23 ديسمبر، 2024 2:00 ص

أوجه الشبه والاختلاف بين عمامة الملالي وطاقية اليهود/6

أوجه الشبه والاختلاف بين عمامة الملالي وطاقية اليهود/6

تقسيم العراق مطلب امريكي – إسرائيلي ـ ايراني
بينا ان نظريتي الأمن القومي الإيراني والصهيوني تعمل على إضعاف الدول العربية والأسلامية، والهيمنة على أقتصادياتها العالم، وان التسابق التسليحي الغرض منه إستنزاف الأمكانات المالية من خلال تحفيز الدول العربية للدخول في مضمار التسابق التسليحي لدرء شرور الاطماع التوسعية في المنطقة ومحاولة خلق توازن عسكري، أو على الأقل توفير الإمكانات الحربية لمواجهة التحديات والتهديدات. تتظافر جهود الفرس والصهاينة في العمل على تقسيم الوطن العربي الى كونتانات هشة تسهل تحقيق ما يسمى بـ (الأمبراطورية الساسانية الكبرى) و (إسرائيل الكبرى) التي وردت في بروتوكولات حكماء صهيون المادة(9) ” حينما نُمكن انفسنا فنكون سادة الأرض”.
وهذا ما سنحاول ن نسلط عليه الضوء في هذه الجزء. الأخير
إن فكرة تقسيم العراق ليست وليدة الغزو الامريكي للعراق، وإنما هي فكرة إسرائيلية قديمة مستمدة من التوراة لحقيق ما يسمى ( إسرائيل الكبرى) الممتدة من اورشليم الى بابل، وتدمير مدنه وسبي نسائه وقتل أطفاله حيث ورد التالي” يا بنت بابل طوبى لمن يجازيك. ويمسك أطفالك ويضرب بهم الصخرة”. كما ذكرت بصورة غير مباشرة في يوميات هرتزل لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين من ثم توسعه من جميع الإتجاهات، والعمل على إضعاف صوت العرب المناهضين للمشروع الأستيطاني من خلال بذر الشقاق والتقسيم والتشتت لغرض منعهم من توحيد إرادتهم وإضعاف شوكتهم ليتم تنفيذ الإستيطان بيسر. كما وردت بصورة اوضح في بروتوكولات حكماء صهيون التي طالبت بإنشاء وطن قومي ما بين النيل والفرات مستندة الى دعوات توراتية. وفي عام 1956 ذكر المحلل السياسي (بار زوهار) في معرض تعليقه على مذكرات (بو غوريون) بأنه خلال العدوان الثلاثي على مصر” أقترح بن غوريون على الفرنسيين خطة للتخلص من الزعيم جمال عبد الناصر وتقسيم الأردن والعراق ولبنان وسوريا وإعادة توزيع المنطقة بشكل يحقق أمن الكيان الصهيوني.
وكشف الكاتب الهندي (ك.ر.كرانجيا ) في كتابه الموسوم ( خنجر إسرائيل) الذي ترجم للعربية عام 1957 وثيقة إسرائيلية سميت بأسمه سربت من رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي للرئيس جمال عبد الناصر الذي أودعها بدوره الى كرانيجيا تتحدث عن بدائل لإتفاقية سايكس بيكو لتقسيم المنطقة العربية الى دويلات هشة في سوريا ولبنان، ومنها تقسيم العراق الى دولة كردية في شماله واخرى للعرب في الوسط وضم الجنوب الى إيران مكافأة لشرطي الخليج حينذاك (رضا شاه بهلوي)، وكذلك زعزعة الأمن والإستقرار في المنطقة بما يخدم الكيان الصهيوني. وفي عام 1977 ورد مشروع التقسيم بنفس الصيغة أي تقسيم العراق الى ثلاث دويلات على أساس الدين والعرق في مشروع (ليزلي غيلب) حمل أسم مدير التخطيط السياسي في الإدارة الأمريكية.
علاوة على فكرة اليهودي (هنري كيسنجر) المنظر الستراتيجي للسياسة الخارجية الأمريكية في مذكراته ( سنوات العصف) التي نشرت في بداية الثمانينيات من القرن الماضي بخمسة مجلدات والتي تشير الى خطط الولايات المتحدة الأمريكية بإنشاء دولة قومية للأكراد في شمال العراق تضم نصف خارطة العراق. مقترحا خطة لإبقاء الأوضاع ملتهبة بالصراعات والنزاعات للدولة المحيطة باسرائيل، وإضعافها بالشكل الذي يؤمن الإسقرار والأمن لها. وفيما يتعلق بالعراق أوصى كيسنجر بالعمل على وضع ترتيبات سياسية وعسكرية لتمزيقه وإقامة دولة جديدة في منطقة الخليج تضم أكثر من 80% من أراضي العراق، ومدها الى جانب الأحواز العربية. وفي عام 1982 نشر مجلة (كيفونيم) تقريرا للمنظمة الصهيونية العالمية كشفت فيه عن خطة لتقسيم العراق وسوريا. كما سبق ان طرح المستشرق الأمريكي (برنارد لويس) مسألة تفكيك العراق معتبر “أنه كيان شاذ مبني على أساس خطأ تأريخي صنعه الإنكليز ويتوجب تقسيمه”. كما نوه المحلل الإسترايجي اليهودي (اوديد ينون) عام 1982 عن تقسيم العراق بقوله ” يجب علينا تحويل العالم العربي لموزاييك مفكك من مجموعات عرقية وطائفية ضعيفة تمكن إسرائيل السيطرة عليها كما تشاء لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى”.
جدير بالإشارة أن المؤرخ الإسرائيلي (بيني موريس) قد دعا صراحة الى تقسيم العراق معتبرا انه دولة” مصطنعة انتجها الإنكليز ومزجوا فيها عشوائيا شعوبا وطوائفا غير متجانسة ولا يمكن ان تتعايش فيما بينها”. وخلال الغزو الإسرائيلي للبنان أوجز ( أريل شارون) الهدف من الغزو بأنه تفكيك لبنان، ومن ثم تطبيق الفكرة على بقية الدول العربية لتشمل سوريا ودول الخليج العربي وفي مرحلة لاحقة مصر والعراق الى مناطق هشة من الأقليات العرقية والطائفية المتحاربة”. مضيفا بأن ” تقسيم العراق يعتبر أهم من تقسيم سوريا، لأنه يشكل خطرا أكبر على إسرائيل وعليه يمكن تقسيمه الى ثلاث دويلات هي الموصل وبغداد والبصرة”. كما صرح الجنرال (داني روتشيلد) الذي شغل منصب رئاسة قسم البحوث والدراسات في المخابرات العسكرية الإسرائيلية بأنه يجب على حكومته أن تطور” علاقاتها مع الكانتونات التي تنشأ في العراق بعد إحتلاله ولاسيما الأكراد نظرا للعلاقة التأريخية الوطيدة بين الأثنين”. وبنفس المعنى نشر الصحافي المعروف (سيمون هيرش) تقريرا في مجلة (نيويوركر) الامريكية تضمن معلومات خطيرة عن تعاون بين الإسرائيليين والأكراد لغرض تقسيم العراق الى دويلات”/ ويتماشى هذا الطرح مع خطة المستشار الأمريكي (اللان توبول) التي نشرها على الموقع الخاص بالجيش الأمريكي داعيا الى تقسيم العراق الى ثلاث دويلات وبطريقة تهكمية يتساءل” ما ضر لو اصبح العالم 196 دولة بدلا من 193 دولة”.
من المعروف أن تقسيم العراق قد طبق فعلا من قبل الإدارة الأمريكية الصهيونية عام 1991 بفرض خطوط الطول والعرض والضغط على ما يسمى بالشرعية الدولية وإبتزازعرابها الامين العام لتشكيل كنتونات مذهبية وعرقية تحت ما يسمى (مناطق تتمتع بالحماية الدولية)، فقد قسم العراق الى ثلاثة أقسام، أثنان منها شمال العراق وثالث الجنوب شُوملوا بالحماية الدولية، ولم يُشمل الوسط بتلك الحماية في مفارقة غريبة! و يبدو ان الصهاينة بخسوا تقسيم العراق الى ثلاثة دويلات فاقترحوا هذه المرة بأن تكون أربع كانتونات! فقد كشفت صحيفة (يديعوت أحرونوت) عن خطة أخرى لتقسيم العراق الى أربعة دويلات على أسس عرقية وطائفية ولكل دويلة برلمان وموازنة مالية وإدارة محلية. وهي
ـ ولاية الشمال ومركزها الموصل وتضم محافظات (دهوك، اربيل، السليمانية، الموصل، كركوك وصلاح الدين.
ـ ولاية الوسط ومركزها بغداد وتضم محافظات ( بغداد والكوت والأنبار وديالى).
ـ ولاية الفرات الأوسط ومركزها النجف وتضم ( الديوانية، كربلاء، النجف وبابل).
ـ ولاية الجنوب ومركزها البصرة وتضم ( ميسان، البصرة، المثنى وذي قار).
اشار (عاموس مالكا) المدير السابق لشعبة المخابرات العسكرية للكيان الصهيوني صراحة بأن محو العراق من الخارطة كدولة” سيقلل من المخاطر الإستراتيجية للأمن القومي الإسرائيلي، فعالم عربي بلا عراق موحد هو الأفضل لإسرائيل من عالم عربي فيه العراق”.
وفي عام 1996 قدم المحافظون الأمريكان الجدد من الأصول اليهودية لرئيس الوزراء الكيان الصهيوني (بنيامين نتنياهو) خلال زيارته لواشنطن خطةخطيرة لتقسيم العراق الى ثلاث دويلات. وقبل الغزو بعام قام وزير الدفاع الإسرائيلي (ديفيد اليعازر) بزيارة كردستان العراق وناقش موضوع تقسيم العراق مع القيادات الكردية، مما أثار حفيظة رئيس الوزراء التركي آنذاك (بولند اجاويد) الذي اعتبر أن موضوع الزيارة يشكل تهديدا لأمن تركيا. وعلق مسؤول تركي رفيع المستوى بأن دعم إسرائيل للأكراد لتقسيم العراق من شأنه” جلب المزيد من الموت والويلات لمنطقة الشرق الأوسط”. وفي اكتوبر من عام 2002 نشر المحلل السياسي ( جاري دي هالبيرت) دراسة موسعة بشأن تقسيم العراق على أسس عرقية وإعادة ترسيم الحدود القومية. وفي نفس العام أصدر مركز (ستراتفور) للمعلومات الجيوسياسية دراسة مهمة تناولت الاستراتيجية الامريكية لتقسيم العراق الى ثلاث مناطق منعزلة عن بعضها، كي ينتهي وجود العراق كدولة موحدة، وذلك بضم بغداد ومحافظة الانبار الى الاردن، وتشكيل ما يسمى بالمملكة الهاشمية المتحدة. وضم الموصل وكركوك الى كردستان العراق لتصبح دولة ذات حكم ذاتي. وأخيرا ضم محافظات الجنوب الى الكويت. وحسب التقرير فأن هذا الوضع سيحقق للكيان الصهيوني الأمن التام لأن العراق من أشد أعداء اسرائيل.
اما بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 فقد اشتدت هذه الدعوات وبرزت بصورة اوضح، فقد كتب (جون ديو) الباحث السياسي في معهد ( إنتربرايزر الصهيوني)مقالا في ( لوس انجلوس تايمز) أكد فيه على ضرورة التعجيل بتقسيم العراق الى ثلاث دويلات. ومن الجدير بالذكر ان ( ليزلي غلب) الرئيس الفخري لمجلس العلاقات الخارجية في الكونغرس الامريكي كشف في أواخر عام 2003 عن مشروع لتقسيم العراق الى ثلاث دويلات نشرته صحيفة نيويورك تايمز بعنون” الدول الثلاث هي الحل” أما المحلل الاسرائيلي (جاي باخور) الخبير في مركز هرتزليا فقد أعتبر عدم تقسيم العراق بعد الغزو بأنه يعني” ان الحرب الأمريكية على العراق تعتبر فاشلة من الأساس، ولم تتمكن من تحقيق أهدافها” ودعا الى ضرب حركات المقاومة السنية بقوة” كي لا تتحول الى قاعدة لتهديد مصالح إمريكيا وإسرائيل معا”. وفي يناير من عام 2004 نشر المحلل السياسي (اريك ماكواردت) تقريرا حذر فيه من مغبة تقسيم العراق لأن ذلك من شأنه ان يحفز دول الجوار للتدخل في شئون تلك الدويلات الهشة والسيطرة عليها، وسيؤدي ذلك الى اضطراب الوضع الاقليمي. وفي آذار من العام نفسه صرح هنري كيسنجر لشبكة ( بي بي سي) بأن العراق” يسير بنفسه بإتجاه يوغسلافيا السابقة”، قصد تقسيمها الى دويلات.
وقد ذكر الصحفي البريطاني (جونثان كوك) في كتابه (إسرائيل وصراع الحضارات) ان الغرض الرئيس من الغزو الأمريكي للعراق هو تقسيمه، وإجراء تغييرات في منطقة الشرق الأوسط. وقد لخص ( ريتشارد باركر) السفير الأمريكي في بيروت في تموز عام 2007 استراتيجية بلاده في منطة الشرق الأوسط بان الغرض منها” وضع أسس جديدة لمشروع خارطة الطريق الكبرى في المنطقة تتماشى وأهداف الأقليات الطائفية والعنصرية في تحقيق الإنفصال”. وكانت خاتمة هذه المشاريع الخطة التي أقرها مجلس الشيوخ الأمريكي في 26/9/2007 لتقسيم العراق الى ثلاثة أقاليم وحضى القرار بتأييد (75) عضو مقابل رفض(23) عضو، من ضمنهم (26) من أعضاء حزب بوش (الحزب الجمهوري) الذي رفض القرار في نادرة غريبة!
ان حلم (إسرائيل الكبرى) لا يختلف عن حلم نظام الملالي في (بلاد فارس الكبرى) فكلاهما يقوم على التوسع والهيمنة الإستعمارية وتوسيع النفوذ على حساب دول الجوار وتحويلها الى كيانات هشة تنشغل بالحروب الطائفية والعنصرية. بمعنى تأكل بعضها البعض وما يتبقى منها يمضغه الفرس والصهاينة بهدوء, فالفرس يدعمون أكراد العراق لكنهم من جهة ثانية ينكلون بأكراد إيران ويحرمونهم من أبسط الحقوق لأنهم غير محسوبين على قائمة محبي آل البيت، كما إنهم يدعمون شيعة العراق وبنفس الوقت يهضمون سنة إيران، ويدعمون أقليات العراق لكنهم يهضمون حقوق الأقليات الإيرانية كالاحوازيين والبلوش والأكراد، يدفعون عملائهم من حكام العراق الى تقسيم العراق عبر الفدراليات المزعومة ويعملون بقوة على توحيد دولتهم وتوسيعها.
وبالرغم من دعوة إيران للمحافظة على وحدة العراق من التقسيم، لكن الحقيقة هي خلاف ذلك لأن عراق قوي موحد كما أثبتت الوقائع على الأرض يحول دون تحقيق إيران لأهدافها التوسعية في تصدير البغض والطائفية والحقد الى الدول الأخرى، وما عرف بتصدير الثورة الصفراء. فقد كشفت وثيقة في عهد الرئيس السابق (محمد خاتمي) جاء فيها” بعد أن قامت دولة الأثنى عشرية في إيران بعد عقود عديدة، نحمل واجبا خطيرا وثقيلا يتمثل بتصدير الثورة”، مترجما بذلك مقولة الخميني في بيان الذكرى السنوية لأنتصار الثورة في شباط عام 1980 بأننا ” نعمل على تصدير ثورتنا الى مختلف أنحاء العالم”. وبإتفاق مسبق مع الشيطان الأكبر تم تشكيل حكومة طائفية عنصرية في العراق من فيلق بدر الملقح بفيلق القدس الايراني، وجيش المهدي الذي فقس عشرات الميليشيات الارهابية. وكان من أولى خطوات عملاء ايران بعد الغزو أن زف (عبد العزيز الحكيم) الى الحاكم المدني (بول بريمر) الفدرالية الذي بشر بها العراقيين، أي تقسيم العراق تحت يافطة جديدة، وكانت مداولات الحكيم مع المنظر اليهودي (هنري كيسنجر) قد إنصبت على مشروع تقسيم العراق وهي رؤية مشتركة للصهيونية ( يمثلها كيسنجر) والإيرانية ( يمثلها الحكيم). ولإرساء فكرة التقسيم كان لا بد من إشعال نار الفتنة الطائفية كنموذج عملي للتقسيم وشد الإذهان الى ضرورته لعدم قدرة الطوائف على العيش معا بوفاق وإنسجام، رغم إن التاريخ يكذب هذه الدعوة الجوفاء فمنذ اكثر من ألف سنة عاشوا معا بسلام ووئام. من الملاحظ ان جريدة الوفد المصرية سربت أخبارا في نهاية شهر تشرين الثاني من عام 2003 بأن مجلس الحكم سيء الصيت ناقش إقتراحا خطيرا لتقسيم العراق الى عدة دويلات. ثم تجسدت الرغبة بواقع عملي على تقسيم العراق من خلال الدستور سيء الصيت الذي صاغته أنامل الخبير القانوني اليهودي (نوح فيلدمان) لإقامة فدراليات في الشمال والجنوب والوسط وما سمي في حينها شيعستان وسنيستان وكردستان، فتهلهل وجه القادة الشيعة والأكراد بهذا التقسيم المريب والذي يتوافق مع رؤياهم الضيقة لمستقبل العراق.
تضمن الدستور الفيلدماني غرائب وعجائب منها تمثيل الأقليم الفدرالي خارج العراق بمعزل عن الحكومة المركزية، وفي الوقت الذي إدعى فيه (القائم بأعمال أبيه وعمه) عمار الحكيم بأن الفدرالية ليست موضوعا جديدا، فإنه كان محقا في ذلك. فقد ناقشت احزاب العمالة تقسيم العراق منذ مؤتمر لندن سيء الصيت، وبعد الغزو الأمريكي وزعت (مؤسسة شهيد المحراب) خارطة جديدة لتوزيع الأقاليم طبعت في طهران، وقد عبر قزم ايران (عادل عبد المهدي )عن رؤيته بأن تجربة الإمارات العربية يمكن تطبيقها على العراق منطلقا من حماقة فريدة في بابها متجاهلا ان الامارات لم تأخذ بمبدأ الفدرالية على أسس طائفية كما هو الحال في العراق. من المؤكد إن احزاب الولاء لدولة فارس الكبرى الممثلين في مجلس النواب والحكومة عندما طرحوا موضوع تقسيم العراق فأنهم ينفذون أجندة أسيادهم نظام الملالي الذين يطمحون بضم جنوب العراق الغني بالبترول الى إيران وبالتالي الهيمنة على أكبر احتياطي نفطي في العالم. كما إن إقامة دولة كردية في شمال العراق من شأنه أن يحي أحلام الأكراد بإحياء فكرة مهاباد الميته بضم إكراد الدول المجاورة للعراق، وفعلا منذ الغزو بدأت أسراب من الأكراد الإيرانيين والأتراك تحط في شمال العراق بإيعاز من حزبي برزاني والطالباني، وتم ودفع اعداد غفيرة منهم الى محافظة كركوك بهدف التكريد ردا على التعريب، ومن شأن تقسيم العراق طائفيا ان يدفع بقية الأقليات للمطالبة بالمثل، وقد تجلى ذلك على لسان علي عبد المهدي رئيس (حزب تركمان أيلي) في تصريح أدلى به الى صحيفة الشرق الأوسط في نهاية شهر ايلول عام 2007 بأن” التركمان يعتزمون إعلان إقليم رابع في العراق إذا تم تقسيم العراق الى ثلاث دويلات”. ومن المتوقع ان تعلن أقليات أخرى نفس الرغبة ولا يحق لأحد ان يمنعها فليس من المنطق ان تسمح لقومية أو طائفة بإقليم وتحرم غيرها منه.

الخلاصة
أن عراق واحد موحد قوي متماسك يفشل مشروعي إيران والكيان الصهيوني فنظرية الأمن القومي الإيراني والإسرائيلي تجد في تقسيم العراق الى كنتونات هشة من شأنه أن يضعفه ويسمح بالسيطرة على موارده الغنية، ويوفر فرصة ذهبية للتوسع وإبتزاز دول الخليج العربي الضعيفة وغير القادرة على مجابهة التحديات الفارسية لتحقيق حلم الفرس (الإمبراطرية الفارسية الكبرى). كما ان عراق موجود على الخارطة من شأنه أن يجهض حلم الكيان الصهيوني ( بدولة إسرائيل الكبرى) كما إعترف الصهاينة أنفسهم. وكان الله في عون العراق والعراقيين.