تعليقاً على تحليلات او ( تصريحات ..!!) عن أن ( داعش ) صناعة أمريكية قلنا : يأتي هذا الكلام نتيجة تجفيف مصادر اراده التوجهات الوطنية الحقيقية المؤمنة بقوة شعوب المنطقة ‘ ولايطلقها إلا محللين إما هم اغبياء ‘ إو مكلفون بشكل مباشر لنشر دعاية مجانية لكي يستمر إلادعاء الذي بدأ منذ ان جاء السادات الى الحكم في مصر ‘ وبدأ بتوجيه منه نشر حملة ادعاء : ( أن لاحل لازامات المنطقة إلا بقدرة أمريكا ) وكانت حملة منظمة صرفت – ولا تزال المخابرات الامريكية الملايين – ضمن خطة لطرد الاتحاد السوفيتي السابق ‘ و الان من خلال القنوات الاعلامية تصرف عليها ( امراء المنطقة – صغاراً وكباراً ) صنعهم الاستعمار الشرس غاب الحمدالله عليها الشمس ( الانكليز – ابوناجى حسب التسمية العراقية ) وسلمهم وهم اكثر صغراً الى ( كاوبوى أمريكى ) . نقول تعليقاً على هذا الادعاء : الادارة الامريكية لم تصنع داعش ‘ بل ظهور داعش جاء لصالح المخطط الجهنمي النابع من التوجهات الوحشية لمصدر القرار الامريكى اوممكن القول ان ظهور داعش وقبله القاعدة يدخل ضمن ظاهرة ( الحظ العظيم ) مع الاسف لصالحهم وكل ذلك يحصل بسبب عملية التجفيف التى اشرنا اليه في البداية .
ونتيجة لتشابك احداث المنطقة ‘ نرى ومنذ الستينات القرن الماضي عندما يحدث اي انعطافة فية ملامح انتعاش الروح الوطنية ‘ ان الأقوياء ( وهم في الواقع خيالات مأته صنعهم القوى الغربية الإستعمارية ) تم فرضهم كـ( حكماء ) على المنطقة بعدَ واثناء الحربين العالميتين وهم يلعبون الدور الرئيسى بأن يكون كل تلك الانعطافات وبتوقيع الغرب لصالح استمرار احباط الارادات الوطنية وان لاينتج من تلك الانعطافات شي ملموس لصالح حرية اختيار الشعوب ‘ فهم الذين ساعدوا الغرب لاسقاط تجربة عبدالناصر في
مصر ‘ وهم الذين تدخلوا ومنعوا انتفاضة الشعب التي بدأت بطريقة مشروعة وحضارية ضد الحكم الديكتاوري في سوريا وصرفوا الملايين ليتحول الى حرب دمويه بشعه مستمره لحد الان .
ونعود الى عنوان الموضوع ‘ عندما حدثت محاولة انقلاب فاشله في تركيا ‘ ظهرت عشرات التحليلات احدها اغرب من الاخر وماكان النفخ بقدرة العملاق العالمي القبيح ( الإدارة الامريكية ) غائبة في تلك التحليلات باتجاهين : الاول ان تلك الادارة انقذ ( سلطان رجب طيب اوردغان ) والثاني : انها كانت خلف الانقلاب ….! ولكن اغربها تحليلات اشارت الى ان ( سلطان ) نفسه وراء هذا التخطيط وبدأ وبعد ذلك افشال ذالك الانقلاب …!
في ضوء فهمي المتواضع للامور السياسية والتخريبات ( غريبة في اغلبها ) يحصل في المنطقة اتوقف على هذا التصور ان يكون ( اوردوغان ) هو نظم انقلاب على نفسه و بعد ذلك أفشلها …!! طبعاً نفس تصوري عن ان الإدارة الامريكية صنع داعش ‘ وقلنا لا ولكن هذه الإدارة العدوانية راقب وبدقة نشوء هذا التنظيم الارهابي وسكته عنه و بعد توسعها استغله ابشع استغلال بحيث اثارها التدميرية تستمر لسنوات طويلة لأن ظهورها جاءت منسجمة مع السياسة الامريكية العدوانية تجاه الاسلام وحريه الشعوب المنتمية للاسلام
كذلك أن أوردغان ‘ لم يخطط ولم يكن له العلم بالانقلاب ‘ ولكن عندما علم استغلة أبشع استغلال ديكتاوري طريقا لادامة تنفيذ تصوراته وطموحاته الفرديه ‘ بهذا ايضا فأن ( السلطان ) ظهر مع الاسف ضمن ( ذو الحظ العظيم ..!! ) حيث بطبيعته استبدادية استغل ثغرات ظهر منذ البداية تحرك انقلابين وهو بهذا ( النصر ) يريد ان يصفي كل من يعارض سياسته وطموحاته ( السلطانية ) مستغلاً لعبة ديمقراطية الغرب وإدعائهم بإحترام من جأء ألى الحكم عن طريق صناديق الانتخاب ‘ على الرغم ان الغرب وتأريخيهم مليئة بإسقاطهم لكثير من جاء الى الحكم بنفس الطريقة عندما عرفوا طموحاتهم يتجة لاستقلال الإرادة الوطنية ‘ أسقطوه عن طريق ( إنقلاب ) إن كان أبيضاً أم دموياً .
والسلطان أوردوغان ‘ بعد أن انتصر في هذه الجولة وهو يتباها بأنه من ذوي الحظ العظيم ‘ يشعر أن باب تحقيق طموحاته مفتوح على مصراعيه ‘ وبالتحديد هذا ما يخطط له ‘ حيث اعلن متحدث بأسم حكومته نصاً : (
نقلع جذور من ايد الإنقلاب ) وهكذا دائماً من يخطط للدكتاتورية ‘ قلع الجذور من يخالفه ‘ واوردوغان بعكس كل الديكتاتورين ‘ أعلن رغبته في فرض إرادته وعندما عارضوا حلفاؤه الذين دعمة الى ان وصل الى قمة الحكم ‘بعد ذلك بدأ العمل من أجل عزلهم ‘ فالشخصية التركية المعروف فتح الله غولن و من يقف وراءه في تركيا وخارجه مثالاً ‘ حيث عندما أسس أردوغان ورفاقه حزب العدالة والتنمية وطرحوا برنامجا سياسيا أرادوا من خلاله جمع الناس على هدف نهضويّ يتصالح مع الآخر ومع الماضي ، كان غولن وتلامذته من المباركين لهذه الخطوة ، خاصة أن استطلاعات الرأي حينها كانت تشير إلى أن الصدارة ستكون لحزب العدالة والتنمية في ظل مسرحٍ سياسي معقّدٍ للغاية في تركيا ‘ وكان يجري حديث وبشكل واسع عن تفاعلات الاسلام السياسي بين اوردوغان و غولن . و دعمه بشكل واسع لتثبيت موقع قدم اوردوغان وحزبه ‘ وبعد ان وصل اوردوغان الى رئاسة تركيا وبدأ بوضوح رغبته في الانفراد بالحكم ‘ بدأ غولن ومؤيده ينسحبون من الدعم له ‘ وهذا الإنسحاب يضر بمكانة اوردوغان لذا رأينا انه وفي اول رد فعل عند عودة الامور الى حالتها الطبيعيه ‘ توجه الى الانتقام من تلك الجماعة واتهمهم مباشراةً بانهم يقفون وراء الانقلاب .
اذاً ان التحليل الصحيح أن اوردوغان ( بعد حسم الامور ) ظهر نفسه بمظهر المنتصر و بالغ في اطاردة معارضيه ‘ واصبح إختياره الان اللجوء الى تصعيد سياساته الاستبدادية لمواجهه من يريد معارضته ‘ أن أردوغان لن ينسى حلمه بأن يصبح خليفة للمسلمين ، وبعد شعوره بانه منتصر ‘ لن يتوانى عن السعي للهيمنة على الدول العربية والإسلامية ويعتبر ان محاولة الانقلاب وسيلة يخلق من خلاله مبرر للتنكيل بكل من يعارضه في فرض الديكتاتورية الكاملة في تركيا ويكون الديكتاتور الأعظم بالمنطقة كما يحلم ، أمر غير مستبعد .
اما مراهنه على انه ممكن ان يقوم الاتحاد الاوروبي و الادارالامريكية بكبح جماح رغبة السلطنة لدى اوردوغان ‘ نرى أن هذا مستبعد على مدى المنظور على ا قل تقدير ‘ ليس دعما للنظام التركي ‘ بل حفاظاً على ستراتيجية الغرب الان في المنطقة وحساسية الموقع والوضع التركي فيها ‘ هذا بالإضافه أن اوردوغان ليس كغيره من حكام تركيا ( كانوا متمسكين بالقوة بنهج اتاتورك لدخول تركيا الكامل الى النهج الاوروبي ) والتوجه الاسلامي لدية وما يطمح
لتحقيقه في ظل هذا التوجه يتعارض مع هذا الطموح ‘ فليس له استعداد ان يتنازل عن نهجة مقابل ارضاء الغرب وهو يعرف انهم لايمكن قبوله الإ وان تركيا خارج طموح والتوجهات الاسلامية الحقيقية ‘فما بلكَ اذا امامهم شبح الاسلام المتطرف يعتبر تركيا كموقع وتاريخ احد منطلقتها الرئيسيه في المنطقة ؟ الغرب يعرف ان جميع الحكومات ( اتاتوركية ) ومنذ ما يقارب مئة عام كانوا يجاهدون ان يصنعون مجتمعا تركيا ينسجم خارج كل مفاهيم الدينية ليدخلون الى نادي اوروبي ولكن كان نتيجة فاجأ الجميع بأن الاتراك ( وعلى طريق صناديق الانتخاب نهج محترم لدى الغرب …!! ) صوتوا للتأريخ و رأوا اوردوغان في قصر الرئاسة مكان اتاتورك الذي منع الحرف العربي ليمنع ثقافة الاسلام ولكن الشعب التركي خذل استراتيجة الغرب رغم مرور ما يقارب مئة عام من جهد‘ ورغم منع لغة القرأن ‘ رأوا أن أكثريتهم حافظ الفرأن على ظهر القلب …!) ‘ والان الغرب ليس امام قبول مرغم بتعامل مع حكم تركي ذي توجه ا سلامي ‘ بل امام خطر يدفع غرور اوردوغان بعد فشل اسقاطة ‘ ان ينحرف تماماً عن ادعاؤه بانه ذي توجه الاسلامي الحقيقي معتدل يقبل بالاخر مستندا الى رسالة الاسلام ( فكر وبناء حضارة انسانية ) ويدفعوا رغبته السلطانية الى توجهات لايعلم غير الله عقباه في منطقة اصبح فيها عبثية الصراع يهدد البشرية كلها …
وأخيراً ‘ أن خطورة في توجهات رجب طيب اوردوغان السلطانية تكمن في أن من يدعمه بالمال والاعلام والنفط ..!! هم أصحاب رأسمال الذين سهل احتلال العراق ليتحول الى بؤرة الفساد وساعدوا بشكل مباشر تدمير ليبيا والذين وبدعم مالي حولوا مظاهرات مطالبة بتغير في سوريا الى حرب تدميريه و وحشيه مستمرة للان و ظهر من رحم هذا الحرب عشرات من المنظمات إلارهابية لم يراها الانسانية في التأريخ مثيلاتها ألا نادراً …