتور كيري ودعواته العلنيّة للثوّار لإسقاط الرئيس الأوكراني , هذا كلّه لا يُفصح فقط عن تعويض فشل الغرب في الشأن السوري , بل الأصل هو إفشال الغرب ما تبيّته روسيا من نوايا خطرة تمسّ الشرق الوسط وهو أمر بالغ الخطورة خاصّةً لمصالحه الواسعة فيه والمقلق جدّاً لهم فأخذوا التهديد على محمل الجدّ وأيقنوا تماماً أنّ بوتن سينفّذ بالفعل وعده خاصّةً وقد قطعه على نفسه أمام شعبه الروسي ! , وما هدّدت به أوروبّا مؤخّراً بعد اتّفاق ضمّ القرم لروسيا “بعقوبات خطيرة وغير متوقّعة ضدّ روسيا , وقريبة !” يُفصح بشكل لا لبس فيه عن لغة التهديد المتبادلة , والمقصودة بعض ألفاظها! لوجود اختلاط واضح لعبارات لغة القرار الغربي هذا مع ترسّبات من تعبيرات عالقة مصدرها تعبيرات روسيّة تضمّنها قرارها بمعاقبة النظام السعودي قريباً ! , “أنا عن نفسي من الّذين يستبعدون قيام بوتن نفسه بافتعال الأزمة الأوكرانيّة للتنصّل عن وعده الموجّه للسعوديّة والخليج بعدما أدرك خطورته جيّداً أو ثانياً لأنّه أراد ضمّ جزيرة القرم بتهديد صاعق في مكان آخر خاصّةً وأنّ بوتن يمتلك خبرة استخباريّة واسعة , ونفي حدوث مثل هذا الأمر لخطورة “التكتيك” في مثل حالات مصيريّة كهذه” , وممّا يثبت أكثر ارتباط الأزمة الأوكرانيّة بالوعيد الروسي أنّها جاءت على خلفيّة تهديدات روسيا بعد تفجيرات فولغوغراد , هو أنّ الأزمة السوريّة أو الحرب السوريّة , كانت قد دخلت منعطفات خطيرة للغاية طيلة استمرار مشاهدها الدمويّة لامس الكثير من عمق مخاطرها بالسلب معنويّات أميركا والغرب عموماً ومرّت الأزمة بلحظات فاقت أزمة صواريخ كوبا أيّ بعد التفجير الكيمياوي الأخير في ريف دمشق الّذي حدث عقب فشل مهمّة رئيس جهاز المخابرات السعودي بندر بن سلطان في موسكو مباشرةً , حبس لها العالم أنفاسه حين لم يتبّقّ عن تفجير العالم سوى ضغطة صغيرة تضغطه أميركا على زناد صواريخها الموجّهة لسوريا وإلى ما ألله وحده أعلم إلى من أيضاً ! ومع ذلك لم يصل الأمر أن تتفجّر ساحة تظاهرات كييف كما يحدث الآن؟ ..