قبل ثلاثة أيام يعلن محافظ الموصل السابق والمسؤول الأول عن سقوط المحافظة بيد داعش أثيل النجيفي , عن تغيير أسم ( الحشد الوطني ) إلى ( حرس نينوى ) , وبعد يومين أي مساء أمس الجمعة يعلن الرئيس التركي أردوغان ( نحن عازمون على أن نشارك في التحالف في العراق من أجل وحدة العراق , إذا كانت قوّات التحالف ترفض مشاركة تركيا فسننفذ خطة بديلة , وإذا لم تنجح هذه الخطة فسنطلق خطة ثالثة ) , وهذا التغيير في خطاب السلطان العثماني المتغطرس لم يأتي اعتباطا , بل جاء بسبب الرفض الدوّلي المتزايد لتواجد قوّاته المعتدية على الأراضي العراقية , فالمواقف الدوّلية التي تساقطت على رأس السلطان العثماني الواحد تلو الآخر , هي التي أوقفته عند حدوده وجعلته ينتقل إلى الخطة البديلة , بعد أن فشل في فرض إرادته على حكومة وشعب العراق , ولعلّ الموقف الذي عبرّ عنه الناطق باسم البنتاغون جيف ديفيس بأنّ ( العراق دولة ذات سيادة وأي قوات على أراضيه يجب أن تأخذ موافقة حكومته ) وكذلك موقف الخارجية الأمريكية بأنّ القوات التركية قرب الموصل ليست جزء من التحالف الدوّلي , هي الأبرز من بين كلّ المواقف الدوّلية .
فأردوغان العثماني يريد دخول الموصل تحت أي عنوان وأي غطاء , فإذا كان التدّخل العسكري المباشر بقواته قد جوبه بهذا الرفض عراقيا ودوليا , فالخطة البديلة تقضي بدخول تركيا إلى الموصل من خلال حصان طروادة ( حرس نينوى ) , الذي توّلت تركيا مهمة تدريبهم في معسكر بعشيقة , وإذا فشلت هذه الخطة , فالخطة البديلة الثالثة هي بيشمركة مسعود بارزاني الذي لم يعلن حتى هذه اللحظة أي موقف من التواجد العسكري التركي بالرغم من ادعاء أردوغان بنفسه أنّ قواته جاءت إلى العراق بطلب من مسعود وأثيل النجيفي لتدريب قوّات البيشمركة وعناصر تابعة لأثيل النجيفي , وفي الوقت الذي تعلن فيه وزارة الدفاع العراقية عن استكمال جاهزية القوّات المسلّحة العراقية والقوّات الأمنية للبدء بعملية تحرير مدينة الموصل وتحديد ساعة الصفر , نعيد إلى الأذهان قصة حصان طروادة التاريخية ونطالب القائد العام للقوّات المسلّحة العراقية بعدم إشراك حرس أثيل النجيفي الذي سلّمّ الموصل على طبق من ذهب لداعش , ومنعه من المشاركة أو الدخول للموصل وإدخاله حصان طروادة إلى المدينة المحررّة , فالذي يخون الوطن مرّة , مستّعدّ لخيانته مرّات ومرّات , في الختام .. ابعدوا أثيل وآل النجيفي ومسعود وآل برزان عن معركة تحرير الموصل , ولا تتركوا فرصة لخونة الوطن إدخال تركيا إلى الموصل .