حرب لا مبرر لها ولا أسباب مقنعة , وإنما تهورات سياسية قادها الرئيس اليمني السابق , الذي دمر بلاده ونفسه وإنتهى به الحال إلى أسوءِ مآل.
ذلك الرئيس هو المجرم الفعلي بحق اليمن واليمنيين , لأنه كان بمقدوره أن يرتب أوضاع بلاده ويمنعها من الإنزلاق إلى الهاوية , وكان من الممكن أن ينجو بنفسه وبمواطنيه ووطنه , ويكون ناضجا ومستوعبا ومتنورا ومؤمنا بالوطن والمواطن.
لكنه عبّر عن أنانيته وأطماعه وقصر نظره وسوئه حتى إنتهت الأمور إلى ما هي عليه , من صراعات عبثية تدميرية للبلاد والعباد.
وقد إنزلقت دول المنطقة الثرية في اللعبة وفقا لإرادات شركات تصنيع الأسلحة , التي تبحث عن أسواق جديدة ومفتوحة تديم إنتاجها وتطور أسلحتها , وتغنم الأموال الطائلة.
وإنطلقت لعبة أن الحرب لن تتجاوز بضعة أيام , كما حصل في مزلقة الحرب العراقية الإيرانية , وإذا بها تمتد لسنوات ملتهبات مضنيات مهدرات للثروات , وعاصفات بالبلاد خرابا ودمارا وترويعا للمواطنين الأبرياء.
حرب ضروس مؤيدة من أطراف ذات نوازع متنوعة ومصالح متضاربة , يوَظّف لتحقيقها أبناء البلد المقهورين بالمسيطرين عليهم والقابضين على مصيرهم , والدنيا من حولهم تتفوه بعبارات خجولة فتستنكر وترفض وتتأسى , وشركات السلاح ومصانعه تموّل وتجهّز المتحاربين بأحدث منتجاتها , وهي في ذروة تصنيعها وتصديرها لهذه السوق المستهلكة للسلاح بشراهة غير مسبوقة.
فأموال النفط لشراء الأسلحة والأعتدة لقتل المساكين المعذبين في أرض الله , التي تضيق عليهم وتأكلهم كما تأكل النار الحطب.
العرب يشترون السلاح لقتل العرب , والمسلمون يوفرون السلاح لقتل المسلمين , ونواعير القتل والدمار تدور بسرعة فائقة , والخاسر هم العرب والمسلمون.
فإلى متى يبقى بعير الغباء العربي على التل؟!
وإلى متى سيبقى العرب يغطّون في رقدة العدم؟!!
سؤال خجول في زمنٍ خَذول!!