10 أبريل، 2024 12:38 م
Search
Close this search box.

أوراق من زمن الحب

Facebook
Twitter
LinkedIn

كيف يلتقي الربيع بالشتاء..والصحو بالمطر..كيف تمتزج نبضات قلب شائخ متعب..مع قلب فتي ماخبر الحياة بعد…ولكن هذا ماحصل.شعرت ناديا بعبء ثقيل ازيح عن كاهلها عندما فهمت كنه مشاعرها اخيرا..هذا الاحساس هو ماكان ينقصها..وهو ماسينقلها من الضياع الى الامان..صممت على الاعتراف لحبيبها..كي لايحول حائل بينهما.ولكن كيف تخبره بحبها وهو استاذها ..هل تنتظره خارج المدرسة..تتصل به هاتفيا ..ام تبعث اليه بخطاب ؟نعم..هذا افضل…ابعث اليه بخطاب..فكرت..وبكل حرارة دمها المتدفق في شرايينها الفتية..سطرت كلماتها لألئ على الورق..لعيني الحبيب فقط.وبعدانتهاء الدرس..غافلت الجميع..ووضعت الخطاب في حقيبته دون ان ينتبه لها….وانتظرت…وانتظرت …وانتظرت…انتظرت هطول المطر انتظرت شروق الشمس…بل انتظرت بفرح ظهور قوس قزح..وجاء يوم الخميس …وكانت الحصة الموعودة..
.دخل استاذ عبد الحميد حاملا بيده حقيبة مختلفة…لم تنتبه اي من الفتيات سواها الى هذه الملاحظة…جلس مفكرا…ثم قال…تلميذاتي..اعتذر منكن..لقد فقدت قبل يومين حقيبتي في الحافلة وفقدت معها كل النوتات الموسيقية التي قمنا بتأليفها لحفل المدرسة…اخشى اننا سنضطر للبدء من جديد….سمعت في الارجاء…صيحات الاستهجان..يعلوها صوت ناديا التي تأسفت على خطابها اكثر من اي شئ اخر.هل من الممكن ان يكون القدر حائلا امام سعادتي ؟ فكرت بأسى…اقترب العام الدراسي من نهايته..وانقطعت الفتيات عن المدرسة استعدادا للأمتحان.كانت زميلاتهايراقبن التقويم ويصلين ان تمر الايام ببطء ويتسنى لهن مراجعة دروسهن المتأخرة…بينما صلت ناديا ان تمر الايام بسرعة وتعود لرؤية الحبيب.عبد الحميد..ياشعاع الشمس الدافئ الذي يداعب وجنتي كل صباح..وياحلما ايقظني من غفلتي واجبرني على انتظار الغد…هل يمكن لشخص واحد فقط ان يجعل للحياة معنى مختلف ؟
واخيرا سأراك………………..اعتادت ناديا مع زميلاتها على الذهاب الى المدرسة بعد انتهاء الامتحان لتوديع الاساتذة وبعضهن البعض.سلمت على اساتذتها…والتقطت الصور في كل شبر من المدرسة…ولم يظهر عبد الحميد…وكان من ضمن تقاليد مدرستها..استلام التلميذات لعدد من خطابات التشجيع..وكم كانت دهشتها حين لمحت خطابا من استاذ عبد الحميد معنونا اليها….بيدان مرتعشتان…وقلب واجف فضت غلافهوقرأت…الحبيبة ناديا….اعذريني لم افقد حقيبتي في ذلك اليوم..وجدت خطابك وقرأته ولكني ادعيت فقدانه كي اجنبك اي هزة نفسية من الممكن ان تؤثر على اداءك في تلك الفترة..واليوم استطيع ان اهنئك بإجتياز الامتحان…واؤكد لك اني سأبقى الى جانبك طوال حياتك التي اتمنى ان تتوج بالظفر والنجاح..كلما احتجت لي…لاتترددي في سؤالي….والدك..استاذ عبد الحميد.امتزجت في مخيلتها صورة عبد الحميد مع صورة والدها المعلقة في الصالة…واحست برغبة طفولية في احتضانه….هرعت باحثة عنه في كل غرف واروقة المدرسة ولكنها لم تجده…وفجأة تناهى الى سمعها صوت همس حزين وبكاء مكبوت لمجموعة من صديقاتها….اقتربت منهن وسألتهن ماالامر ؟؟؟؟؟؟؟قلن لها……لقد توفي استاذ الموسيقى مساء امس.دارت الارض بها…مادت تحت قدميها ..ادركت انها فقدت والدها للمرةالثانية….فسقطت مغشيا عليها…..يتبع

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب