17 نوفمبر، 2024 9:44 م
Search
Close this search box.

أوقفوا المتاجرة بالدين!!

أوقفوا المتاجرة بالدين!!

المشكلة الجوهرية في مجتمعاتنا إقتصادية بحتة , ومنها تتفرع المشاكل الأخرى وتتعمق وتتعتق وتتشابك وتطغى , وتحجب الأنظار والأبصار عنها.
فمعظم ما يجري في المنطقة ينبع من القهر الإقتصادي والفساد العارم الذي يعصف بأرجائها.

قد يقول قائل , إنك إختصرت المشكلة وألغيت العديد من الأسباب الأخرى , لكنه لا يستطيع أن يأتي ببرهان واضح ودليل قاطع على أن المشكلة غير ذلك , بمعنى أننا نغفل المشكلة الحقيقية ونتلهي بفروعها وتشعباتها ونتائجها , ولهذا ما تمكنا من الحل , وإنما من توليد المشاكل ومضاعفتها , وتكبيل المواطن بمزيد من القهر والحرمان.

فمجتمعاتنا تعيش الفقر والعوز والحرمان من الحقوق البسيطة للإنسان في الحياة المعاصرة , وتتنامى فيها نسبة الإفقار والإذلال والتشريد والتهجير والتلهي بالتصارعات السلبية , التي تديرها رموز وجهات تتاجر بالأبرياء من أجل تحقيق الإحتكار والإنفراد بنعيم الثروات , ولكن إلى حين.

ويبدو أن الإستثمار في الفقر منهج متواصل يمارسه الذين يرفعون رايات الدين , ويَعِدون الفقراء والمساكين بأن سعادتهم في الموت , ومعاناتهم في الحياة واجب وفريضة لكي يحققوا السعادة الأبدية , ولهذا فأن برامج الحرمان والإفقار مستمرة , وفي أغنى مجتمعاتنا التي تمتلك خزائن الأرض النفطية.

وبسبب هذا السلوك الأناني المنحرف المعبّر عن نوازع النفوس السيئة , فأن الدين صار عنوان التفاعلات والمناوشات وسفك الدماء وتخريب البلاد وسبي العباد , والنيل منهم بأبشع الوسائل والأساليب المتوحشة النكراء.

ولا يمكن للمجتمع أن ينتصر على معضلاته ويوقف ناعور ويلاته إلا بالتوجه الإقتصادي , الذي يساهم بإطلاق طاقات المواطنين وتشجيعهم للإستثمار بأفكارهم , وتطوير أحوالهم بالإبداع في العمل , فعندما يتمكن الإنسان من جني ثمار عمله والقدرة على إسعاد نفسه ومن حوله , فأنه سيعرف طعم الحياة ويستلطفها , ويركز طاقاته على البناء والعطاء وتأمين ما يساهم في إنجاح عمله , عندها سيخبو دور المتاجرين بالدين , وتفسد تجارتهم , ويتحرر الناس الفقراء الأبرياء من قبضتهم , ويعيشون أحرارا متفاعلين مع الحياة بالبناء والعمل الطيب الصالح النافع للناس أجمعين.

فما أحوجنا للوعي الإقتصادي والثقافة الوطنية التي تنمي روح المواطنة , وتساهم في إستنهاض الهمم الإقتصادية التي تضع المشاريع الفردية والجماعية للتنمية , وتحرر الإنسان من الفقر والعوز والإنصفاد بالحاجات , التي تستخدمها الكراسي للسيطرة على الناس والتحكم بمصيرهم.

وعليه فأن توجيه الأنظار نحو العامل الإقتصادي والرؤية الإبداعية في العمل والإنتاج والإبتكار , لهي المنقذ الوحيد للبلاد والعباد من تجار الضلال والبهتان المدّعين بدين.

أحدث المقالات