عن أهمية شبكة تأريض الأبراج الكهربائية يعلم المعنيون في مجال نقل الطاقة دورها المؤثر في حماية المنظومة الكهربائية أمام العديد من الظواهر الفيزيائية متوقعة الحدوث كالبرق بالإضافة إلى ظاهرة الكورونا (لا أعني مرض الكوفيد أبعدكم وأبعدنا الله عنه) أو حالات الرنين بفعل الموجات التوافقية كذلك حوادث تلامس موصلات الخطوط الناقلة تحت الفولتية مع الأرض.
لست بصدد الغوص في جوانب فنية وتفاصيلها وعرض تأثيرات ذلك على عمل المنظومة الكهربائية العاملة وصولًا الى المستهلك، إذ أن التغاضي عن هذه العوامل يعني الاقتراب من حدود التشغيل غير الآمن والخطير للمنظومات الكهربائية، فالهدف من تحرير هذه السطور هو توجيه رسالة عاجلة تحمل نداء للقائمين على حماية أبراج نقل الطاقة الكهربائية من حالات التخريب المتكررة وما يتبعها من خروج الخطوط الناقلة عن العمل ، أن يوقفوا أعمال حفر الخنادق حول قواعد الأبراج والذين توهموا أن هذا الإجراء سوف يمنع حوادث إسقاطها ويعرقل نسف قواعدها متناسين عن عمد أو من دونه أن هذا العمل يعد تشويهًا، بل تخريبًا لجزء مهم من جسم المنظومة الكهربائية والمريضة بواقعها الحالي فهم بهذا الاجراء غير المسؤول وغير المدروسة عواقبه سوف تقع تبعاته على سلامة شروط عمل المنظومة الكهربائية… فهذا الحفر سيؤثر، بنحو مباشر، على قيم التأريض الواجبة والمعتمدة في تصاميم إنشاء منظومات النقل وتركيب أبراجها الحاملة للموصلات، يقينًا ان هؤلاء لم يأبهوا لغضب الغراب عندما داسوا على قدمه (رجل الغراب تعبير عن تشبيه شكلي لشبكة التأريض الخاصة بالابراج والتي يتم دفنها تحت سطح الأرض عند قواعد هذه الابراج)… أين العارفون بها وبأماكنها؟ لماذا التغاضي عن هذا الخراب المبتكر ؟ اليس هذا تخريبا من نوع آخر فهو قتلاً بنيران صديقة … رحم الله ابو العتاهية عندما قال لكل داء دواء عند عالمه من لم يكن عالما لم يدر ما الداء؟