23 ديسمبر، 2024 9:04 ص

أوصاف رائعات الجمال من حوريات الجنة كما وردت في سورة الرحمن

أوصاف رائعات الجمال من حوريات الجنة كما وردت في سورة الرحمن

تعد سورة الرحمن من أروع السور التي تعرض للبشر الصالحين ملامح وروائع السحر والجمال والفتون من (حوريات الجنة) ومن (حور العين) اللواتي ينعم بهن الله سبحانه وتعالى على أهل الجنة من عباده الصالحين، ووصفهن بأروع الاوصاف التي تغري الخلق ، بأن يعبدوا الله ويؤدوا له الفرائض ويحسنوا العمل ، ومن يذكرون الله قياما وقعودا، ومن يريد الله جلت قدرته أن يثيبه جزاء الإحسان ، بالاضافة الى نعم الجنة من مختلف أنواع الفاكهة والثمار والأنهر والشراب، يوفر له من وصفهن الله بـ (قاصرات الطرف حسان) و (حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ ) لم يمسسهن أنس ولا جان..

وقد تسأل النساء والفتيات : وما حالنا نحن ؟؟ وكيف يثيبنا الله.؟؟. وهناك من يشير الى أن (الحور العين) هو وصف للرجال والنساء في محاسن الجمال، فكما يثيب الله الرجل إمرأة فاتنة الحسن والجمال في الآخرة، فيرزق الله المرأة أو البنت رجل وهبه الله من كمال الحسن والوسامة مايرفع قدرهن وأحلامهن ، لكي يوفيهن حقهن من العبادات.

ورد في بعض الآثار أن نساء الدنيا يكن في الجنة أجمل من الحور العين بأضعاف كثيرة نظرا لعبادتهن الله.
تفسير قاصرات الطرف حسان / سورة الرحمن
قاصرات الطرف: أي نساء يقصرن أبصارهن على أزواجهن لا ينظرن إلى غيرهم، لم يطمثهن: أي لم يمسسهن، وأصل الطمث: خروج الدم، ويراد به قربان النساء، كأنهن الياقوت: أي في الصفاء، والمرجان: أي صغار اللؤلؤ في البياض.

(وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دانٍ. فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) أي وثمرهما قريب منهم متى شاءوا، ونحو الآية قوله: « قُطُوفُها دانِيَةٌ » وقوله: « وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلًا » فهي لا تمتنع ممن أرادها، بل تنحط إليه من أغصانها.

ثم ذكر أوصاف النساء اللواتى يمتعون بهنّ فقال:
(فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ. فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) أي في تلك الجنات نساء غضيضات الطرف عن غير أزواجهن، فلا يرين شيئا فيها أحسن منهم، وهن أبكار لم يمسسهن أحد قبل أزواجهن لا من الجن ولا من الإنس.

(كَأَنَّهُنَّ الْياقُوتُ وَالْمَرْجانُ، فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) أي كأنهن الياقوت صفاء وصغار اللؤلؤ بياضا.
ومِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ (62) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (63) مُدْهامَّتانِ (64) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (65) فِيهِما عَيْنانِ نَضَّاخَتانِ (66) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (67) فِيهِما فاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (68) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (69) فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ (70) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (71) حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ (72) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (73) لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ (74) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (75) مُتَّكِئِينَ عَلى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسانٍ (76) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (77) تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ (78)

تفسير المفردات
ومن دونهما : أي من ورائهما وأقل منهما، مدهامتان: أي خضراوان بسواد لأن الخضرة إذا اشتدت ضربت إلى السواد من كثرة الري بالماء ونحوه، نضاختان: أي فوارتان بالماء، والنضخ: فوران الماء، حور واحدتهن حوراء: أي بيضاء.

قال ابن الأثير: الحوراء هي الشديدة بياض العين والشديدة سوادها، خيرات: أي خيّرات بالتشديد فخفف كما جاء في الحديث « هينون لينون ».

مقصورات في الخيام: أي مخدّرات،
يقال إمرأة قصيرة ومقصورة: أي مخدرة ملازمة بيتها لا تطوف في الطرق. (حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ. فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) أي وهؤلاء الخيّرات الحسان واسعات العيون مع صفاء البياض حول السواد، محبوسات في الحجال، فلسن بطوّافات في الطرقات، والعرب يمدحون النساء الملازمات للبيوت للدلالة على شدة الصيانة.

(لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ. فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) ويضيف..(مُتَّكِئِينَ عَلى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسانٍ. فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) أي وهم يتكئون على ثياب ناعمة وفرش رقيقة النسج من الديباج، ووسائد عظيمة، وبسط لها أطراف فاخرة، غاية في كمال الصنعة وحسن المنظر.

ومن يريد ان يصل الى مبتغاه في أن يدخل جنات عدن وفيها كل تلك المواصفات من الاغراءات الآخروية، فلابد وان يقترب من الله سبحانه وتعالى، ويؤدي ما مطلوب منه من عبادات وأحكام ، وهناك أعمال صالحة ترفع قدر رجال كثيرين ، قد لايؤدون عبادات تقليدية، ممن ينغمسون في مهاوي الكرم والنخوة والاندماج في مسار القيم العليا، وقد يغفر الله له بعمل صالح كان فيه خيرا وصلاحا للبشر ان يرفعه منازل..وتبقى الرحمة الآلهية هي ملاذ الملايين من البشر التواقين الى ان يغفر الله لهم ويرحمهم بعطائه وكرمه، جنات تجري من تحتها الانهار..ونعم أجر العاملين.